الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حسين عبد الرازق.. الاستقامة والثبات على المبدأ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

برحيل الأستاذ حسين عبدالرازق يكون اليسار المصري والعربي، قد فقد كاتبًا صحفيًا وسياسيًا ومناضلًا كبيرًا، فقد كان الراحل حاضرًا بقلمه ونشاطه الصحفي والسياسي والنقابي في كل معارك الوطن والشعب الوطنية والاقتصادية والاجتماعية.

قاد الراحل معارك المعارضة اليسارية لنظام مبارك عبر رئاسته المتميزة لتحرير جريدة الأهالي في الفترة من ١٩٨٢ حتى ١٩٨٧، وأسس في تلك الفترة مع كوكبة من المحررين والكتاب وقادة التجمع واليسار المصري والعربي لنمط من المعارضة الوطنية الصلبة والجذرية للنظام.

وكان الراحل الكبير يتميز في تناوله لهذه القضايا، خاصة العدالة الاجتماعية والديموقراطية والحريات العامة، وفى رفضه للقوانين المقيدة للحريات، في عموده الشهير (لليسار در) بالصلابة والثبات على المبدأ، فهذه القضايا عنده مبدئية لا تجوز المساومة عليها.

وثمة عدة سمات يتميز بها الراحل الكبير لا يعرفها إلا القريبون منه من قيادات حزب التجمع، فالراحل لا يكتب إلا معتمدًا على مصادر ومعلومات، لذلك كان مهتمًا فى عمله رئيسًا للجنة السياسية أو أمينًا عامًا للتجمع أو رئيسًا لتحرير الأهالي أو رئيسًا لتحرير مجلة اليسار بتأسيس أرشيف بالموضوعات، لا يكتب إلا بالعودة إليه، أو العودة إلى الكتابات والسجلات والمصادر التاريخية، وحين تمت الموافقة على دستور ٢٠١٤ أصبحت مواده ونصوصه مصدرًا ومرجعًا لكتاباته.

السمة الثانية للراحل الكبير هي القدرة على الالتزام السياسي بموقف الأغلبية، سيرًا على مبدأ احترام الاختلاف وتعدد الآراء في الحوار وصناعة الموقف الحزبي، ثم الالتزام بالموقف الصادر عن الهيئة القيادية.

السمة الثالثة التي لا يعرفها كثيرون عن الراحل الكبير تتمثل في احترامه المبدئي الصارم لنتائج الانتخابات المركزية، وهو ضمن حلقة مركزية قيادية أنتجت ما بات يعرف في حزب التجمع بالقياديين السابقين، والقياديين التاريخيين، فهو الأمين العام السابق لحزب التجمع، وحين ترشح في الانتخابات المركزية لتجديد موقعه أمينًا عامًا فاز المرشح المنافس، ولم يدفعه ذلك لترك حزبه، بل ظل عضوًا قياديًا فاعلًا ومشاركًا في العمل الحزبي القيادي، السياسي والصحفي يعتمد عليه، وحين يحضر الاجتماعات القيادية يطلب الكلمة وينتظر حين يأخذها ليطرح رأيه ورؤيته. وقد ظل الأستاذ حسين عبدالرازق قياديًا فاعلًا ومشاركًا في كل فعاليات حزب التجمع واليسار حتى الرمق الأخير، فهو مؤسس ورئيس مؤسسة ومكتبة خالد محيى الدين الثقافية، وعضو المكتب السياسي والمجلس الرئاسي للتجمع، وكاتبًا منتظمًا لعمود «لليسار در» في جريدة الأهالي، وممثل التجمع في اللقاء اليساري العربي.