طرح "حزب الشعب الجمهوري" المعارض في تركيا على رئيس البلاد رجب طيب أردوغان، "خارطة طريق" لتسوية أزمة محافظة إدلب في شمال سوريا، ومن أبرز مقترحاتها، إعادة التواصل مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن نائب رئيس "حزب الشعب الجمهوري"، أونال شفيق أوز، قوله الأحد، إن قمة طهران التي أقيمت في السابع من سبتمبر الجاري بمشاركة الرئيس التركي ونظيريه الروسي، فلاديمير بوتين، والإيراني، حسن روحاني، ليست كافية لإنهاء مخاوف تركيا بشأن إدلب.
وأضاف شفيق أوز أن البيان الختامي لقمة طهران لم يتضمن ضمانات لاستمرار نظام وقف إطلاق النار في إدلب، مؤكدا أن هذا الوضع لم يقض على احتمالية وقوع مأساة إنسانية هناك، مقدما حزمة مقترحات لحل القضية.
ومن أبرز نقاط "خارطة الطريق"، التي تقدم بها الحزب، الذي يعد أكبر قوة سياسية معارضة في تركيا، أن تقوم تركيا بمطالبة كل الجماعات المسلحة في إدلب بترك سلاحها وبذل جهود مكثفة لتحقيق هذا، وأنه يجب على تركيا فرض رقابة مشددة على الجماعات المسلحة التي تستفز النظام السوري وتدفعه لشن عملية عسكرية واسعة هناك، بما يضمن عدم تعرض القوات التركية المتمركزة في إدلب في إطار أعمال مراقبة وقف إطلاق النار لأي اعتداءات واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة جنودها.
وجاء في خارطة الطريق أيضا أن إدلب تشكل لتركيا مسألة أمن قومي، وقد حان وقت التأكيد على هذا الأمر خلال اللقاءات مع الجانبين الروسي والإيراني والتواصل مع النظام السوري، والعمل على إعادة إحياء روح اتفاقية أضنة عام 1998 بين أنقرة ودمشق.
واستضافت العاصمة الإيرانية طهران الجمعة الموافق 7 سبتمبر أعمال القمة التركية الروسية الإيرانية لمناقشة ملف الأزمة السورية بالتركيز على الأوضاع في محافظة إدلب.
وأبرزت المناقشات الثلاثية خلال الاجتماع وجود نقاط خلافية بين الأطراف لا سيما الروسي والتركي، حيث أكد بوتين حق السلطات السورية في بسط سيطرتها على كافة أراضي البلاد، بينما تحدث أردوغان عن ضرورة إعلان هدنة في إدلب وإدارة المحافظة بواسطة ما سماها المعارضة المعتدلة.
واستبعد الرئيس التركي لدى عودته من قمة طهران خوض أي مفاوضات مع النظام السوري.
وتشكل إدلب المحاذية لجنوب غرب تركيا معقلا أخيرا للمسلحين في سوريا حيث تسيطر على أكثر من 70 بالمائة من أراضيها فصائل مسلحة على رأسها "هيئة تحرير الشام"، المحسوبة على تنظيم القاعدة، وكانت المحافظة خلال السنوات الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.
وأشار الرئيس السوري بشار الأسد في الفترة الأخيرة، إلى أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة، وذلك وسط تحذيرات دولية بما في ذلك على لسان الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا، من تداعيات محتملة كارثية لأي عملية واسعة في المنطقة بالنسبة للمدنيين، الذين يقدر عددهم بنحو 4 ملايين شخص.