الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اليوم 15 يناير فاقرأوا الفاتحة!. 
فهو اليوم الذي ولد فيه - منذ 96 عامًا- أحد أبرز قادة التحرر الوطني في العالم في القرن العشرين، وأحد قادة دول عدم الانحياز العظام، وأهم رمز نضالي في قارات إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وأعظم البنّائين المصريين بعد رمسيس الثاني، الرجل الذي وقفت له الدنيا، فلم يقف عن نضالاته حتى النفس الأخير، والرجل الذي حقق معجزة إنمائية لم تتكرر الإشادة بها في تقارير الأمم المتحدة، وذلك بالخطة الخمسية الأولى 1959 – 1964. 
الرجل الذي واجه قوتين عظميين ومعهما ذيل كلب يُسمى "إسرائيل"، بعدما أعاد لمصر قناتها، وحقق انتصارًا سياسيًّا مدويًا على العدوان الثلاثي، وساهم بشكل حاسم في إنزال بريطانيا من دولة عظمى لا تغيب عنها الشمس إلى دولة من الدرجة الثانية بعد الصف الأول الذي اقتصر على الاتحاد السوفيتي "روسيا الآن"، والولايات المتحدة الأمريكية. 
الرجل الذي بنى السد العالي العظيم الذي أنقذ مصر من الجفاف ثلاث مرات مخيفة، السد الذي رفضت أمريكا تمويله ثم وضعته جامعة "ييل" الأمريكية ضمن أفضل عشرة مشروعات إنمائية عالمية في القرن العشرين. 
الرجل الذي حقق مقولة وحلم الدكتور طه حسين بأن يكون العلم متاحًا للجميع كالماء والهواء، فأصبح التعليم المجاني متاحًا للجميع من الحضانة إلى الجامعة، ومن بعده تدهورت كل مراحله لدرجة خروج الجامعات المصرية من تصنيف الـ500 جامعة على مستوى العالم. 
الرجل الذي كان العمل في عهده حقًّا للجميع، وكان شعار المرحلة أن "العمل شرف والعمل حق والعمل واجب"، ومن بعده وقف ملايين الشباب في طابور البطالة الطويل؛ ما جعل معدل الانحراف يتنامى ويتصاعد، ومؤشر الأخلاق يتهاوى. 
الرجل الذي بنى قاعدة صناعية بزّت مثيلاتها في الدول النامية وقتها "الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا وتايوان" وكان مقيّضًا لهذه القاعدة أن تقود مشروع النهضة المصرية- وهو غير مشروع الإخوان الوهمي الذي أسقطه ابن من أبناء ناصر: الفريق أول عبد الفتاح السيسي - لولا إعاقته بعدوان مدروس في 67 ثم بوفاة صاحب المشروع المفاجئة التي أوقفت الطموح وعطلت الإبداع السياسي والنهضوي. 
الرجل الذي كانت في عهده المستشفيات في المدن والمراكز الصحية في الريف تؤدي عملها "كما يقول الكتاب"، وكانت صحة المصريين "بُمب"، وبعده أصبحت المشافي خرابًا ينعق فيها البوم، ومثلها صارت صحة المصريين.. مرضى بالملايين لنوعيات أمراض غريبة لم يسمع بها أحد مثل فيروس سي، وأنفلونزا الدجاج والخنازير، وبقية الأمراض المستعصية والمستوطنة. 
الرجل الذي أقال وزارة بجميع أعضائها لأنها رفعت سعر كيلو الأرز 5 مليمات، فتحول السعر من 4 قروش إلى 4 قروش ونصف القرش، وذلك حتى لا تزيد الأعباء على الجماهير، وبعده تفنن الرؤساء في كي الناس بنار الأسعار حتى أصبحوا "يكحون ترابًا" ويتمنون رائحة "الزفر"، رغم ثورة "الخبز والحرية والعدالة الإجتماعية" الشهيرة بثورة 25 يناير والتي "وضع يده عليها" ثم سرقها تنظيم الإخوان وبأساليبهم الملتوية وبالتهديد والوعيد نجح مرشحهم "الاستبن" محمد مرسي في احتلال الكرسي الرئاسي وكوّن حكومة- لم يعرف الناس لها أولاً من آخر- لكنها جاءت لتستكمل القضاء الممنهج على الشعب المصري المثابر والصابر على المكاره، والذي يعرف مَن كان معه ومن "جاء" عليه وجار. 
لكن "جيش عبد الناصر العظيم مثلما رفض الهزيمة بعد 5 يونيو رفض الاستسلام لجماعة الإخوان" ولفظهم مثلما تُلفظ الجِيَف، وبعدها صنع الشعب ثورته الثانية في 30 يونيو.. أوقف الزمن وأمر التاريخ أن يمحو المرحلة السابقة وأن يعيد الكتابة.
واليوم 15 يناير فاقرأوا الفاتحة على أشهر مواليد هذا الشهر، ابن مصر وحبيب شعبها جمال عبد الناصر، الذي شبه "شافيز" الرئيس الفنزويلي الراحل ذكراه بالمعدن النفيس الذي يزداد بريقًا كلما مرت به الأيام تمامًا مثلما يقول أبو فراس الحمداني: 
سيذكرني قومي إذا جد جدهمُ وفي الليلة الظلماء يفتقد البدرُ..