الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لن يحيا الهلال مع الصليب إلا بتطبيق القانون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الجرائم التى يرتكبها إرهابيون محترفون ضد المسلم والمسيحى مفهومة، ويمكن للعاقل تحملها ومواجهتها بحثًا عن طريق للنصر النهائي، هى جرائم واضحة فالمجرمون لم يكذبوا ولم يستروا نواياهم، يقولون علنًا إنها حرب وجود بيننا وبينهم، لذلك نقدم الغالى والنفيس من أرواح أبطالنا ومن قوت عيشنا لكى تظل مصر للمصريين.
أما الجرائم التى تقفز بين الحين والآخر فى صورة هجوم عشوائى للبعض فى قرية ما ضد مواطنين مصريين مسيحيين، فهى جرائم لا يمكن التفاهم معها ولا يمكن التعامل معها باعتبارها ذات أسباب يمكن المناقشة حولها، وما شهدته دمشاو بالمنيا قبل أيام عقب صلاة الجمعة هو حدث تهتز له أركان الدولة، هذا الحدث جريمة بربرية مكتملة الأركان، وإذا كان البعض ما زال يرى غير ذلك فعليه أن يتخيل تحطيم باب بيته يرى نفسه مذعورًا يضم أطفاله الصارخين بين ذراعيه فى زاوية الصالة بينما المعتدون يهتكون ستره ويدمرون كل ما تطوله يداهم بل ويحرقون ما يمكن حرقه.
هذا الذعر لم نقرأ عنه إلا عند قدوم العصابات الصهيونية إلى أرض فلسطين فى أربعينيات القرن الماضى وبسببها ضاعت فلسطين، فهل ننتظر حتى تضيع مصر على يد الجهلة المتخلفين شاربى التطرف المعجونين بالعنصرية فاقدى الحس بمعنى الوطن؟ هل ننتظر حتى يشتد ساعد العنف المجتمعى المبنى على التطرف ونراه من جديد حارقًا لمؤسسات الدولة بعد تفريغ الدولة من أبنائها سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين رافضين لسلوك هؤلاء الهمج؟.
نتذكر تعرية الأم المسيحية فى المنيا ونتذكر عشرات الحوادث المؤلمة فى مختلف أنحاء مصر من الكشح إلى نجع حمادى إلى العامرية بالإسكندرية إلى قرى الجيزة إلى كل موقع تطوله يد الجهل، الوصفة بسيطة شيخ مسجد يصرخ فى ميكروفون فى صلاة الجمعة فيخرج المصلون بعد صرخته ليحرقوا الأخضر واليابس، لن نناشد وزير الأوقاف أو شيخ الأزهر، ولن نقول هذه المرة إن التطرف كامن فى مناهج التعليم، لن نقول هذه المرة أوقفوا زحف الوهابية وكونوا واضحين معنا فى ملف السلفية التى تتربص بالجميع، ولكننا سنقول أين الدولة فى جريمة جنائية مركبة ومعقدة، جريمة لا يدفع ثمنها ضحاياها فقط ولكنها جريمة يدفع ثمنها مستقبل هذه البلاد.
لن يحيا الهلال مع الصليب طالما نكذب على أنفسنا فى كل العصور ونعتمد سياسة تبويس اللحى ووفد العقلاء والمصالحات الوهمية، لن يحيا الهلال مع الصليب طالما صدقنا فى زمن السادات أن أحداث الشرابية والزاوية الحمراء كانت بسبب تنقيط غسيل الجار المسيحى على غسيل الجار المسلم، لن يحيا الهلال مع الصليب طالما هناك مشايخ الزوايا والمساجد الصغيرة فى القرى البعيدة وهم يمارسون دور الوصاية الكاملة على الدولة فيقررون للمسيحى متى يصلى وأين يتعبد.
لم أكن أبدًا من المتشائمين أو الداعين إلى الإحباط، دائمًا أرى الضوء فى نهاية النفق، ولكن هذه القضية تحديدًا قضية المواطنة فى مصر لم أجد فيها سببا واحدا للتفاؤل، تكمن النار تحت الرماد لتقوم بين وقت وآخر لتحرق أحلامنا فى وطن حر وشعب سعيد، لذلك هذه المرة أقول إن جريمة دمشاو هى امتحان صعب لدولة ٣٠ يونيو التى دعمناها وما زلنا ندعمها، ليبتعد العقلاء هذه المرة ومجالس الصلح العرفية، لنرى بوضوح فعل القانون فى دولة القانون فى مصر المدنية التى نريدها، ليبتعد هذه المرة محامو الشيطان أنصاف الموهوبين ولا نريد أن نراهم وهم يضغطون على الضحايا للتنازل فيتم تستيف الأوراق أمام القاضى فيخرج الجانى منتصرًا.
ليبتعد الباحثون عن تصويت مكذوب يدعمهم فى الانتخابات البرلمانية أو غيرها، ونترك الامتحان للدولة والنائب العام، وإذا كانت ترسانة التشريعات لا تستطيع تأمين مواطن خلف باب منزله فلنعلن مجددًا أن مستقبل بلادنا محاصر بصدق، أمام دولة القانون المدنية أو بربرية الجهلاء والتطرف.