أن يكون لك قارئ ولو واحد فقط يلزمك هذا بألا تخذله أن تكتب له فهو في انتظارك، وحواديت عيال كبرت بات لها قارئ يسألني عليها كل يوم وحينما تتأخر يتصل بي، وها أنا ذا أكتبها له خفيفة اليوم لكنها تحمل معنى لا أفصح عنه وعليه هو إدراكه فكثر من هم يستهينون بـ"مستكة" وتكون العاقبة "مفستكة".. "أي والله وسأثبت لك ذلك بالدليل والعويل".
كنت في فترة من الفترات خرجت لأعمل في فترة الصيف ولأنني لم أكن أجيد شيئا غير "السواقة"، اشتغلت على ميكروباص، قلت ذلك يوما ما كنوع من الفخر في إحدى الحفلات المدرسية، فعايرني بها أحد الكمسارية، ما علينا منه.. خرجت بالسيارة "البيك أب" أتشمم رائحة الركاب لكني لم أجد، كل مهنة حتى الميكروباصات باتت بالسطوة والقوة.. الدور والنظام وغيرها من الكلمات لم يعد لها وجود.. يشير إلى الزبون فأقف، وحينما يهم بالركوب يخطفه سائق آخر.. التفت لأنهره فأجده "ثورا برأس إنسان"، فاقتصر في الحديث وأسير، حتى وصلت إلى أحد المواقف فوجدت "مستكة"، رجلًا نحيفًا قصيرًا فوجدتها فرصة لأنتقم من كل السائقين الأشرار، حسبت الأمر بالطول والعرض فوجدت أن "مستكة" لن يستطيع معي الرد، وعلى الفور نزلت من "الكابينة" كالوحش أطلب من الركاب أن ينتقلوا لسيارتي، غضب "مستكة"، وهاج وماج فحملته كما كان يحمل فريد شوقي محمود المليجي وقذفته في الكابينة، ضحك "مستكة" ضحكة شريرة وقال: يا آه يا آه، وهنا لم أتمكن من إدارة رأسي قرية كاملة كانت تضرب في "ودني"، حتى شعرت أن "صرصورها" طال الأرض، لا أعرف كيف كان فريد شوقي يضرب وحده العصابة كاملة دون أن "يحدث له خربوش"، أو كيف هرب حنفي الأبهة بمفرده من عصابة "خيري" بعد أن ضربها، كل أفلام الأكشن دارت في ذهني لكني لم أحرك ساكنًا حتى "استويت من الضرب" وصارت "جتتي مفستكة"، وكان الدرس الذي تعلمته بعد أن خفت "ودني"، واجه المتجبر ولا تستأسد على ضعيف فالله سيكون معك ضد الأول وضدك مع الثاني، رزقك لن يسرقه أحد وإن بدا لك ظاهر الأمر كذلك، وأخيرا حافظ على "أذنك" من الضرب والثرثرة فكلاهما يوجعان.. للحديث بقية.