الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

سفيرة السلام بين الأزهر والفاتيكان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الأسبوع الماضى منح مجلس حكماء مصر والعرب الشاعرة المصرية القبطية مريم توفيق شهادة تقدير، جاء فى حيثياتها: «أن الشاعرة مريم توفيق هى سفيرة المحبة والسلام بين الديانتين: الإسلام والمسيحية».
وقد ألفت الشاعرة مريم العديد من الكتب الشعرية والأدبية منذ أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ ووقتها ألفت كتاب «الثورة والزمن المسروق» تناولت فيه أحداث الثورة وإرهاصاتها وسوءاتها والدور الوطنى للأزهر والكنيسة فى الحفاظ على وحدة المصريين التى تجمع شمل الأمة منذ آلاف السنين، وكان آخر إصداراتها فى ٢٠١٨ «على درب المحبة بين الأزهر والفاتيكان» وهو أنشودة حب لمصر ولشيخ الأزهر د.أحمد الطيب وبابا الفاتيكان قداسة البابا فرانسيس.
وبعدما قامت الشاعرة مريم بتأليف ثلاثة كتب أطلقت عليها اسم «ثلاثية السلام» وهي: «عشق مختلف جداً» فى ٢٠١٦ وتتحدث فيه عن المشاعر الجياشة للمصريين فى حبهم للوطن والدفاع عنه والحفاظ على وحدة وتماسك المصريين، وهذه المشاعر لا يوجد مثيل لها فى الدنيا كلها، والثانى «كلمات فى جزيرة السلام» تتحدث فيه عن سماحة ووسطية الإسلام والأزهر وشيخه د.الطيب، وتحكى فيه تجارب ذاتية عديدة جمعت بين المسلمين والأقباط فى تجارب حياتية أكدت عمق التلاحم والنسيج الوطنى الذى عاش فى وجدان المصريين وهزم كل التحديات والمؤامرات التى حاولت دومًا إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب المصرى أقباطاً ومسلمين وباءت جميعها بالفشل على مدى التاريخ.
أكدت الشاعرة أيضاً فى كتابها «كلمات فى جزيرة السلام» أن الإسلام برىء مما يلصق به بالباطل من افتراءات مثل التطرف والإرهاب والعنف، وأن الشعب المصرى بطبيعته ينبذ العنف والإرهاب ويعشق الأمن والاستقرار. وحضر مناقشة كتاب «كلمات فى جزيرة السلام» أمين عام مجمع البحوث الإسلامية د.محيى الدين عفيفى وقال: «رسالتى التى ألقيها نيابة عن فضيلة شيخ الأزهر إن كتاب «كلمات فى جزيرة السلام» للشاعرة مريم توفيق يعزز أواصر السلام والمحبة بين المسلمين والأقباط».
وكان الكتاب الثالث فى «ثلاثية السلام» هو كتاب «كلمات فى أرض السلام» بمناسة الزيارة الميمونة لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمصر، والحب الذى يكنه لمصر وشعبها، وعندما زار مصر قال عنها باللغة العربية الفصحي: «مصر أم الدنيا».
وبعد تأليفها «ثلاثية السلام» ذهبت مريم إلى د.أحمد الطيب شيخ الأزهر وقالت له: أريد ترجمة الثلاثية إلى اللغة الإيطالية لأقدمها لقداسة بابا الفاتيكان، وأمر رئيس قسم الترجمة على الفور بترجمة «ثلاثية السلام» إلى ٣ لغات الإيطالية والإسبانية والفرنسية.
وبعدها ذهبت إلى سفارة الفاتيكان بمصر وقدمت له الثلاثية مترجمة وطلبت الإذن بالسفر إلى إيطاليا لتقديم «ثلاثية السلام» إلى قداسة البابا فرانسيس، وكتبت خطابًا بهذا المعني، وفى اليوم التالى جاءها إيميل من الفاتيكان بتحديد موعد لمقابلة البابا فرانسيس بالفاتيكان، وبالفعل سافرت الشاعرة مريم توفيق والتقت بقداسة البابا وسلم عليها بكل ترحاب وحفاوة، والسبب فى حميمية اللقاء أن سفير الفاتيكان فى مصر أرسل للفاتيكان أنه حضر ندوة للشاعرة مريم لمناقشة «ثلاثية السلام»، وأكد أن الشاعرة المصرية القبطية مريم توفيق رسول سلام ومحبة بين الأزهر والفاتيكان.
قدمت مريم لقداسة بابا الفاتيكان «ثلاثية الحب» مترجمة للإيطالية، وأعجب جداً بفكرة الثلاثية، وقدم لها الشكر والتقدير على جهدها، وطالبها بالمزيد من الأعمال الهادفة عن السلام والمحبة، وقال لها: بلغى تحياتى وتقديرى للإمام الأكبر شيخ الأزهر، وقدمى له شكرى وتقديرى على ترجمة الأزهر لكتب «ثلاثية السلام»، وقالت له مريم: إن المصريين مسلمين وأقباطًا يعيشون فى محبة ووئام وسنظل فى رباط إلى يوم الدين، وأبلغت البابا فرانسيس رسالة سلام لقداسته وللفاتيكان من شيخ الأزهر د.أحمد الطيب، فرد البابا: بلغيه سلاماتى و«سلمى لى على مصر».
هكذا: اختارت الشاعرة المصرية القبطية مريم توفيق ألا تكون سلبية فى مواجهة الفكر المتطرف والإرهابي، بل واجهته بكل شجاعة بالقلم والشعر، ووصل صوتها وقلمها إلى كل الدنيا بأن الإسلام دين سماحة واعتدال، وأن الأزهر وشيخه د.الطيب، هما رمز للمحبة والسلام بين الأزهر والفاتيكان، وأن المصريين سوف يظلون فى رباط إلى يوم الدين.
تحية للشاعرة الجميلة والنبيلة التى استطاعت أن تقاوم الإرهاب والتطرف بالقلم والشعر والأدب وأن تدافع عن المصريين والأزهر والكنيسة ووسطية وسماحة الإسلام والأزهر وشيخه.