السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

وما زالت المؤامرة مستمرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى منتصف عام 2006، تم تسريب مقطع فيديو لـ«جيمس وولسى» مدير المخابرات الأمريكية الأسبق «CIA» يقول فيه ما يلي: «سنصنع لهم إسلامًا يناسبنا، ثم نجعلهم يقومون بالثورات، فيتم انقسامهم على بعضهم البعض من خلال نعرات تعصبية، ومن بعدها نحن قادمون للزحف، وسوف ننتصر، وإذا نجحنا فى تحرير العراق سنبدأ بالتفرغ إلى سوريا وليبيا والدول الأخرى، وسنجعل مصر والسعودية فى حالة توتر دائمة، وسنكون سعداء بذلك».
بالتأكيد لم تكن تصريحات «جيمس وولسى» تخاريف رجل أمريكى بلا عقل، ولا هلوسة، ولا جنون حينما قال هذا الكلام، بل هى نبوءة تحققت بلحمها ودمها وشحمها وأعصابها بعد أقل من ٥ سنوات، ويمكن وصفها بالمخطط الذى يسعى الأمريكان إليه، مخطط يريدون إشعاله، الوقود فيه هى الشعوب العربية، والضحية الوحيدة فيه هو المواطن العربى الذى دخل فى متاهة الأحداث وفوضى التطرف والدم المنتشر فى الشوارع وعدم شعوره بالأمن والأمان. 
هل تتذكرون تصريحات هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، والتى قالت فيها: «نحن خلقنا تنظيم القاعدة؟»
هل تتذكرون تصريحات كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومى الأمريكى سابقًا، خلال وجود الرئيس باراك أوباما على كرسى الحكم فى أمريكا، والتى بشرتنا بالفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير، وتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة غير قادرة على حماية نفسها على شكل «كانتونات» متصارعة.
كان المخطط معتمدًا بشكل أساسى على استخدام جماعة الإخوان الإرهابية لإحداث الفوضى فى الشوارع العربية، ونزولهم لتمهيد الأرض من أجل نشر التطرف والعنف، وبعد إسقاط أجهزة الأمن وهدم الجيوش، بالتأكيد إنه «مخطط الهدم» أو «مخطط الفوضى»، فالفوضى فى الشرق الأوسط مكتوب عليها «صنع بأيدى أحفاد حسن البنا وسيد قطب». 
هل نسيتم هذه الاعترافات الصريحة من كبار المسئولين الأمريكان؟ هل ما زال البعض يُكابر ويرفض الاعتراف بوجود مؤامرة على الدول العربية تستهدف إحداث فوضى يصنعها الإخوان ليصلوا للسلطة؟
فى الحقيقة هى (مؤامرة)، وبصريح العبارة (مؤامرة مُأمركة مُأخونة)، ولها عدة عوامل مساعدة للإسراع فى تنفيذها، وهذه العوامل المساعدة كالآتى:
_ (قطر): دورها فى السيطرة على كافة قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، تمنحهم الأموال اللازمة لتنفيذ المؤامرة، تنفق على أهدافهم، وتدفع لمن يتحالف معهم، تقدم الرشاوى لمنظمات حقوق الإنسان الدولية حتى يصفوا عناصر الإخوان فى بياناتهم على أنهم ضحايا، ومظلومين ومضطهدين فى بلدانهم، تفتح لهم مراكز إسلامية فى الخارج خاصة فى أوروبا وهى ليست مراكز إسلامية، بل هى مراكز إخوانية وبمثابة تجمع إخوانى تستخدمه أجهزة المخابرات الدولية لمصلحة الإخوان وتجنيد عناصر جديدة تمهيدًا للانضمام للإخوان.. «قطر» التى تُدافع عن المتطرفين والإرهابيين الإخوان تقول عنهم إنهم (مجاهدين)، وتستخدم مشايخ الإخوان لتأجيج الفتنة بين المسلمين وبعضهم، والشعوب وبعضها البعض، وتستخدم «قناة الجزيرة» للترويج للأكاذيب والشائعات ونشر الفتن والتشهير بالدول العربية الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب (مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين)، تسب مصر ليلًا ونهارًا ولا تترك مُناسبة إلا وتُخرج سمومها ضدنا، تُروج شائعات ضد السعودية، تكذب كذبًا بينًا ضد الإمارات وتُسيىء إليها دون وجه حق، تنشر الفتن ضد البحرين، وتُناصر المتطرفين الموالين لـ«إيران» فى اليمن، تتبنى وجهات نظر «إيران» فى دعم الميليشيات المسلحة فى سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا، تُساهم فى تمويل «تنظيم القاعدة» وتعتبر الداعم الأول له فى الإعلام، فلا يوجد تنظيم متطرف إلا ونجد أن تمويله يأتى من (قطر)، من «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» فى سوريا، إلى جماعة «شباب المجاهدين» بالصومال، و«أنصار الشريعة» و«فجر ليبيا» و«كتيبة أبوسليم» و«مجلس شورى مجاهدى درنة» وميليشيا مُصراتة والزنتان وطرابلس وبنى غازى فى ليبيا، مرورًا بـ «بوكو حرام» و«تنظيم القاعدة» فى شمال أفريقيا واليمن، كل هؤلاء تمويلهم يأتى من «دويلة قطر».
_ (تركيا): دورها فى التخطيط للفوضى واضح جدًا، فالدعم الذى يُقدم لعناصر متطرفة حتى يدخلوا لسوريا عبر الحدود التركية واضح للجميع، ودورها فى الأحداث فى ليبيا والعراق وسوريا أصبح على المكشوف، ودورها فى إيواء المطلوبين أمنيًا فى مصر والمحسوبين على الإخوان أصبح بلا جدال دور يتخلص فى الآتى: تركيا مُشارك فعلى فى التحريض ضد مصر ودورها عدائى ويُنظر لها على أنها (دولة عدوة لمصر) بعد فتحها لقنوات تُشهِّر بمصر وجيشها وشرطتها وقضائها طوال الـ ٢٤ ساعة.
_ (إيران): تتمدد داخل الوطن العربى بطريقة سريعة ومُقلقة، وبصراحة أكثر: يُسمح لها بالتمدُد، لتكون بمثابة فزاعة لدول الخليج لكى تكون ذريعة لشراء الأسلحة الأمريكية بمليارات الدولارات، نظام حكم يستخدم ميليشيا الحرس الثورى لزيادة نفوذه فى عدد من البلدان العربية والسيطرة عليها والحصول على خيراتها ومقدراتها، يساعد المعارضين ويغتال من يقف ضدهم، ولها علاقات وطيدة مع «تنظيم القاعدة»، وقد كشفت الوثاق السرية لـ «أسامة بن لادن» زعيم تنظيم القاعدة السابق والتى تُسمى (وثائق أبوت أباد) أنه أوصى التنظيم يإيران وبعدم استهدافها والوقوف ضد أى تفجير بها.
.. ولـ (المؤامرة) أهداف ثلاثة هى: 
_ حماية أمن واستقرار وسلامة إسرائيل والحفاظ عليها وحمايتها من العرب، وهو ما يستلزم تفتيت الجيوش العربية الكبرى لكى تحتفظ إسرائيل بالتفوق العسكرى.
_ إحداث رواج لمصانع السلاح الأمريكية وزيادة إيراداتها من تجارة السلاح.
_ الحصول على بترول المنطقة العربية الغنية به، وضمان استمرار ضخه، والحصول عليه خاصة وأن هناك صراعًا دوليًا على الغاز والبترول.
وما زالت المؤامرة مستمرة، والدليل أن قطر تُمارس دورها فى تأجيج _ دون وجه حق _ أزمة الصحفى السعودى جمال خاشقجى، وتسلط الضوء على أزمة «جوليو ريجينى» فى مصر، والإدعاء الكاذب ضد الإمارات، والتشهير بالبحرين.