مُنذ أكثر من ١٠سنوات وتحديدًا فى يوم ٨ يناير ٢٠٠٨ كان المرحوم اللواء رؤوف المناوى مُساعد وزير الداخلية الأسبق، ضيفًا على شاشة قناة الجزيرة القطرية فى برنامج (الاتجاه المُعاكس) فى مُناظرة ضد شخص تونسى يدعى دفاعه عن الحقوق والحريات اسمُه «المُنصِف المرزوقى» وكان محور النقاش عن: التحديات التى تواجهها الشرطة العربية والاتهامات المُوجهه لها.. يومها فاز «اللواء المناوى» بالضربة القاضية على «المرزوقى» وكشفه على حقيقته أمام الرأى العام العربى.. وسأسرد أهم دقيقتين بينهما خلال المُناظرة وهُما كالآتى:
_ المناوى: إن أهم أهدافك هو تخريب الشرطة وهذه مهمات مدفوعة الأجر، وأنت تعلم ذلك، وتتعامل مع المعهد الديمقراطى الأمريكى وعارف بيدفعوا لك إيه؟ ومشكلاتك مع الأمن التونسى معلومة ومعروفة
_ المرزوقى: لا لا لا.. لا تُحدثنى بهذا الإسلوب
_ المناوى: هوه فيه دكتور يقفل الجامعة ويأخُد الطلبة علشان يدربهُم على الإضرابات والاعتصامات؟ ويترك العمل والمهنة؟
_ المرزوقى: لا لا لا
_ المناوى (مُخاطبًا «فيصل القاسم» مُذيع البرنامج): يا «فيصل» إنت جايب لنا ناس عُملاء علشان نقعُد نتكلم معاهم على الهواء؟ هذا لا يليق
_ المرزوقى: نحن الشعوب العربية الآن بكل صراحة نعيش تحت احتلال داخلى، ونحن الآن بصدد معركة من أجل الديمقراطية والاستقلال، والشرطة تُدافِع عن الأنظمة الحاكِمة ولا تُدافِع عن المجتمع، وتُدافِع عن الجريمة المنظمة الكبرى مثل سرقات المال العمومى والتعذيب وتزييف الانتخابات، هذه هى الجرائم الكبرى، هذا هو إرهاب الدولة الذى يريد أن ينساه سيادة اللواء ليحشرنا فى قضية أمريكا وقضية الإرهاب، نحن لا دخل لنا بهذه الأمور، نحن كشعوب عربية نُعانى من إرهاب الدولة التى تستعمل التعذيب، وأنا لا أعبر عن رأيى الشخصى، أنا مُناضِل من أجل حقوق الإنسان فى الوطن العربى بالكامل
_ المناوى: عايز ترجعنى لفكرة الفوضى الخلاقة اللى عايزها «بوش ورايس» ويروجون لها، وأنت تعرف كم يدفعون لك فى مقابل ذلك؟
_ المرزوقى (مُخاطِبًا «فيصل القاسم» مُذيع البرنامج): قُل لهذا الشخص يعتذر لى أو سأخرُج؟
_ المناوى: أنا أعتذر لك؟ مين إنت؟ مين إنت عشان أعتذر لك؟ اتفضل قوم، هؤلاء الأشخاص يعملون بالأجر لحساب الأمريكان.
_ المرزوقى (مُوجِهًا حديثه لمُذيع البرنامج): سأبقى احترامًا لك، ولن أرد على هذ الشخص سأعتبره غير موجود أمامى مِن الآن.
_ المناوى: اخرس خالص.. اخرس.. هاقطع لسانك
_ المرزوقى: هذا الكلام تقوله للشرطة فى مصر، لا تقوله لى.
_ المناوى: أنا أعلم عنك كل شىء قبل ما أجلس هنا، أنت مريض بأمراض عصبية كثيرة وعميل وتاريخك معروف مش فى الأمن التونسى بس، وكمان ده فى الأمن الفرنسى تاريخك معروف وملفاتك موجودة.
بعدها، ونتيجة الفضيحة التى لحقت بـ «ابن المرزوقى» اضطُر لكتابة مقال فى جريدة (الفجر نيوز) يوم ١٤ يناير ٢٠٠٨ تحت عنوان: لماذا لم أرُد على اللواء المناوى، يسرِد فيه حُججا واهية ويقول نصًا: كُنت مُرهقًا من السفر ولَم أتوقع أن يهاجمنى اللواء المناوى فى شخصى ويتهمنى بالعِمالة وبأمراضى العصبية وبتلقى أموال من الأمريكان ومن الواضح أنه جاء مُعبأً بما تُردده أجهزة الأمن التونسية ويبدو أنه نسق معها قبل دخوله للاستوديو ليُهاجمنى.
.. والسؤال: لماذا نسرِد تلك الواقعة؟ باختصار لأن «المُنصِف المرزوقى» خرج عبر قناة الجزيرة مُنذ أيام وهاجم القضاء المصرى بعد صدور أحكام بإعدام قيادات الإخوان وقال نصًا: إن أحكام الإعدام فى مصر غير قانونية وإعدام صديقى محمد مرسى بمثابة إرهاب تقوم به الدولة المصرية.. هُنَا لابُد لنا مِن وقفة لِنُعيد ونُكرر الكلمة التى قالها له المرحوم اللواء رؤوف المناوى قبل ١٠ سنوات ونقول له (اخرس، إنَّ فى مصر قضاء عادل شريف، وقُضاة لا يخشون إلا الله، أجلاء، يُقيمون العدل، ويحكمون بالعدل).
أما «المُنصِف ابن المرزوقى» فهو جُزء من تنظيم الإخوان الذى يستهدف أوطاننا، ويضع يده فى يد (قطر) ودعمته حتى تولى رئاسة تونس، ثم زاره أمير قطر وقتها حمد بن خليفة وسخِر مِنْه وقال له «حمد» أمام كاميرات الفضائيات وموجهًا حديثه للتونسيين: أنتُم شايفين كيف أُعلِم رئيسكُم كيف يقف ويُسلِم؟
خدع «ابن المرزوقى» الشعب التونسى حينما قال إنه كان منفيًا فى فرنسا قبل الثورة التونسية فى ٢٠١١، فهو لم يَكُن منفيًا، وقال لمجلة «جون أفريك» يوم ١٥ فبراير ٢٠١١ نصًا (كُنت لاجئًا سياسيًا)، وكان بالفعل متواجدًا فى فرنسا منذ عام ٢٠٠٢، وحصل فى عام ٢٠٠٦ على إقامة صالحة لمدة ١٠ أعوام
لا ينسى الشعب التونسى العظيم تصريحات «المرزوقى» والتى قال فيها نصًا: قطر دولة شقيقة وعزيزة ومن يتطاول عليها عليه أن يتحمل مسئوليته أمام ضميره وأمام القانون.. على إثر ذلك غضب التونسيون ودشنوا حملة على مواقع التواصُل الاجتماعى أطلقوا عليها اسم (شهادة تطاول على قطر) وانتشرت هذه الحملة سريعًا بين التونسيين وذاع صيتُها.
نحن فى انتظار تدخُّل السلطات التونسية ومحاكمة «المرزوقى» على تدخُله فى الشئون الداخلية لمصر وانحيازه لجماعة الإخوان الإرهابية التى قتلت جنودنا وتستخدم العنف والتطرف سبيلها لإحداث فوضى فى مصر.. فيا أشقاءنا فى تونس: نحن لا نتدخل فى شئونكُم، ونُقدِر رئيسكُم «الباجى قائد السبسى»، ونوقِر قضاءكُم، ونحترم شعبكُم ونُثمِن الأخوة بيننا، ودائمًا ما نقول: تونس وشعبها الشقيق فوق رؤوسنا.. فهل يُرضيكُم إهانة قضاء مصر الشامخ على يد إخوانى تونسى موالٍ لـ «قطر» ؟، لِذلِك: نُريد حقِنا من «ابن المرزوقى»؟