الشر على الأرض منذ بدء الخليقة، وكلما تأملنا حولنا نجد أن أشرسه هو الناتج من فئة أو جماعة، أى أن الفئة التى تشعر بالنقص والضعف دائمًا ما تحاول أن تثبت وجودها وتحمى نفسها من الفناء وتصدر للجميع تعرضها للاضطهاد وتطنطن بالمظلومية دائمًا وتعيش فى ثوب القديس خاصة إذا كانت معتدية مغتصِبة مجرمة مثل إسرائيل أصل الشرور ومنبع الإجرام تتشدق بأسطوانة أنهم مظلومون ضعفاء، وكل ما يحدث فى العالم أجمع من خراب ودمار وحروب تكون هى رأس الأفعى التى تطلق سمومها ودسائسها وتمويلاتها لكى تصبح فى النهاية هى الوحيدة الآمنة المطمئنة وكل ما حولها خراب، ومن وقت لآخر أتناول ما يجرى هناك كى ننتبه دائمًا ونكون على يقظة وعلم.
مؤخرًا كتب الصحفى الإسرائيلي (عكيفا الدار) فى موقع (المونيتور العبري)تحت عنوان إسرائيل تأتى بإيران وقطر لمناطق السلطة الفلسطينية: من غيرالواضح حتى الآن إن كانت المفاوضات ستقود لـ(صلح-تهدئة)بين إسرائيل، والتنظيم المسجل فى قوائم الإرهاب لدى الدول الغربية، المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس قادت لتوافق نادر فى المواقف بين اليمين الإسرائيلى المتطرف برئاسة (نفتالى بنت)، وبين رئيس تكتل المعارضة رئيس المعسكرالصهيوني (تسيبى لفني)، حيث توافق الطرفان على أن المخربين سيدركون أن استخدام القوة مُجدٍ لهم، وأن قوة الردع الإسرائيلية تآكلت.
(تسيبى لفني) قالت: الرسالة الأخيرة التى تريد إسرائيل إيصالها هى أننا ندفع لمن يعمل ضدنا بالعنف، ويطلق علينا النار مثل حركة حماس.
وما يدعم انتقادات (لفني-نفتالى) ضد المفاوضات مع حركة حماس تصريحات رئيس المكتب السياسى لحركة حماس (إسماعيل هنية) والذى قال: إن اتفاق التهدئة هو نتاج عمل المقاومة الفلسطينية، وأن قوى المقاومة الفلسطينية ستبقى الدرع الواقية للشعب الفلسطيني.
وبالنسبة للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة لن يكون لها ثمن سياسى، وأكد أن صفقة الرئيس الأمريكي (صفقة القرن) فى حالة (موت سريري)وقال الموقع العبري.
العلاقة مع العبارات الأخيرة تكمن فيما قاله الرئيس الأمريكى ترامب فى خطاب غرب فرجينيا أن على (إسرائيل) أن تدفع ثمنًا مرتفعًا للفلسطينيين فى إطار مفاوضات (صفقة القرن) بسبب إزالة القدس عن طاولة المفاوضات.
وكتب المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى تغريدة على تويتر: أى طرف من الأطراف لن يكون راضيًا تمام الرضا عن مبادرتنا، هكذا يجب أن تكون الأمور لتحقيق سلام حقيقى، ولا يمكن أن ينجح السلام إلا إذا كان قائمًا على الواقع.
وتابع الموقع العبرى، لسوء الحظ الواقع هو أن تحقيق سلام حقيقى يتطلب تنازلات أيدلوجية وسياسية صعبة، ثمن لا تريد دفعه لا فصائل المعارضة الفلسطينية، ولا الحكومة الإسرائيلية، ومن أجل إحباط حل الدولتين، المتدينون المسلمون مستعدون للتوصل لوقف إطلاق نار طويل الأمد، وحتى لاتفاق مصالحة جزئى مع السلطة الفلسطينية، وللغاية نفسها دعت إسرائيل ألد أعدائها ليكونوا على طاولة المفاوضات من أجل التوصل لهدنة قصيرة الأمد.
وكتب الموقع العبرى عن محادثات التهدئة أن من بين من شاركوا فى محادثات التهدئة فى القاهرة مع المصريين هو (زياد نخالة)، نائب رئيس حركة الجهاد الإسلامى الممثل الأرفع فى مناطق السلطة الفلسطينية للإيرانيين، والذى أعلن فى 20 أغسطس الماضى أن الفصائل الفلسطينية توصلت إلى اتفاق مع المصريين.
وعن تاريخ العلاقة بين إيران وحركة الجهاد الإسلامى عاد الموقع العبرى لاجتماع عقده آمين عام حركة الجهاد الإسلامى رمضان عبدالله شلح مع المرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى فى العام 2016، وقال: إنهم أعلنوا بعد اللقاء أنه تم فى اللقاء نقاش سبل تعزيز المقاومة فى الضفة الغربية والقدس وصمود سكان قطاع غزة أمام الحصار، ويومها قدم شلح الشكر لإيران على دعمها للشعب الفلسطينى، واتهم مركزالقدس العالم العربى بالسعى من أجل التطبيع الاقتصادى والأمنى مع إسرائيل، ويتعاملون معها كحليف فى مواجهة إيران، وصدر تصريح عن مركز يمينى إسرائيلى للشئون العامة يديره (دورى جولد) المستشار السياسى السابق لنتنياهو، وهو أنه يجب النظر للتقارب ما بين حركة الجهاد الإسلامى وإيران على أنه زيادة لتدخل إيران فيما يجرى فى مناطق السلطة الفلسطينية، والملاحظ أن إسرائيل تطالب بتشديد العقوبات على إيران للحد من قدراتها فى لبنان وسوريا، فى المقابل تفتح أمامها أبواب قطاع غزة والقدس والضفة الغربية.
وفى أنباء للقناة العاشرة الإسرائيلية لم يتم نفيها قالت، إن (أفيجدور ليبرمان) وزيرالحرب الإسرائيلى قد اجتمع مع المبعوث القطري (محمد العمادي) فى 22 أغسطس الماضى فى قبرص، وناقش معه التهدئة، وموضوع الأسرى الإسرائيليين فى قطاع غزة، وليبرمان نفسه من قال بعد أن قطعت عددًا من الدول العربية علاقاتها مع قطر فى يونيو2017، إن هذه الخطوة ستساعد (إسرائيل) فى محاربة الإرهاب، حسب تعبيره.