الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "29".. إشارة شيخ العرب لعم حسين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنا في الصف الأول الإعدادي؛ كانت مظاهر الاحتفال تستمر أسبوعا كاملا؛ كل قرى مركز طوخ تخرج أفواجا بعد موسم تقطيع "الذرة"؛ وإخلاء الأراضي الزراعية؛ تنتشر الخيام على مساحة واسعة؛ بينها السيرك؛ كان مولد "الطوخي"؛ قبل مولد السيد البدوي بأسبوع؛ أتذكر أن صديقي "حسام" اتفق معي ومع صديقنا "عصام" على شراء علبة سجائر سرا والذهاب للمولد؛ غير أن اقتراحا آخر نال إعجابنا وهو توفير النقود لدخول السيرك ومشاهدة الراقصة اللولبية "سامية حسن"؛ بالفعل ركبنا الكارو وعلى رأسنا الطراطير الخضراء؛ طيلة المسافة نهز أرجلنا ونغني "مدد مدد"؛ وصلنا لمكان المولد؛ زحام كأنه يوم الحشر؛ بالكاد وصلنا للسيرك؛ وهناك كانت صورة الست سامية مرسومة على الخيمة وأحد الرجال ينادي: "قرب.. قرب.. اتفرج على النجمة اللوذعية.. القشطة المهلبية الست سامية الفولاذية"؛ عمائم لا تعد ولا تحصى تتدافع لتقطع التذاكر، اندس "عصام" بين الأقدام؛ اختفى لنصف ساعة ثم عاد ليخبرنا أن النقود معنا لن تكفي ثمن التذاكر؛ بعد حسابات معقدة قررنا الدوران من الخلف ومحاولة مشاهدة الراقصة من بين مواضع ربط الخيام؛ لا أعرف لماذا كانوا يحيطون الراقصة بكل هذه السرية ولماذا الآن أطلقوا لها العنان فباتت ترقص في الشوارع وفي كل مكان؛ دفسنا رءوسنا وشاهدنا المهلبية؛ كانت أول ركبة نشاهدها بعد ركبة "مارادونا"؛ لم يكن في الإمكان أن نرى أبعد من ذلك فقد كانت حبال الخيمة تحول دون رفع رءوسنا؛ بعدها "ساب الحبل على الغارب"؛ ساعات طويلة قطعناها تدفعنا أمواج حتى وصلنا إلى "المقام"، ضريح صغير لا أعرف من يرقد بداخله ولا أعي ما الرابط بين صاحب الضريح وتلك الراقصة اللولبية؛ قمة التناقض بين ما يجري داخل الضريح وما يجري خارجه؛ أجلستني روحي ودار حوارا قاسيا بيننا؛ انتهى إلى أنني اتخذت قرارا بعدم الذهاب مرة أخرى إلى أي موالد؛ لسنوات ظل لدي شغف لأن أعرف أين ذهبت الست سامية حتى رأيتها قريبا في حفل تكريم الأم المثالية؛ حكيت ذلك لعم حسين فدعاني لمولد شيخ العرب؛ وهناك أعاد الزحام إلى رأسي نفس المشاهد القديمة، طلب مني زيارة المقام فرفضت من شدة الزحام ودعوته للجلوس على المقهى؛ وبينما نحن سائرون خطف شاب الطاقية الفلاحي من على رأسه وجرى؛ كان الموقف كفيلا لأن أجلس على الأرض من فرط الضحك؛ بينما كان عم حسين يعاتبني وهو يصرخ دي إشارة من شيخ العرب علشان أنا سمعت كلامك وقصرت في الزيارة.. ظل يصرخ في وجهي واتجه مسرعا نحو المقام؛ وأنا أجلس نفس الجلسة مع روحي وأسأل ما علاقة لصوص الطاقية بصاحب المقام؛ وما علاقة ما يجري داخل المقام بما يجري خارجه؛ قال لي أحد البائعين وأنا أطرح عليه السؤال إنها أرزاق وبيوزعها الخلاق؛ وقال لآخر لا تحاسب الأولياء على فعل الأغبياء؛ وقال لي عم حسين إن هذا اللص الذي سرق الطاقية جاء واختفى فقط ليعطيه الإشارة والأمارة؛ فهل لهذا السؤال من جواب؟.