الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الأنبا إبيفانيوس في حواره الأخير: المال أفسد الرهبنة

الأنبا إبيفانيوس
الأنبا إبيفانيوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدر دير بوزى الإيطالي، كتيبًا يحمل عدة أسئلة وُجِهت إلى الأنبا إبيفانيوس، رئيس دير أبو مقار الراحل، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي للروحانية الأرثوذكسية بعنوان "المغفرة في حياة الأب متى المسكين".
المؤتمر الذي حضره الأسقف الراحل في سبتمبر 2015، بحضور عدد من الرهبان والراهبات في الدير، وجهوا أسئلة للأسقف الراحل ليقوم "أنزو بيكانى" مؤسس الدير بإصدار الكتاب يتضمن إجابته التي اعتبرها رهبان دير بوزي استكمالًا معاصرًا لأقوال آباء البرية القديمة.
ونشر دير أبو مقار، الأسئلة التي تم توجيهها إلى الأسقف الراحل في كتاب "الأسقف الشهيد والعالم الأنبا إبيفانيوس"، والذي تم إصداره بمناسبة ذكرى الأربعين لرحيل الأسقف الذى تم قتله أثناء خروجه من قلايته متوجهًا للصلاة.
وكتب قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مقدمة الكتاب، كما تضمن الكتاب أقوال آباء رهبان دير الأنبا مقار وممثلين من الكنائس الأخرى وعدد من أساقفة الكنيسة القبطية وكلمات مكتبة الإسكندرية والآثار الإسلامية والقبطية ومحبي الدير، وإلى نص الحوار:
كم عدد رهبان الدير؟
تقصد رهبانًا حقيقيين أم رهبانًا فقط، بالنسبة للرهبان الحقيقيين عددهم قليل جدًا أمّا من يحملون اسم راهب عددهم 140 راهبًا تقريبًا. كم عدد الكهنة في دير أبو مقار؟ هذا السؤال محرج بالنسبة لي كان عددهم قليلًا في أيام الأب متى المسكين وبعد ذلك تمت رسامة 14 أولًا ثم 28 آخرين والآن هناك رؤساء أديرة يضغطون عليا لرسامة باقي الرهبان ولكن أنا لا أريد ذلك وأنا واضح جدًا مع طالبي الرهبنة أن كنتم تريدون أن ترسموا كهنة فاذهبوا إلى دير آخر، أنا مقتنع أن ما شوه الرهبنة هما المال والكهنوت، تخيلوا أنه في يوم من الأيام أحدهم أصر أن أرسمه كاهنًا لدرجة أنه قال لي أما أن ترسمني كاهنا أو أتحول للإسلام.
كم عدد الكهنة في دير أبو مقار؟
هذا السؤال محرج بالنسبة لي، كان عددهم قليلًا في أيام الأب متى المسكين وبعد ذلك تمت رسامة 14 أولًا ثم 28 آخرين والآن هناك رؤساء أديرة يضغطون عليا لرسامة باقي الرهبان ولكن أنا لا أريد ذلك وأنا واضح جدًا مع طالبي الرهبنة إن كنتم تريدون أن ترسموا كهنة فاذهبوا إلى دير آخر.
ماذا عن عدد الزوار في أبو مقار؟
في بعض المناسبات عدد الزوار كبير، ذات يوم استيقظت أسرة ما فسألت الوالدة الأطفال أين تريدون أن تذهبوا اليوم يا أولادي هل إلى حديقة حيوانات أو إلى الدير، فاقترع الأهل فكسب الدير وجاءت هذه الأسرة إلى الدير، ما أريد أن أقوله بهذا الكلام هو أن من يذهب إلى الدير وهو واع إلى أنه يذهب ينال البركات أما إذا كان غير واع فزيارته لا تجدى نفعًا.
ماذا عن مناهج التنشئة الرهبانية داخل الدير؟
عندما يقترب شاب ما إلى الدير لابد أن يتردد على الدير فترة لا تقل عن عام ويتابعه المسئول عن الأخوة، وعندما يدخل الدير يأخذ الزي اللبني ويمر عام آخر، ثم يرتدى الزى البنى ويمر عامان تقريبًا وفى النهاية بعد أن يرسم راهبًا نكتشف شخصًا مختلفًا تمامًا عما عرفناه.
والرهبان يجتمعون معًا يوم الأحد في مائدة أغابى بعد القداس، وفى نهاية الغذاء نقرأ على المائدة بستان الرهبان ولكن قديما كان الرهبان يتناولون الحديث أثناء وجبة الغذاء فكان الشباب منهم يوجهون الأسئلة للشيوخ.
ما رأيك في النسك وتطهير النفس وضبطها؟
الراهب هو الذى ينسي نفسه لأجل الاتحاد بالمسيح، ولابد أن ننسى أنفسنا لأجل البحث عن الاتحاد بالآخر فالنسك والصلاة ليسا إلا وسائل لبلوغ الاتحاد بالله.
وعن الصلاة في القلاية قال: كن مداوما على صلاة المزامير فلو تركتها من الصعب أن ترجع إليها.
ماذا عن الدعوة للرهبنة؟
شيوخ الدير قالوا لي لا تدخل مرة أخرى إلى البيت الذى خرجت منه، فالسنوات الأولى بالنسبة للراهب حاسمة فلابد أن يكون الهدف واضح، وقال أبونا متى المسكين، إن السنوات العشر الأولى بالنسبة للراهب مثل فترة التكوين بالنسبة للجنين في بطن أمه في السنوات العشر الأولى من الأفضل الاكتفاء بقراءة الكتاب المقدس والكتب الرهبانية فقط بعد فذلك اقرأ ما تشاء.
ماذا عن قراءة الصحف والمجلات العالمية؟
عندما كان يحضر أحدهم الجرائد والمجلات لأحد الشيوخ لكى يوزعها على الرهبان كان يرد عليه الشيخ قائلًا: الصحف والمجلات بالنسبة للرهبان مثل السلك الأرضي الذي يوصل جهاز كهربائي بالأرض، إنها تبدد طاقتهم الروحية.
كيف تتعاملون مع الموبايل والإنترنت؟
في الدير كل الرهبان تقريبا عندهم هواتف محمولة، وكثير منهم عندهم الإنترنت في القلاية أنها تكنولوجية مفيدة في حد ذاتها وكل شيء يتوقف على طريقة الاستخدام، أنا يمكنني أن أتبحر في الإنترنت بحثا عن كتب أو بحث وعن أشياء أخرى.
كيف يصبح الراهب متوحدا عندكم؟
قديمًا كان الراهب الذى يريد أن يتوحد أن ينال بركة المجمع كله أما اليوم، هناك من يقررون أن يتوحدوا بمبادرة شخصية دون الرجوع لأخذ بركة المجمع ولكن من خبرتي الشخصية أستطيع أن أقول أن الشخص الذى عاش حياة صالحة في المجمع هو فقط الذي يكون مؤهلا أن يعيش حياة توحدية صالحة، من عاش فترة أطول في الدير هو الذى ينال كما أكبر من البركات في الوحدة.
في الرهبنة الشرقية نحن ليس لدينا إلا القلاية، أما في الرهبنة الغربية فأنتم لديكم إمكانيات كثيرة وبوجه خصوص الخدمات التي تطلبها حياة الشركة وإن أردتم فلديكم القلاية أيضا.
الرهبنة الغربية متنوعة جدا مقارنة بالرهبنة الشرقية، إن دخل أحد ديرًا شرقيا لا يعلم ماذا سيكون، يمكنه أن يظل راهبا ويمكنه أن يصبح كاهنا ويخدم في رعيه أو يمكنه أن يصير أسقفًا وهكذا، أما في الرهبنة الغربية فالعدد المهول في الأنظمة والتجمعات الرهبانية يسهل على طالب الرهبنة البحث عن المكان الذى يعبر عن دعوته الداخلية بشكل أفضل إن كان أحد يبحث عن الوحدة يجدها، وإن كان يريد حياة الشركة يجدها، وإن كان يبحث عن التعليم في المدارس يجده وإن كان يريد أن يخدم في المستشفيات فهذا متوفر أيضًا.
كيف ترى مدح الرهبان؟
لابد أن نتعلم قولًا من أقوال آبائنا الرهبان، فهو أساسي جدا لحياة الرهبنة" لا تمدح راهبا في وجهه وإلا ستسلمه إلى أيدى الشيطان"، وإذا أخطأ أخ وعلم أنه مخطئ فيجب ألا نعامله بشدة فقد علمنا الأب متى المسكين أن الرهبان الذين يخطئون ولو كانت أخطاء شديدة الخطورة إلا أنهم هم أكثر من يحتاجون إلى المحبة والقبول، فلابد لكى يتوبوا أن يشعروا بالمحبة نحوهم، إن كنت تعلم أخطاءه حاول ألا تواجهه بل عامله بالرحمة.
ماذا عن الرهبان المشاغبين في دير أبو مقار؟
الصبر هو المحبة لذلك يقول الرسول إن المحبة تصبر على كل شيء، الله نفسه يتمهل علينا جدًا لأنه يحبنا، ما أسهل عليا أن أطرد مثل هؤلاء الأشخاص المشاغبين ولكن بعد ذلك سيجدون أنفسهم في الشارع، وأرجو أنه بالصبر والمحبة ولو بعد عشر سنوات سيتوبون.
ماذا عن طريق الحوار المسكوني؟
في الحوار المسكوني لا نستطيع أن نُصمم على الوصول إلى فكر موحد أي أننا لا نفكر بنفس الطريقة، لابد أن نميز بين الدوجما "العقيدة" والرأي اللاهوتي.
أقصد هل نؤمن كلنا بالثالوث؟ حسنًا بعد ذلك أنا أشرح الثالوث بطريقة مختلفة عنك فهذا ممكن أن يكون موضوعًا للحوار وليس عقبة في طريق الوحدة نحن نتحدث هنا في فرضيات أو نظريات لاهوتية حتى آباء الكنيسة كانوا يختلفون.
فمثلًا: وجد في بداية المسيحية هرطقتان أتباع واحدة منهم كانوا يؤمنون بالثالوث وأتباع الأخرى لم يكونوا مؤمنين بالثالوث، الفريق الأول كانوا يعمدون باسم الثالوث وأتباع الأخرى باسم يسوع، وفى مجمع نيقية تم قبول معمودية البدعة الاولى لأنها كانت باسم الثالوث رغم أنهم كانوا مهرطقين في مسائل أخرى.
فأي مسيحي يؤمن أن الذي بيدي خلال سر التناول أحد أسرار الكنيسة السبع هو جسد ودم المسيح لا أستطيع منعه من المناولة.
هل يوجد انقسام في الكنيسة؟
سامحوني أنا لا أفهم في الانقسامات، أفهم فقط في وحدة الكنيسة، ففي المؤتمرات التي يوجد بها أشخاص من كنائس مختلفة ليسوا في شركة فيما بينهم بشكل رسمي، ومع ذلك ينادون بعضهم بلقب "أخوة" أي أخوة تقصدون إذا كانوا يقصدون الأخوة التي أتى بها المسيح ولا يسعون جديا إلى وحدة جسد الكنيسة فإنهم كاذبون.
ماذا عن عصمة الكنيسة والبابا في الكنيسة الكاثوليكية؟
الكنيسة معرضة لخطأ وأكبر مشكلة تواجه الكنائس اليوم هي الذات الكنسية، والبابوات الكاثوليك الأخيرون قاموا بلفته هامة جدا وهى أن طلبوا المغفرة من الشعب، وأن تطلب المغفرة معناه أنك أخطأت وبالتالي معناه أن الكنيسة ليست معصومة من الخطأ.
علاوة على ذلك لابد أن نسأل أنفسنا باستمرار عما نبحث هل نبحث عن الوحدة أم لا، فنحن نعلم جيدا أننا نستطيع أن نستشهد بالكتاب المقدس على كل شيء وعكسه، فكل شيء يتوقف على ما نبحث عنه فنفس الشيء بالنسبة لكلام الكنائس بخصوص الوحدة إن كنا نريد بالفعل الوحدة سنجد كلمات تودى إلى الوحدة وأي شيء آخر سيصبح في الخلفية.
ما رأيك في البابا فرنسيس؟
البابا فرنسيس شخصية روحانية وعندما يكون بابا الكنيسة روحانيا يرتفع بالكنيسة كلها إلى أعلى، ليس كذلك عندما يكون البابا مفكرًا ومن يقول لك ذلك هو شخص أحب العلم والدراسة طوال حياته ولكن لا يكفى أن تكون مفكرًا، الشخص الروحاني الذى يقرب البشر إلى الله.