تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
«إننى على يقين من قُدرة المصريين على العطاء، فهى الميراثُ الذى خلفه أجدادنا، وهى مَعِينُنَا الذى لا ينضبُ بإذن الله، تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر، وتحيا شعوب الأرض المُحبة للسلام» كلمات رائعة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه فى ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤ فى أول جمعية عامة للأمم المتحدة يحضرها بصفته رئيسًا مُنتخبًا لمصر، كلمات نالت إعجابنا، حفظناها، رددناها، لأنها ترفع من شأن الشعب المصرى وتُشيد به فى أكبر تجمّع دولى وَمِن يومها ونحن ننتظر خطاب الرئيس السيسى أمام الجمعية العامة للأُمم المُتحدة كل عام، خاصة وأننا أصبحنا نعتبِر هذا الخطاب السنوى بمثابة (بُوصلة) لمن يُريد أن يمشى فى الطريق الصحيح للبناء والعمل والأمل والمواجهة الصارمة للإرهاب وإنقاذ الأوطان من الضياع ولحفظ حقوق الشعوب والدفاع عن القضايا العادلة لنا ولأُمتنا العربية.
نعم، خطابات الرئيس السيسى فى الأُمم المُتحدة (بوصلة) لمن يريد بناء دولة، ويحافظ عليها ويُنميها، ويُعيد تصحيح مسارها، ويضعها على المسار الصحيح، ويُقيم علاقات دبلوماسية متوازنة، يتحدث بِكُل قوة، بلسان قوى، نيابة عن شعب قوى، لدولة قوية تعافت بعد مرض مُزمِن نتيجة تكاتُف الشعب العظيم مع رئيسه المُخلص.
تحدث الرئيس السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الدورة الثالثة والسبعين بلسان دولة محفوظة بإذن الله، تاريخها مُشَرِف، وهاماتها مرفوعة وتصل عنان السماء، تحدث بلسان الحق والعدل والكرامة، دعا للسلام الذى نتمناه لنا ولأشقائنا العرب بل وللعالم أجمع، رفض الفوضى، هاجم التطرّف والإرهاب والعنف، ودعا لاحترام اختيارات الشعوب وعدم التدخُل فى الشئون الداخلية للدول العربية، وقف وقفة شُجاعة _ سيكتُبها التاريخ _ للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى فى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها (القدس الشرقية)، مع ضرورة إعادة كافة الأراضى الفلسطينية التى احتلتها إسرائيل فى ٥ يونيو ١٩٦٧، طالب بعدم السماح بوجود ميليشيات مُتطرفة فى عدد من الدول العربية والتى تُحارِب نيابة عن قوى إقليمية هدفها زعزعة أمن واستقرار الدول العربية.
ولمن يسأل: ما هى «بُوصلة الرئيس السيسى» التى أعادت مكانة مصر الدولية؟ أقول: إن الرئيس السيسى اتبع سياسة خارجية مصرية خالصة، سياسة خارجية شريفة، لدولة شريفة بعيدة كل البُعد عن الدخول فى المؤامرات والفتن، سياسة خارجية تُعبّر عن أصل مصر وعراقتها وحضارتها ويتم تطبيقها بكل أمانة، سياسة خارجية لا تُبنى على المُكايدة لكن تُبنى على احترام الدول وسيادتها واحترام إرادة شعوبها.
ولمن يسأل: لماذا لم نجد مصر تدخُل فى تحالفات دولية مثل كثير مِن الدول؟ أقول: إن مصر لم تتحالف مع أحد ضد أحد، ولَم تتورط فى مواقِف صِدامية مع أحد، بل إن مصر تتعفف عن الرد على إساءات فى حقها من دول إقليمية مُغرضة، وتتعامل بكل قوة وبكبرياء وبأخلاق حضارة عُمرها ٧ آلاف سنة، وتتبع سياسة «مصلحة مصر فوق أى اعتبار ومبادئنا لا تتجزأ»، بمعنى أننا، دون غيرنا، نُطلِق على التنظيمات المُتطرفة المُسلحة لقب «إرهابيين»، ونرفض الجلوس معهم ولا ندخُل معهم فى مفاوضات أو نقول عنهم مُسلَّحين أو جهاديين أو إسلاميين، بل ونُطالب بضرورة نزع سلاحهم والتعامل معهم بالقوة والتصدى لهم لأنهم يمثلون خطرًا على البشرية والإنسانية كما أننا نرفض أى تدخلات فى الشئون الداخلية للدول العربية ونعتبر مصير الدول فى يد شعوبها فهى صاحبة الحق الوحيد فى تقرير مصير دولهم كما أننا نرفض رفضًا قاطعًا المساس بوحدِة الدول العربية ونرفض فكرة تقسيم الدول حسب الأعراق والطائفة والأديان، ونرى أن ذلك يُسبب خطرًا جسيمًا على المنطقة العربية بأكملها ويُسبب تأجيج صراعات طائفية وعنصرية نحن فى غنى عنها ولسنا بحاجة إليها كما أننا نرفض وبِشدة أى تقسيم للجيوش العربية أو حتى الاقتراب منها لأن ذلك سيؤدى لخلخلة الدول على اعتبار أن الجيوش هى عمود الخيمة التى تُبنى عليها الدول.
كل هذه المبادئ بمثابة (بُوصلة) فى يد الرئيس السيسى يمشى عليها، ويسير على نهجها لأنه يريد الخير لبلده «بُوصلة السيسى» أصبحنا نعرفُها، ونمشى على خُطاها، وانتقلت منه إلى الشعب المصرى، ولهذا تجدُنا نخاف على جيشنا من الهواء الطاير ونرفُض التدخُل فى شئوننا الداخلية، ونغضب للفوضى التى انتشرت فى الدول العربية، ونعتز بعروبتنا، ونرحب بالإخوة السوريين الذين جاءوا إلى مصر، ونفتح ذراعنا لأشقائنا اليمنيين ولا نرضى لهم أن يتواجدوا فى مُخيمات اللاجئيين، ونفرح بتواجد الليبيين بين صفوفنا وفوق أراضينا، ونسعد بالعراقيين فى بلدنا ونُعاملهم مُعاملة حسنة تليق بهم ويستحقونها، ونُساعد الفلسطينيين بكل ما أوتينا لكى يحصلوا على حقوقهم المشروعة ويعيشوا عيشة كريمة فى أراضيهم كل هذه الجنسيات العربية تتواجد على أرض مصر، نقتسم معهم لقمة العيش، ومنهم من يعمل ويتاجر ويربح، ومنهم من يستثمر وينجح، المهم أن مصر بيت العرب ولكل العرب، تُدافِع عن قضاياهم فى المحافل الدولية، ولا تألو جهدًا فى الوقوف معهم فى وقت شِدتهم ومحنتهم.
هذه هى السياسة التى يتبعها السيسى باستخدام «بُوصلة» للحفاظ على وطنه ولم شمل العرب والدفاع عن وحدتهم، ليس هذا فقط بل الاهتمام بكافة القضايا الأفريقية ودعم وتقوية أوجه التعاون بيننا وبين الدول الأفريقية لتحقيق الرخاء والتنمية للشعوب التى تطمح للعيش فى سلام وأمان.
باختصار: كان الرئيس السيسى مُوفقًا هذا العام فى تواجُده فى اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأُمم المتحدة، وفى كلمته ولقاءاته بعدد من الرؤساء وفى مُقدمتهم الرئيس الأمريكى ترامب، وعدد من السياسيين ورجال الأعمال الأمريكان ووسائل الإعلام، التوفيق الذى صاحب السيسى من عند الله وبفضل (البُوصلة) التى يحملُها والتى تدعو للسلام وحياة أفضل والمواطنة والعدل ومواجهة الإرهابيين الذين أساءوا للدين.