السبت 28 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في مثل هذا اليوم.. 1944 "فاروق" يمنح نيشان الكمال لأم كلثوم

أم كلثوم و  الملك
أم كلثوم و الملك فاروق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثناء حفل غنائى للسيدة أم كلثوم انتهى بمنح نيشان الكمال لها، حضر الملك فاروق.. ولم يكن حضوره للاستماع لصوت أكبر مطربة عربية.. وإنما حسب ما يذكره كريم ثابت فى الجزء الثانى من مذكراته «ملك للنهاية فاروق كما عرفته «دار الشروق القاهرة» ذهب إلى النادى الأهلى ليسمع أم كلثوم فى حفلة من حفلاتها لمأرب سياسى وليس لسماع كبيرة مطربات الشرق..فوزارة الوفد كانت متربعة يومئذ على سدة الحكم.. وذهبت فى مناورتها لفاروق إلى منع إذاعة القرآن من قصر عابدين أثناء شهر رمضان ففكر أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكى مع بعض أصدقائه إلى مناورة يغيظون بها الوزارة، وهى أن يذهب فاروق إلى النادى الأهلى بينما أم كلثوم تغنى، والإذاعة مفتوحة، فيردد الراديو صدى أصوات التصفيق والهتافات التى سيقابل بها، فيسمعها الناس فى كل مكان.. وهذا ما حدث فعلا.. وفى تلك الليلة أنعم فاروق على أم كلثوم بنيشان الكمال من الطبقة الثانية.
وفى وقائع الحفل طبقا للتسجيلات يعلن المذيع:
«شرف الحفل حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق».. فتنطلق الهتافات..ثم تواصل أم كلثوم الغناء وتتصرف فى أغنية «ياليلة العيد».. والتى بدأت بها الحفل قائلة: «وقلنا السعد هييجى على قدومك فى ليلة العيد».. وكان تصرفها فى الأغنية أكثر من معجز مما أبهر الجمهور الذى علا تصفيقه وهتافه. 
وبعد انتهائها من الغناء استدعاها الملك ليصافحها.. وأبلغها أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى بأن الملك أنعم عليها بالنيشان الملكى.
وصعد الصحفى مصطفى أمين إلى الميكروفون ليذيع نبأ منحها النيشان قائلا: «منح الملك المحبوب فاروق الديمقراطى حفظه الله نيشان الكمال إلى الآنسة أم كلثوم.. ثم ألقت أم كلثوم كلمة شكرت فيها فاروق قائلة: «لا أجد من الكلمات ما أستطيع فيه التعبير عن شعورى».. وانصرف الملك على وقع الهتافات والتصفيق.
إذن لم يذهب فاروق للاستماع لأم كلثوم.. مما يطرح حقيقة دور الفن فى حياته.. ويتحدث كريم ثابت عن هذه القضية «كانت الموسيقى الإفرنجية الخفيفة أو موسيقى الملاهى والمراقص هى وحدها التى تلذ له سواء فى الراديو أو فى الأماكن العامة.. أما الموسيقى العربية والغناء العربى فكان لا يميل إليهما ولا يعنى بسماعهما. وكان للحدث توابع كثيرة، منها مثلا أن نساء العائلة الملكية غضبن من منح آنسة من عامة الشعب حتى ولو كانت أم كلثوم.. وهذا النيشان حملته الملكة فريدة زوجة فاروق الأولى وأميرات الأسرة المالكة.. ثم زوجته الثانية ناريمان". 
وكتبت روز اليوسف الموضوع كالآتى:
فى ١٧ سبتمبر عام ١٩٤٤ وفى ليلة عيد الفطر الموافقة ٢٩ رمضان ١٣٦٣هـ، كانت تغنى كوكب الشرق السيدة أم كلثوم فى حفل مُقام بالنادى الأهلي. فى هذه الأثناء، دخل جلالة الملك فاروق إلى النادى الأهلى وهو يقود سيارته بنفسه، ولم يعلم أحد بوصوله إلا عندما رأوا جلالته داخلًا، وفى بداية غناء أم كلثوم لأغنية «يا ليلة العيد»، ولدى دخوله، رفض أن يتوقف الحفل، ومضى يجلس فى هدوء. وواصلت كوكب الشرق غناءها وأبدعت هى وفرقتها، ثم ارتجلت أثناء أدائها لتضيف كلمات جديدة للأغنية وهى «يا نيلنا ميتك سكر وزرعك فى الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى ونحيى له ليالى العيد»، وبحسن لباقة انتقلت أم كلثوم وانتقل معها التخت سريعًا إلى الكوبليه الأخير من أغنية «حبيبى يسعد أوقاته»، فغنت «حبيبى زى القمر قبل ظهوره يحسبوا المواعيد، حبيبى زى القمر يبعث نوره من بعيد لبعيد، والليلة عيد على الدنيا سعيد، عز وتمجيد لك يا مليكي».