فى ٢٣ أبريل ١٩٤٣، كتب سيد قطب مفكر الإخوان والإرهاب التاريخى الأول المقال الافتتاحى لمجلة «التاج المصرى».. وكانت هذه المجلة هى لسان حال المحفل الماسونى فى مصر!! وكان المقال بعنوان «لماذا صرت ماسونيا»؟!! فى هذا المقال، أجاب سيد قطب على السؤال الذى طرحه.. وشرح بالتفصيل، الأسباب العديدة التى جعلته يؤمن بأفكار ومبادئ الماسونية، إيمانا تاما كاملا غير منقوص!! وكان من بين الأفكار الماسونية التى آمن بها سيد قطب، الدعوة إلى العرى التام، وممارسة العلاقات الجنسية بلا قيود!! وتطبيقا لهذه الأفكار الإباحية، فقد كتب سيد قطب مقالا أكثر خطورة فى جريدة «الأهرام» بتاريخ ١٠ يوليو ١٩٣٨، تحت عنوان «خواطر مصيف.. الشواطئ الميتة».. وفى هذا المقال دعا سيد قطب إلى العرى على الشواطئ!! وتغزل بأسلوب شاعرى فى جمال جسد الأنثى!! ويقول «مع التحفظ» مؤرخ الجماعة محمود عبدالحليم، فى كتابه «الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ» (الجزء الأول، ص٢١١).. إنه قد استفزه مقال سيد قطب بالأهرام الذى روج فيه للأفكار الماسونية الإباحية، ودعوته الصريحة للعرى التام، وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم!! إنه قد حمل المقال المذكور، وذهب به إلى حسن البنا، طالبا منه أن يسمح له بالرد عليه.. ويحكى محمود عبدالحليم بأنه قد أصابه الذهول من رد حسن البنا.. فقد طالبه حسن البنا بالصمت وعدم الرد على سيد قطب!!
قطع: ملحوظة.. إن سيد قطب وقتها لم يكن من أعضاء الإخوان المسلمين ولم يكن يعرف حسن البنا والتاريخ مشكوك فيه؛ حيث تم اغتيال البنا ردا على اغتيال النقراشى وسيد قطب عايش فى مية البطيخ.
الفصل الثانى، أن جماعة الإخوان الإرهابية لا يعرفون عن كاهنهم الأكبر (سيد قطب) أنه كان عاشقا ولهانا «هو ده الموضوع»!!.. وأنه عاش قصة حب ملتهبة!! وأن هذه القصة قد انتهت بفشل ذريع، ونهاية مأساوية!! ولا يعرفون أن هذا الفشل قد دمر نفسية كاهنهم الأكبر تدميرا، وجعله يكره المرأة، ويرفض الزواج لآخر العمر!! ولكن النتيجة الأخطر أنه كره أيضا البشر أجمعين!! وكفر المجتمعات (وبخاصة المجتمع المصرى)، واعتبرها مجتمعات جاهلية لا بد من هدمها!!
هل يصلح ده لتفسير التاريخ!!
تعالوا نقرأ ما كتبه الباحث محمود حسنى رضوان، ولم يكذبه أحد: ففى سن الـ ٣١ أحب سيد قطب فتاة من القاهرة، كانت تصغره بـ١٠ سنوات.. وقد وصفها بالقول «كانت خمرية اللون وفى وجهها جاذبية ساحرة.. فى عينيها وهج غريب تطل منه إشراقة ساحرة».. وفى يوم إعلان خطوبتهما، كانت الصدمة الكبرى.. فقد فوجئ سيد قطب بأن حبيبته تبكى!! واعترفت له بأنها ما زالت حتى الآن تحب شابا آخر!! وكان حبيبها ضابطًا بالجيش.. وقالت له إن صلتها بهذا الضابط لم تتوقف يوما!!.. وكانت الفتاة متحررة وجريئة، إلى حد أنها تحدثت عن وسامة حبيبها الشديدة بالمقارنة لسيد قطب الذى وصفته بأنه دميم الخلقة وجاحظ العينين!! ومنذ ذلك اليوم كره سيد قطب كافة الضباط، وكل من له أى صلة بالجيش!! وكانت هذه الصدمة أكبر من أن يتحملها سيد قطب.. فقد كان شخصا شديد الحساسية.. وهو صعيدى تربى فى بيئة شديدة التحفظ (قرية موشا محافظة أسيوط)..
من هنا صب جام غضبه على كل نساء العالم!! ووصف المرأة بأنها شيطان فى ثوب ملاك!! وضرب رواية اسمها «أشواك» صدرت عن دار سعد بالفجالة، بالقاهرة عام ١٩٤٧، خلى بالك لسه مش إخوان، شاعر وناقد أدبى نص كم لكن لسه إنسان جميل.. وهذه الرواية صدرت مرة أخرى عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام ٢٠١١.. وفى هذه الرواية نقرأ التجربة الذاتية لسيد قطب، وقصة حبه الحقيقية.. وأطلق سيد قطب على بطل الرواية اسم سامى.. وأطلق على البطلة اسم سميرة.. ويقول النقاد إن سمات البطل (سامى)، هى ذاتها نفس سمات سيد قطب.. ويقول النقاد أيضا إن سيد قطب كان شديد التأثر بعباس العقاد.. ولذلك جاءت رواية «أشواك» محاكاة لرواية العقاد «سارة».. وهى الرواية التى روى فيها العقاد أيضا قصة حبه الفاشلة..
ولكن الإخوان الكذابين، يحاولون دائما إقناعنا، بأن التحول الفكرى الذى طرأ على كاهنهم الأكبر قد كان بسبب التعذيب المزعوم الذى لاقاه فى السجن!! بينما الحقيقة أن سيد قطب كان يلقى أفضل معاملة، وكانت تصله كل الكتب التى يريدها بتعليمات من عبدالناصر شخصيًا!! حتى إنه كتب مجلدات فى ظلال القرآن تحت التعذيب المزعوم.
أما الرواية فقد حاول الإخوان المجرمون إخفاء أى أثر لرواية سيد قطب (أشواك) من الوجود.. فاشتروا كل النسخ الموجودة بالأسواق وأحرقوها!! وعندما ينشر الإخوان الكذابون قائمة بأعماله؛ فإنهم يسقطون عمدا هذه الرواية من قائمة أعماله!! فهم يريدون إعدامها من ذاكرة التاريخ!! وذلك لأن خرفان الجماعة الإرهابية، لا يريدون لنا أن نعرف أن من كتب «فى ظلال القرآن» هو ذاته الذى كتب رواية «أشواك» وقصيدة «الكأس المسموم»!!
السؤال: هل لو كان نظام عسكر يوليو تنبه وقام بتزويجه من حبيبته مش كنا خلصنا من كل القرف ده، الإجابة كلها عند الميتين!