الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ما أتمناه من وزير التعليم في أكتوبر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى كل عام، تهل روائح أكتوبر، بعد عدة أيام، من بداية العام الدراسي. تظلنا ذكرى النصر والتضحيات وترفرف علينا أرواح الشهداء التى منحتنا العزة وردت إلينا الكرامة. فى كل عام تقدم مدارسنا برامج فى الإذاعة المدرسية عن نصر أكتوبر ويكتب التلاميذ موضوع تعبير عنها يرسمون موضوعا فنيا، وتقوم بعض المدارس التى يتوفر بها مقومات خدمية أفضل بعقد ندوة أو عمل احتفال كبير يتلاءم مع احتفال بنصر عظيم. لعل ذلك يكون مرضيا عند البعض، ولعله كافٍ عن البعض الآخر. لكننى فى الذكرى الخامسة والأربعين للنصر، ومع أجيال لم تعش أجواءها ولا تعرف عنها إلا القليل أرى أن ما يقدم ليس بكافٍ. إذا أخذنا فى الاعتبار السماوات المفتوحة وقنوات الأطفال التى تبث ثقافات مختلفة، والفترة الصعبة التى كانت معركة وجود انتصرنا فيها بالتفافنا حول قائدنا وجيشنا، تلك الفترة القلقة التى فعلت فعلها عند بعض ذوى النفوس الضعيفة الذين حاولوا تشويش الرؤى ووصل الأمر إلى الخصام والشقاق على مستوى الأسرة الواحدة، وكأنهم فى معارك صغيرة عائلية انتصر فيها من يحب هذا البلد ومن لم يتزعزع إيمانه بترابها وبجيشها وبقائدها. انتصرت الهوية المصرية لترابها واتصلت دماء الشهداء بسيناء فى معركة القضاء على الإرهاب بدماء آبائهم فى معركة 1973 وهو ما يجعلنا نفكر فى الاحتفال بشكل مختلف وعلى نطاق جميع مدارس مصر، لأننى لا أعول على برامج التليفزيون والإذاعة التى لا يلتفت إليها الصغار ولا الشباب الذين تستهلك مواقع التواصل الاجتماعى أيضا جزءا كبيرا من وقتهم. لا أعول إلا على المدارس ولا أراهن إلا على الصغار بنفوسهم الطاهرة الصغيرة وأرواحهم البريئة التى ينبت فيها الخير ما إن تنثر بذوره بها. وهو ما يخدم بالطبع رؤية التنمية المستدامة مصر 2030 والتى تهدف ضمن ما تستهدفه ترسيخ مبادئ الانتماء للوطن وتعميق كل ما يحافظ على الهوية المصرية. ولهذا أقترح على الوزارة تنفيذ خطة ممنهجة تكرر كل عام تستهدف مرحلة التعليم الأساسى بالدرجة الأولى. خطة بسيطة وذكية ومنوعة تلائم أطفالا يتعاملون مع التابلت والمحمول بمنازلهم، خطة غير مكلفة على الإطلاق ولا تحتاج سوى عدد من الأسطوانات وجهاز كمبيوتر أو جهازين فى غرفة مناهل المعرفة أو حجرة الكمبيوتر وشاشة عرض إن وجدت. كل ذلك لا يحتاج إلى الإنترنت الذى قد لا يتوفر فى بعض المدارس ويتغلب أيضا على مشكلة كثافة الفصول المرتفعة وعدم وجود ميزانية تكفى لعمل احتفالات مبهرة. هكذا تستطيع التكنولوجيا تقديم الحلول لكننا اعتدنا فى مدارسنا مركزية التفكير واعتدنا ألا نهتم إلا بما يصلنا مكتوبا ومحددا بالخريطة الزمنية واعتدنا ببساطة ألا نعمل خارج إطار مادتنا التعليمية وفقط. أعى تماما ما أقول ككبير معلمين لكنى ككاتبة أطبق فى عملى ما أؤمن به كمصرية تنتمى بشدة لوطنها وتؤمن أن بناء الإنسان يجب أن يكون متكاملا وشاملا ومنذ الصغر وأن المعلم الحق يجب أن يكون موسوعى المعرفة لا يقتصر دوره على مادته ومنهجه فقط. من هنا أتمنى أن تقدم كل مدرسة إلى طلابها مادة تسجيلية يتم مراجعة محتواها بما يتوافق مع المرحلة العمرية للتلاميذ. هناك العديد من الأفلام التسجيلية التى أعدتها الشئون المعنوية لقواتنا المسلحة ومتوفرة على أسطوانات يمكن عرضها كما أفردت. لن يكلفنا الأمر شيئا، مجرد حصة مشاهدة لكل فصل من الفصول وشرح مبسط من المعلم، حصة عادية لن تكون عادية بالنسبة للتلميذ ستثرى خياله الصورة وتترسخ فى عقله الغض مفردات البطولة، صوت الطائرات اسمها حالة الحرب، صور الأسرى والدبابات، الساتر الترابى وفكرة هدمه واسم اللواء زكى باقى وغيرها. حصة تنفذ بأقل التكاليف فى جميع مدارس مصر فى قراها قبل مدنها. أتمنى أيضا عقد ندوات بالمدارس الثانوية واستضافة رموز من أبطال حرب أكتوبر أو قادة من الجيش فى حوارات مفتوحة طوال شهر أكتوبر كل فى محافظته ما سيكون له بالغ الأثر فى عقول الشباب وعقيدته الوطنية. إننى أتمنى وبحق لسببين أولهما بسيط جدا هو أن انتصار أكتوبر لم يقدم فى أفلام سينمائية بما يليق بعظمته. وثانيهما هو تنمية الشعور بالعزة والفخار فى نفوس الصغار بانتمائهم لتراب هذا الوطن، الذى لن يكون أبدا حفنة من تراب عفن ولا مرتعا لأفكار داعشية، طالما كان وطنا يعيش فى قلوب أبنائه ويلتفون هم تحت لوائه رافعين رءوسهم نحو علمها الخفاق، حفظ الله مصر.