تموت الأشجار واقفة، وسيظل حسين عبد الرازق أستاذى رامزًا للوطنية وصحفيًا وقيادة سياسية مرموقة ومناضلًا من نسيج خاص مشهود له بمواقفه الواضحة تجاه قضايا الوطن ومعارضًا صاحب رؤية وبصيرة خلوقًا نظيف اليد واللسان ونموذجًا لليسار الوطني.
وقد كان لى الشرف أننى تعلمت أنا وزملائى والرفاق الكثير، والذين أصبحوا نجومًا الآن فى عالم الصحافة والسياسة، حيث فهمنا من «نشرة التقدم» – «جريدة الأهالى» ومجلة اليسار تلك الإصدارات الهامة التى كان مديرها بحرفية عالية واقتدار المعلم الكبير هذا الحسين مناضلًا دؤوبًا.
وقد تعلمنا على يده ومنه فنون الصحافة والكتابة ومبادئها الأصيلة فى الأمانة والموضوعية والحيادية مع أهمية التوثيق والمعلوماتية وحماية واحترام المصادر مع الابتعاد عن النرجسية والمصالح الخاصة وإعلاء المصالح العامة ورفض النجومية.
وقد دافع عنى رحمه الله ضد السفير الأمريكى بالقاهرة «فرانك ويزنر» فى ذلك الوقت، حيث نشر مقالى بالأهالى ردًا على السفير تحت عنوان «ماذا يريد السفير الأمريكى من العمال المصريين؟» بسبب انتهاكات الشركة الأمريكية المعروفة باسم «أوشانيك آنك» عند العمال المصريين من أبناء السويس بمنطقة «السخنة».
كما منحنى النشر فى مساحات مطولة عن فساد المحليات وأوضاع المعلمين الاجتماعية وغياب دور نقابة المعلمين الاجتماعى الديمقراطى فى الدفاع عنهم.
وفى مجلة اليسار منحنى انفرادا عن محاكمة الجندى البطل المصرى أيمن حسن الذى كان يحاكم بسبب قتله ٥ إسرائيليين وإصابة ٢١ آخرين على أرض وادى القمر فى سيناء، والأهم حيث أشار إلى فى كتابه الأهم «الأهالى جريدة تحت الحصار».
وبعد لقد فقدت مصر معارضًا وطنيًا ويساريًا شديد البأس مدافعًا عن هموم وقضايا بلادنا وقد دفع ضريبة وفاتورة غالية من السجن والإبعاد نتيجة لقناعاته بحب الوطن وانحيازه للعمال والفلاحين والمهمشين والفقراء وملح الأرض.
بوركت الحسين عبد الرازق صاحب المبادئ ورئيس ومؤسس مكتبة خالد محيى الدين الثقافية وأحد رموز اليسار المصرى ثابتًا على المبادئ وممسكًا للجمر من أجل الوطن.