تعد مواثيق الشرف الصحفية بمثابة القوانين التى يسير عليها الصحفيون فى عملهم الصحفى اليومى ويلتزمون بها من واقع أخلاقى ومهنى ومسئولية اجتماعية يدركها الصحفى تجاه المجتمع، وتم وضع بنوده من قبل الصحفيين أعضاء نقابة الصحفيين فى مارس عام 1998، ولا يزال يعمل به حتى الآن أى منذ أكثر من 20 عامًا، لكن الواقع العملى يؤكد أن هذا الميثاق خارج الخدمة مؤقتًا، ولا يعمل به إلا من خلال فئة قليلة جدًا من الصحفيين العاملين فى بلاط صاحبة الجلالة. وقد حددت مواثيق الشرف الصحفية مجموعة من القيم الأساسية والتى طرحت فى كثير من الأحيان من خلال نظرية المسئولية الاجتماعية، التى اعتبرت هذه المواثيق أحد الأساليب التى يلتزم من خلالها الصحفيون بتنفيذ ما جاء بها، خاصة فيما يتعلق بتحقيق مصالح المجتمع التزامهم بالأخلاقيات المهنية التى تتجسد فى بعض القيم، مثل العدالة والأمانة، والفصل بين الخبر والرأى، والدقة والموضوعية والحياد، وتصحيح الخطأ وإدانة تشويه وإخفاء الحقائق عن عمد، الحفاظ على سرية المصادر، ودعم مسئولية الصحفيين فى الحفاظ على حق الجمهور فى حرية التعبير والمعرفة، وحق الجمهور فى الحفاظ على الخصوصية، فضلًا عن الاهتمام بعرض العناوين والصور بطريقة مناسبة لا تخل بالمعنى وعدم التلاعب فى محتوى الصور باستخدام الأساليب التقنية، وأن يكون الصحفى مسئولًا تجاه نفسه وزملائه وأفراد المجتمع ولا يتسبب فى أية أضرار لأى طرف من الأطراف، من خلال مخالفة هذه القيم، أوعدم مراعاة ضوابط وأخلاقيات نشر الجريمة سواء بالمبالغة فى نشر الجرائم والتحيز ضد أو مع المتهمين. لأن مثل هذه الممارسات الصحفية تؤثر بالسلب على صورة المجتمع فيشوه الواقع الاجتماعى للظاهرة الإجرامية فيه، ويمس المنظومة القيمية والأخلاقية والمجتمعية لأفراده. والجريمة التى بدأت مع بداية الحياة على سطح الأرض عندما قتل قابيل أخاه هابيل، وكانت أول جريمة قتل عرفتها البشرية منذ بدء الخليقة، وستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، تعتبر من أبرز القضايا والمشاكل الاجتماعية والأخلاقية التى تواجه أى مجتمع من المجتمعات خاصة فيما يتعلق بتبعاتها السلبية على خططها التنموية وبرامجها وميزانياتها المالية.
وتعنى كلمة الأخلاقيات، الآداب العامة التى يجب أن يلتزم بها كل ممارس للعمل الإعلامى والثقافة والترفيه المفيد الذى يراعى المعادلة الصعبة بين تحقيق صالح الفرد وصالح المجتمع وإلقاء الضوء على الممارسات غير المسئولة من جانب بعض الإعلاميين، حتى يمكن تجنبها تحقيقًا لخير المجتمع ورفاهيته. وقد بدأ تدوين أخلاقيات العمل الإعلامى ومواثيق الشرف وقواعد السلوك المهنية للمرة الأولى فى بداية العشرينات من القرن الماضى، وهناك الآن اقل من 50 دولة فقط من بين 200 دولة فى العالم لديها نظم متطورة فى الاتصال الجماهيرى ذات مواثيق لأخلاقيات المهنة تؤثر بشكل فعال على القائمين بالاتصال أو تحمى التدفق الحر الإعلامي.
فلكل مهنة أخلاقياتها التى لا بد أن يلتزم بها الفرد، فالإعلام كمهنة تقوم على أسس من الأخلاق واجب التحلى بها لكل فرد يمتهنها، فقبل أن نتطرق إلى أخلاقيات المهنة يجب أن نتعرف أولًا على القضايا التى تمس الإعلام والتى يجب يتمسك الإعلامى أخلاق مهنته اتجاهها، مثل: السلطة والواجب، الحرية والمسئولية والحقيقة، والتعددية، الاختلاف، الصالح العام، واحترام الآخر! والحقيقة هى المحور المحرك للإعلامى والوصول إليها ليس عن الطرق الملتوية ولا القصيرة المشوبة بما يخدش دقتها وصدقها وواقعيتها بل يمكن الوصول إليها عن طرق صعبة، ولكن سليمة تكون مدعاة السرور وجلب الاطمئنان!
نحتاج تفعيل ميثاق الشرف الصحفى حماية للمجتمع وللأفراد ونريد مواثيق للصحافة والإعلام داخل الخدمة ومفعلة وليس بمجرد توصيات وشعارات جوفاء لا تمت للواقع بصلة وخارج الخدمة منذ سنوات عديدة ونحتاج إعلاميين وصحفيين يراعون المسئولية الاجتماعية وأمانة الكلمة التى سنسأل عنها يوم القيامة!