هناك كلمات تبدو بسيطة فى تلفظها وسهلة عند نطقها، ولكن ما تخفيه ليس بالبسيط؛ لأن تلك الكلمات والعبارات التى يسمعها الأطفال من الممكن أن تدمر عقله بسهولة، لأنها تؤثر فى صحته النفسية والعقلية، والتى من شأنها أن تؤثر فى سلوكه، لذلك يجب أن تعرفوا ما الكلمات التى يجب أن تتجنبوها.
«أنت لا تشبهنى فى شيء بل تشبه أبيك (أمك)»
هذه العبارة تكشف دون أدنى شك العلاقة بين الأب والأم، لأى درجة هما تعيسان معًا. عندما يقولانها، فهما ينقلان هذا الانزعاج إلى ولدهما. بعبارة أخرى، بابا وماما لا يستطيعان معالجة مشاكلهما مباشرة، لذلك «يرسلان» رسائل عن طريق ابنهما تجعله يفهم أشياء بشكل غير مباشر. إذا قالت ماما «أنت عنيد مثل أبيك»، فهذا يعنى أن أبيك ليس شخصًا جيدًا ومن المستحيل التوافق معه. هل يريد الولد أن يكون مثل أبيه، عنيدًا وشريرًا؟ أى صورة عن الرجال ستمتلكها بنت تسمع شيئًا مماثلًا؟ عندما يقوم الزوجان بإسقاط علاقتهما السيئة على الولد، يجب أن يعيش مع هذا. من جهة أخرى، قد يفهم الولد هذه العبارة على أساس أن «البنات أسهل فى العشرة من الصبيان» (أو بالعكس). يستخدم الأهل هذا النوع من التلاعب إذا كان هناك شجار يتمحور حول الولد، ويجب أن يختار الصغير مع من يريد أن يعيش أو يمضى وقته (وهذا يسبب له صدمة نفسية).
«إذا لم تأكل طعامك فأنت ستصبح أحمق وضعيفًا»
قد يبدو هذا مضحكًا، لكن خوفها من الخبز كان رهيبًا، بما يعنى أن أهلها نجحوا بالضبط فى أن يوصلوا عكس ما كانوا يريدونه. عبارات من هذا النوع هى تلاعب صرف، وهى تستخدم غالبًا من الجدَّين اللذين عانيا من الجوع عندما كانا صغيرين. لقد مررا بصمت صدمتهما النفسية من جيل لجيل. تعبير مثل هذا يمكن أن يخلق عند الولد مخاوف دون أساس أو اضطرابات غذائية.
«إذا لم تكن هادئًا سوف ننادى على العفريت كى يأخذك»
إنها عبارة فجة جدًا تقول تقريبًا إن الولد ليس له أى قيمة إذا لم يفعل ما يقول له أهله أن يفعله. إنها تجعل الولد يفهم أنه يجب أن لا يكون نفسه، لكن يجب أن يكون شخصًا يستجيب لتوقعات أهله غير القابلة للتحقيق مرارًا وتكرارًا. هذا بالإضافة إلى القلق من أن الشخص الذى يحميه قادر على تسليمه إلى مخلوق مجهول ومرعب، وهذا هو أسوأ كابوس يمكن أن يتصوره الصغير. عندما يكبر هؤلاء الأولاد، لا يمنحون ثقتهم لأحد، إنهم لا يعرفون ماذا يريدون ويحاولون أن يرضوا كل الناس.
«اذهب من هنا، لا أريد أن أسمعك»
الترجمة: «لقد دمرت حياتي، اختفِ! يجب أن لا تكون موجودًا»! النتيجة أن الولد سيعيش مع إحساس عميق بالذنب تجاه أهله لأنه دمر حياتهم. وسيشعر أن الآخرين يزدرونه ويحتقرونه بشكل دائم.
يجب أن نكون متنبهين جدًا لهذا النوع من العبارات؛ لأن الأولاد يمكن أن يدفعوا ثمنها كل حياتهم. عمومًا، قبل أن تقرروا أن تقولوا شيئًا لولدكم، فكروا جيدًا. قلائل هم الكبار الذين يعون ما يقولونه، ويجب أن يصغوا إلى أنفسهم من حين لآخر. قوموا بالتجربة بينما أنتم تتواصلون مع ابنكم. ستكتشفون الكثير من الأشياء، وبعضها لن يعجبكم أبدًا.