ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم السبت، أن المعارضين السوريين اعتقلوا عشرات الأشخاص المشتبه في قيامهم بالتفاوض على الاستسلام للقوات الحكومي، بينما يجهز نظام الأسد في المقابل حملة جديدة لاستعادة آخر معقل تحت سيطرة المعارضة.
وأكدت الصحيفة -في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- أن جهود جماعات المعارضة لإحباط اتفاقات الإجلاء للمتمردين والمدنيين تشير إلى اقتراب شن معركة دامية على أبواب محافظة إدلب في شمال غرب سوريا فيما يمكن أن يمثل هذا فصلًا مدمرًا أخيرًا في حرب دامت أكثر من سبع سنوات.
وقالت: "إن قوات النظام سيطرت في الأيام الأخيرة على مناطق جنوب وغرب إدلب التي تضم أكثر من مليوني شخص نزح العديد منهم من مناطق أخرى في سوريا وذلك بحسب تصريحات للمعارضة فيما قامت روسيا بتجميع سفن حربية وطائرات قبالة السواحل السورية لإجراء تدريبات عسكرية من المقرر أن تبدأ اليوم ومن المحتمل أن يكون ذلك تمهيدا لهجوم وشيك".
وأوضحت أن جماعة "حياة تحرير الشام" التي تسيطر على شمال غرب إدلب وكانت تتبع في الماضي فرع تنظيم القاعدة في الشام ويتوعد النظام السوري بتدميرها، أعلنت اعتقال العشرات من دعاة المصالحة لمنع الناس من الانضمام إلى جانب الحكومة فيما أكد نشطاء مؤيدون للمعارضة في إدلب صحة هذه الاعتقالات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية تمكنت القوات الحكومية السورية من تطهير مواقع المتمردين الرئيسية مثل الغوطة الشرقية بالقرب من العاصمة دمشق ودرعا في الجنوب، وسمحت الاتفاقات بين النظام والمتمردين بوساطة الروس، بإجلاء آلاف المدنيين إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بينما ينتقل المسلحون إلى محافظات أخرى خاصة إدلب وأكد قائد بارز في "حياة تحرير الشام" أن جماعته لن تكرر التنازلات التي حدثت في أماكن مثل الغوطة ودرعا.
وأكدت "وول ستريت جورنال" أن تركيا التي تدعم مختلف الفصائل المتمردة في إدلب حاولت إقناع جماعة "تحرير التحرير" وهي (جماعة متمردة في إدلب) بحل نفسها والاندماج مع جبهة الوحدة الوطنية، وبموجب هذه الخطوة تأمل تركيا في مساعدة المعارضة على تجنب هجمات النظام.