سلّطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، اليوم الأربعاء، الضوء على قيام قوات التحالف الدولي المدعومة من الولايات المتحدة، بشنّ ما يأملون في أن تكون المعركة الأخيرة في حرب دامت أربعة أعوام ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.
وأوضحت الصحيفة، في تعليقٍ لها بثّته على موقعها الإلكتروني، اليوم، أن القوات البرية بدأت مع قوات سوريا الديمقراطية هجومًا لطرد عناصر تنظيم داعش الإرهابي من بلدة هجين، بدعم من الضربات الجوية الأمريكية، وسط منطقة وادي الفرات، شمال شرق سوريا، أمس الأول الاثنين.
وقالت: "إن تحرير هذه المنطقة من شأنه أن يكتب نهاية فعالة لتنظيم داعش، الذي وصل ذروته خلال الفترة بين عامي 2014 و2015 وسيطر على مناطق شاسعة من سوريا والعراق، ومع ذلك فالمعركة لن تضع نهاية للتهديد الذي يفرضه المسلحون الذين يُعيدون بالفعل تجميع صفوفهم في مناطق بأراضي العراق، كما يحتفظون بخلاياهم المبعثرة عبر المنطقة الصحراوية الشاسعة الممتدة غرب نهر الفرات، الذي يخضع لسيطرة الحكومة السورية".
وقال مسئولون عسكريون أمريكيون: إنهم يتوقعون مواجهة شرسة في منطقة هجين، التي تمثل المعقل الأخير أمام إرهابيي (داعش) الذين اختاروا عدم الاستسلام أو الهروب في المعارك السابقة، وبحسب تقديرات الولايات المتحدة وقوات الدفاع السورية فإن عددهم يتراوح بين 1500 و2500 من أصل جيش ربما يكون قد وصل قوامه إلى 100 ألف عنصر خلال فترة ازدهاره.
وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء المتبقين من الإرهابيين يشملون المتشددين الأقوى والأكثر التزامًا بأيديلوجية التنظيم في الحرب برُمّتها، فضلًا عن الخبرات التي اكتسبوها في معارك سابقة مثل الموصل والرقة، واستشهادًا على ذلك قال الكولونيل شون ريان، المتحدث العسكري الأمريكي في بغداد: إنه من المستبعد أن يستسلموا بسهولة، فيما أحاط المسلحون المنطقة بأنفاق تحت الأرض وزرعوها بأجهزة متفجرة، كما من المتوقع أن يشنوا هجمات انتحارية ضد مهاجميهم بدلًا من الاستسلام.
وأضاف ريان: "نعتقد أنها ستكون معركة صعبة للغاية، ولن تكون سريعة".. ولم يضع جدولًا زمنيًّا للقتال.. لكنه قال: "إنه من غير المتوقع أن يستمر حتى نهاية العام".
يأتي الهجوم في شرق سوريا في وقت كان فيه الاهتمام الدولي يتركز على أماكن أخرى من البلاد، ولا سيما محافظة إدلب في الشمال الغربي، حيث تحشد قوات الحكومة السورية لهجوم محتمل على معقل للمعارضة.
واستغرق الهجوم على هجين، الذي أطلق عليه اسم عملية "راوند أب"، أشهرًا من أجل الإعداد، وجاء ذلك بعد أن وضع المسئولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدًّا للشكوك المحيطة بمصير المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بشمال شرق البلاد بإعلان أن القوات الأمريكية ستبقى هناك إلى أجَل غير مسمّى.