قال النبى صلى الله عليه و سلم: "لا تعلموا أولاد السِّفْلة العلم فإن علمتموهم فلا تولوهم القضاء والولاية"... كما أن ابن خلدون قال في مقدمته "لا تعلموا أبناء السفهاء منكم وان علمتموهم لا تولوهم شئون الجند ولا القضاء"..لأنهم إذا تعلموا"أي اصبحوا ذوو نفوذ ومناصب نتيجه لهذا التعلم" اجتهدوا في إذلال الشرفاء.
وإذا رصدنا مشهد الجامعات وطلاب وأساتذة الاخوان في الفترة الماضية لرأينا من السفاهة مافاق تخيل النبي الكريم وعالم الاجتماع العربي المسلم ابن خلدون، فمن أجل اثارة الاضطرابات والقلاقل في الجامعات لأنها حرم آمن، يجب ألا تمارس فيه أعمال العنف والسفه , قام طلاب الاخوان وأساتذتهم وجماعتهم الذين فقدوا تعاطف الشعب المصري إلى الأبد باستغلال حرم الجامعات حتى يقولوا نحن لا زلنا موجودين، وحتى يوقفوا عجلة الحياة في الجامعات، ويوهموا الشعب المصري والعالم الخارجي بأن مصر مضطربة ولا تستطيع أن تعقد الامتحانات في جامعاتها.
ومن أسف أن طلاب الإخوان (المسلمين) فعلوا مالم يفعله كفار قريش في "دار الندوة" التي كانوا يلتقون فيها لتدارس أمورهم وسرد قصص الأولين للعبرة والعظة والتأمل، إان كفار قريش عندما شب الحريق في "دار الندوة" هبوا مسرعين لكي يطفئوه، أما طلاب الإخوان (المسلمين) فقد هبوا لكي يشعلوا الحرائق في الجامعات التي يتعلمون فيها على حساب الدولة المصرية، ويشعلوا الحرائق في المدن الجامعية التي تؤويهم وتطعمهم وتسقيهم نظير جنيهات معدودة وتتكفل الدولة المصرية بفارق التكلفة الباهظة، وبدلا من رد الجميل للوطن وللجامعات، فإذا بهم يعيثون في الجامعات فسادا، يخربون المباني ويبعثرون الكتب ويقلبون المكتبات رأسا على عقب، وهم يذكروننا بما فعله التتار عندما أتوا على الخلافة العباسية عند غزو بغداد.
والفاجعة الأكبر التي لم أكن أتخيلها أنا أو غيري ممن لا يحسنون الظن بالجماعة الباغية هي سلوكيات فتيات الاخوان ممن يطلقون عليهن الأخوات (المسلمات) اللاتي إذا تم القبض عليهن أطلقوا عليهن (الحرائر) ويسفهون الشرطة المصرية للقبض على هؤلاء الحرائر، وكأن الشرطة المصرية قبضت عليهن دون ذنب أو جريرة. ان هؤلاء الحرائر قمن بغزو الحرم الجامعي للبنين واختلطوا بهم، رغم أن آبائهن وأسرهن ألحقنهم بالدراسة في جامعة الأزهر لكي يضمنوا لهن عدم الاختلاط، وهناك الحرائر اللاتي يمسكن بالشماريخ ويطلقونها على رجال الشرطة وأتوبيسات أطفال المدارس مما يتسبب في حرقها , وهناك الحرائر اللاتي يحبسن عميدة احدى الكليات في مكتبها، وهناك الحرائر اللاتي ينزعن الحجاب عن أساتذتهن اللاتي يعلمونهن العلم بدعوى أنهن يناصرن الانقلاب الذي لايوجد الا في مخيلتهن هن وأعضاء الجماعة الباغية.
أما أساتذة الإخوان فحدث ولا حرج، فهم يحرضون طلاب الجماعة على العنف والتدمير لتحقيق أهداف الجماعة في إيقاف عجلة الحياة في الجامعات، وذلك على حساب الجامعات التي آوتهم واحتضنتهم ولم تسمع قياداتها لتقارير أمن الدولة في عصر مبارك والتي أوصت بعدم تعيينهم معيدين بحجة أنهم ينتمون للجماعة المحظورة، فما كان من أساتذة الإخوان الذين ضمتهم هذه الجامعات برحابة صدر إلا أن يردوا لها الجميل تحريضا وعنفا وحريقا ودمارا وتسريبا للأسلحة والمتفجرات واللافتات في سياراتهم إلى داخل الحرم الجامعي. والأدهى من ذلك أن هؤلاء الأساتذة الإخوان لا زلوا يشغلون المناصب الجامعية المرموقة بداية من رئيس جامعة إلى ماهو أدنى، والأمّر أنهم هم والمتعاطفون مع الجماعة يسعون للمنافسة على جميع المناصب الجامعية في الصيف القادم لتصبح الجامعات تحت سيطرتهم لتظل صداعا مستمرا ينهش في رأس النظام.
إن التعديلات التي أجرتها اللجنة المشكلة على قانون تنظيم الجامعات لمواجهة العنف والارهاب داخل الجامعات والتي تتيح فصل الطلاب إذا ارتكبوا هذه الأفعال هي خطوة مهمة لصالح العملية التعليمية، والتي تهددت كثيرا في الفصل الدراسي الماضي، وكادت أن تتوقف لولا رجال آمنوا بهذا الوطن وبأهمية العلم، فقرروا بحزم مواصلة محاضراتهم واجراء امتحاناتهم لتدور عجلة الحياة داخل الجامعات وتدهس كل من يريد تعطيلها عن الدوران.
ولكن هذه التعديلات وحدها غير كافية، لأنه يجب إزاحة كل قيادات الإخوان الذين يتولون مناصب جامعية حتى لايستغلوا مناصبهم في تحريض الطلاب ضد جامعاتهم وضد الدولة المصرية، كما ينبغي إعادة النظر في انتخاب القيادات الجامعية والذي أثبت فشله بالفعل، وخاصة أن لدى معلومات بمخطط كامل للاستيلاء على الجامعات من خلال بعض الشخصيات المدعومة من خلايا الإخوان داخل الكليات والجامعات لإحكام السيطرة على الجامعات، واستخدامها كورقة ضغط ضد النظام.
.. حقا لقد صدق رسولنا الكريم في ذكرى مولده حين قال : "لاتعلموا أولاد السِّفْلة العلم".