الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

زكي مراد.. بين بريق العمودية والدفاع عن ظلم العبودية!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زكى مراد اسم يتبادر إلى الذهن أنه والد الفنانة الماسية ليلى مراد، لكنه اسم مناضل صاحب الموسوعة الشاملة المدافع عن حق كل عامل وهب حياته للبسطاء وأمام قضاياهم تحرك وتفاعل.
زكى مراد ابن عمدة بلدة (أبريم) فى النوبة الذى لم يبهره بريق السلطة سواء إدارية أو أبوية واختار بغريزته ساحة أخرى أصعب هى ساحة النضال ضد فكرة العبودية فقد ترك مقعد العمودية ليقهر بالقانون كل مظهر للعبودية العمالية.
زكى مراد حصيلة ومحصلة لتجربة قانونية وإنسانية على الساحة العمالية وجاءت سيرته بمناسبة انتهاء التنظيم النقابى العمالى من بنائه التنظيمي بتشكيل الاتحاد العام لنقابات العمالية المصرية وهو أول تشكيل بعد أكثر من 10 أعوام وكل اتحاد يتم تشكيله ينسى حين يجلس أعضاؤه اسم زكى مراد صاحب النضال الأول فى تشكيل نوع من الحصانة النقابية والضمانات لهذه الحركة التى تعتبر جزءا من الحركة العمالية التى هى جزء من الحركة الوطنية المصرية.
تحرك زكى مراد بديناميكية تسابق الزمن فى لجان مؤتمر التشريع الأول الذي أقيم عام 1972 بفندق سان استيفانو ويرأسه الوزير وقتها صلاح غريب ورئيس اتحاد نقابات العمال رأيته كيف يصيغ العبارات الدقيقة، ويحظى زكى مراد بكفاءة نادرة على معالجة أى عقبة قانونية تتصادم مع صالح العمال وعلى الجانب الفنى كان يتحرك مستشار الاتحاد الخبير العمالي المصري إبراهيم خليفة الذى رحل مؤخرًا عن دنيانا وفى تصورى أن ملف هذا المؤتمر ما زال وسيظل المرجعية الثابتة لأى فكر يعطى العمال ما يستحقونه من تعامل راق لعلاقات العمل بما تنعكس آثاره على الإنتاج ونحن ما أحوجنا إلى مثل هذه الأفكار المتقدمة لصالح بلادنا.
عرفت أن زكى مراد اختار هذا الطريق إلى الواحات بتهمة الشيوعية كان مرحبًا به إلى الاعتقال المتعدد الأشكال والقوالب ولم ينزعج لكن ازداد تصميمًا لأنه صاحب رسالة وهى إنصاف العامل البسيط، صلابة زكى مراد شيدت الصرح القانونى الذى حرس حقوق العمال.
لم يتذكر بوسام فى عيد العمال أو إطلاق اسمه على أى قاعة من مبنى الاتحاد وإن كان لم يكن غير نقابي لكنه كان الحارس على حقوق النقابيين والأمين على آلية العمل النقابى وهذا التنظيم الحر بكل تشكيلاته مدين لجهد زكى مراد الذى رفض العمودية وناضل ضد العبودية.
إن الحديث عن زكى مراد هو منهج متميز فى العطاء الوطنى فهو أنشودة تتغنى بها الأجيال تعزف لحن الفداء، فهو قصيدة شعر ونبض للحياة الكريمة للبسطاء جعل من التشريع وحقوق العمال فلسفة للحركة العمالية مذاقًا وجعل ما فيها بنيانا راسخا بعد أن أعطى كل ما عنده، فهو جبل فى شموخه وجلده ولونه الأسمر لون غير محايد لون الطبقة العاملة أحيانًا كانت عيونه تمتلئ بالأسى، لكنه مصمم على أن يرسم على شفتيه منظومة الأمل مهما كانت العقبات.
زكى مراد جعلت شفاهه تلعن القهر لكنها كانت تهتف بالحياة ونبض عروق العمال وصيحة الحقوق وخطواته تسابق الزمن، شامخ عندما أودع المعتقل، وشامخ وهو يقف يترافع ويصيغ المذكرات القانونية.
بمناسبة إعادة بناء الحركة النقابية فإنها مدينة كما قلت لهذا الرجل الرمز وإذا كانت الدولة بقيادة الرئيس السيسى تفتح صفحة خالدة فى تقدير أصحاب الصفحات المضيئة فى حياتنا وأثروا هذه الساحة النضالية، هذه صفحة المجد تربع صدر الحركة النقابية والعمالية وسوف تضيف للحركة النقابية الكثير للنماذج الوطنية التى أغفلت فى الماضى، سواء من تحملوا عبء العمل التنظيمى داخل الصفوف الحركة النقابية أو الرواد الذين اختاروا طريق البناء وصنعوا بطولات وأمجاد وإننا إذ نقدر هذه الرموز فهناك نماذج نسائية أيضًا مثل الرائدة خيرية عبدالكريم أول نقابية فى قطاع الغزل والنسيج وغيرها من الرائدات، ومن خارج التنظيم أمثال بطلنا الرائع زكى مراد، والقيمة المعنوية لتكريم رموز الحركة العمالية والنقابية تحتاج إلى وقفة من قيادتها على هرم الهيكل النقابي وهي تتميز فى تاريخها الحالى بالنزاهة والتجرد، مما يحدد الأمل فى تصحيح أخطاء فى قوائم التكريم النقابى فى احتفالات عيد العمال والموقف لا يتحمل أن نفتح ملف التكريمات وخلت من نماذج نضالية أعطت وسطرت صفحات مضيئة لا يمكن تجاهلها مهما حدث من اتباع أساليب لا علاقة لها بالاستضافة النقابية وأمام الحركة النقابية لتصويب الحقائق ومحاولات طمس الحقائق وإسدال الستار عن شخصيات تصوروا أنهم أصبحت فى ذمة التاريخ لكن الهوى أو الغرض كما يقولون.. الغرض مرض... فهناك محاولات صارخة رغم ترشيح النقابات العامة لها فوجئ الرأس العمالى بقرار المسئولين أن ابتكروا حيلة لحرمان حالات محددة بعد وصول استمارات الترشيح بأن المسئولين عن الاتحاد تحدوا إرادة القيادات العمالية وأصدروا فرمانًا لهذه الشخصيات تقول كلماته... إن هؤلاء لم يصبهم الدور.