علمونا أن الرياضة والفن قوة ناعمة مؤثرة.. وعندما زرت عددًا من الدول العربيه تحديدًا تأكدت أن تلك الصيغة حقيقة خاصة بين الشعوب العربية.. وليس بين الحكام.. وبمرور الوقت تراجعت تلك القوة لسعى كل الدول العربية بأن تكون لها نصيب منها.. أى قدر من التأثير.. والآن مع التوترات التى تهدد حياتنا المتنوعة تراجع تأثير القوة الناعمة وحل محلها عملية المصالح.. وأخشى فى استمرار انشغالنا بالدفاع عن بلدنا وأهلنا تتقطع الطرق، ونجد أنفسنا وقد ضاعت منا مبررات حتى الوجود بالاسم كعرب..
أنا هنا منحاز لحرية بلدانا العربية.. وصناعة مستقبلها والمحافظة على الحدود كأولويات.. وانزعج لأن هذا الطريق سيصل بنا لنصبح بلدانًا عربية لا تعرف بعضها.. تجمعنا حدود فقط.. وهذا معناه انفراط العقد.. وضياع الحلم المؤجل.. بالوحدة العربية وحتى الجيرة الآمنة وإلى الأبد وعلينا كمثقفين أن نؤدى دورًا فى هذا الشأن بالانحياز إلى ضرورة أن تكون هناك حماية للمجتمعات العربية من عدوى التمزق وضياع الهوية وفقدان مبررات الوجود..
المجتمعات العربية فى أشد الحاجة لثقافة جديدة تحمى ارتكازاتها المتنوعة والتى يحتفظ بها للانطلاق فى حالة توافر الظروف.. أعتقد أن هناك أولويات لدى كل دولة عربية وضعها القادة للحماية ممن يهددها.. وفى نفس الوقت تأتى المحافظة على ثقافة تلك المجتمعات وتطورها فى الدرجة الثالث أو الرابعة من الاهتمام الرسمى.. أخشى أن نتخلص من خوفنا يومًا ما وعندما نتجه للداخل يكون هناك الانهيار والتمزق الاجتماعى والثقافى.. إذا من الواجب أن تحقق الحكومات العربية، وتهتم بحماية المجتمعات وأيضًا العمل على تطويرها لتعمل كحائط صد ضد التطرف بأنواعه.. نؤمن بأن التنمية أمر ضرورى تتقدم على الديمقراطية.. وبأن بناء الأوطان وتقدمها وحمايتها كترسيخ للقوة أمر له الأولوية.. وعلينا فى نفس الوقت تنفيذ إجراءات كحماية مجتمعية للشعوب، الاستعمار الجديد هو نفسه.. التغير فى آليات التنفيذ.. سيناريو واحد.. إنهم يسعون لتجريد البلدان العربية من كل أنواع ومبررات القوة.. لينفردوا بنا دولة.. دولة ليسهل لهم تقسيمنا وتمزيقنا.. إنهم يغرقوننا بالقروض.. ويحاصرون مستقبلنا.. وينشرون الفتنة ويزرعون الأحقاد بين أبناء البلد الواحد ليسهل لهم السيطرة علينا، وبالتالى فرض إرادتهم وقوانينهم والتى تحمى أهدافهم..
التاريخ لدى الغرب مقدس.. ذاكرتهم لا تنسى.. دوائرهم تدرس وتحلل وتصل لنتائج.. خرائط تقسيم البلدان العربية على أساس دينى أو عرقى موجودة على جدران غرف عمليات الدوائر المخابراتية، إنهم.. ينتظرون الفرصه وصناعة الظروف والمبررات للتنفيذ.. وأعتقد أن ترامب رئيس امريكا كشف لنا من خلال سلوك واضح ونادر عن أهداف أمريكا فى ابتزاز العالم العربى والطمع فى ثرواته.. وأرى أن الرئيس الأمريكى.. كان من الشجاعة فى كشفه عن خطط أمريكا السرية والتى كان رؤساء أمريكا السابقين يناورون فى التنفيذ.. مع الالتزام بالخطط الاستراتيجية المعدة سلفًا والتى كشفها ترامب من خلال سياسته التى يطبقها علنًا.. بالطبع الدوائر الأمريكية تحاول أن تخدعنا بأن رئيس أمريكا يعمل منفردًا وبأنها ضد تلك السياسة.. والملفت أن تلك التبريرات غير صحيحة..
هناك اتفاق على خطط ترامب وأهدافها.. والاختلاف حول الأسلوب والطريقة.. عالمنا العربى فى خطر والحروب ضده متنوعة، بينما العمل على ضرب تماسك المجتمع أمرًا فى غاية الخطورة ويسهل طرق الانهيار.. الغرب والمساندين لهم يعملون ضدنا على أكثر من جهة.. تصدير القلق باصطناع ضغوط مستمرة.. وتحركات حول الحدود وإثارة الخوف ونشره بين الناس.. وضرب كل أنواع الاستقرار والتنمية.. نتعرض لحروب معاناة وعلنية.. إنهم يهددون معيشتنا وحياتنا ومستقبلنا.. إنهم منزعجون من قوتنا ويخشونها.. لأنها تمنع التدخل فى الشأن العربى بشكل عام.. الغرب وأصحاب المصالح لن ينسوا أن مصر أفسدت خططهم لحرق بلدان العرب على مراحل.. لن ينسوا إفساد رهانهم على التدمير الذاتى للمجتمعات والدول العربيه ومن الداخل من خلال عملاء تحت صيغ مختلفة، نعم احذر بأن الحرب ضد مصر والسعودية والإمارات والبحرين والجزائر لم تنتهِ ولن تنتهى.. محور الشر ما زال يراقب ما يحدث عندنا.. يزداد انزعاجهم وبالتالى يزداد غضبهم مع كل بناية تظهر لسكن المواطن.. ومع استصلاح فدان جديد لزيادة الرقعة الزراعية.. أو زيادة القدرة التصديرية للبلد أو افتتاح مصنع أو زيادة إنتاج البترول أو اكتشافات الغاز.. الغرب وأمريكا تحديدا قسموا العالم، وينتظرون السطو على مصادر قوته.. وعلينا أن نساعد فى حماية البلد كل واحد منا بطريقته ووفقًا لظروفه.. الحرب علينا لن تتوقف ما دام أن هناك تنمية وخطوات جادة وحقيقية وعادلة فى بناء مصر والبلدان العربية الأخرى.. استقرارنا وقوتنا كدول عربية خطر عليهم.