الجريمة التى هزت مصر فى عيد الأضحى هى العثور على طفلين غارقين أسفل كوبرى فارسكور بدمياط ريان ومحمد من صورتهما الأولى التى تداولتها الصحف ترى الأمل والابتسامة والفرحة، ومن صورتهما الثانية عندما غادرا الحياة غارقين، ترى اليأس وانسداد الأفق، بل قد ترى انتحار المجتمع، ريان ومحمد أبناء ميت سلسيل دقهلية عنوان مؤسف لحالة من التردى والهزيمة الأخلاقية وموت الضمير العام، ريان ومحمد البريئان يغادران بقسوة رغمًا عن أنفهما، يغادران حتى يأتى لنا الحزن الخام، وكأننا لم نتعب بعد من مسلسل العنف ضد الأطفال بمصر.
قبل ريان ومحمد تم الاعتداء على قاصر بمحافظة القليوبية عندما تم تزويجها لسعودى كهل فى تجارة زواج القاصرات، هذه الفتاة القاصر هى طفلة أيضًا وضحية للفساد والفقر، الفتاة لم تحتمل تحويلها إلى سلعة فهربت من زوجها، ولكن النيابة أعادتها إليه بعد تصالح الأطراف أمامها، بؤس الحياة يهاجم الجسد بضراوة، مرة يهزمنا البؤس بإلقاء ريان ومحمد فى مياه النيل ليموتا غرقًا، ومرة أخرى يهزمنا بإلقاء الفتاة القاصر بين ذراعى ذئب منعدم الروح والضمير.
الجريمة بشكل عام لا يمكن استيعابها، سواء أكانت الضحية راشدًا أم طفلًا، ولكن يزيد الغضب عندما يكون المجنى عليه فى سن الزهور، يزيد الألم عندما يكون المجنى عليه عاجزًا عن مواجهة الجانى والرد عليه والدفاع عن نفسه، ريان ومحمد والفتاة القاصر وقبلهم بأسابيع تابعنا ثلاثة أطفال فى الجيزة ماتوا اختناقًا على أثر حريق بشقتهم وتم إلقاء جثث العصافير الثلاثة فى مكب النفايات، يومها قال الناس كلامًا كثيرًا عن دور الدولة والمجتمع فى حماية الأطفال، ولكن تم دفن الأطفال الثلاثة ومعهم تم دفن مطالبات الناس، اليوم ونحن نرى عصفورين هما ريان ومحمد يغادران الدنيا قسرًا، تتكرر المطالب، وسوف ينسى المتابعون بعد أيام قليلة لنصطدم برحيل أبرياء جدد.
لا أتطرق فى مقالى إلى تحقيقات النيابة أو إلى العقوبات المنتظرة للجانى أو الجناة، ولكننى بشكل مباشر أنادى بحماية قانونية رادعة وناجزة وسريعة وعلنية لكن من يمس قلامة أظفر لطفل أو طفلة، تلك الحماية لن تولد إلا بتشريعات واضحة ومحاكم لا تعرف التأجيل، لن تولد تلك الحماية إلا بقوة المجتمع القادر على خلق مؤسساته الإنسانية التى تبنى للمستقبل وترسخ كرامة للحاضر، الدولة هى مجرى النهر ومؤسسات المجتمع المدنى هى الروافد القادرة على تنشيط ذلك المجرى.
نواب البرلمان قادرون على التوقف لحظة والدراسة والتشريع، حتى لا يجلس القاضى على منصته فى حيرة حول الحكم الواجب إصداره، ليس نواب البرلمان وحدهم ولكن أيضًا المجالس القومية التى نرى صور أعضائها وعضواتها يبتسمون للكاميرات عليهم دور الكاشف المبصر، عليهم الكلام وعدم الصمت، لو كنت مكانهم لذهبت إلى ميت سلسيل معتصمًا حتى تستجيب الدولة للتوصيات الحكيمة، حتى يستقيظ فى الناس ضميرهم ويعرفون أن الاعتداء على الأطفال والفتيات القاصرات هو اعتداء على السماء.
فى حكاية ريان ومحمد بميت سلسيل أقاويل لا تهمني، لأننى لا أتابع هنا فيلمًا للتسلية والتشويق والإثارة، المتابعة لا بد أن تكون للجذور التى ينبت منها هذا العفن، فى ميت سلسيل أحزان لن تنتهى إلا بصيحة عامة تجتث ذلك الواقع الأليم، فالوعى بقدسية الأطفال وحصانتهم يجعل من الصعب على أى غشيم التفكير فى الاعتداء عليهم، لتسكت الآن برامج الإثارة التليفزيونية التى تسعى لزيادة عدد المشاهدين وتدفق الإعلانات، لنرى على أرض الواقع تحركًا ينصف الأطفال ويعيد إلى الأرض الأمان لكى تطمئن براعم الزهور، فتنمو مطمئنة بأن على هذه الأرض بعضًا من الهواء النقي.
الجريمة التى هزت مصر فى عيد الأضحى هى العثور على طفلين غارقين أسفل كوبرى فارسكور بدمياط ريان ومحمد من صورتهما الأولى التى تداولتها الصحف ترى الأمل والابتسامة والفرحة، ومن صورتهما الثانية عندما غادرا الحياة غارقين، ترى اليأس وانسداد الأفق، بل قد ترى انتحار المجتمع، ريان ومحمد أبناء ميت سلسيل دقهلية عنوان مؤسف لحالة من التردى والهزيمة الأخلاقية وموت الضمير العام، ريان ومحمد البريئان يغادران بقسوة رغمًا عن أنفهما، يغادران حتى يأتى لنا الحزن الخام، وكأننا لم نتعب بعد من مسلسل العنف ضد الأطفال بمصر.
قبل ريان ومحمد تم الاعتداء على قاصر بمحافظة القليوبية عندما تم تزويجها لسعودى كهل فى تجارة زواج القاصرات، هذه الفتاة القاصر هى طفلة أيضًا وضحية للفساد والفقر، الفتاة لم تحتمل تحويلها إلى سلعة فهربت من زوجها، ولكن النيابة أعادتها إليه بعد تصالح الأطراف أمامها، بؤس الحياة يهاجم الجسد بضراوة، مرة يهزمنا البؤس بإلقاء ريان ومحمد فى مياه النيل ليموتا غرقًا، ومرة أخرى يهزمنا بإلقاء الفتاة القاصر بين ذراعى ذئب منعدم الروح والضمير.
الجريمة بشكل عام لا يمكن استيعابها، سواء أكانت الضحية راشدًا أم طفلًا، ولكن يزيد الغضب عندما يكون المجنى عليه فى سن الزهور، يزيد الألم عندما يكون المجنى عليه عاجزًا عن مواجهة الجانى والرد عليه والدفاع عن نفسه، ريان ومحمد والفتاة القاصر وقبلهم بأسابيع تابعنا ثلاثة أطفال فى الجيزة ماتوا اختناقًا على أثر حريق بشقتهم وتم إلقاء جثث العصافير الثلاثة فى مكب النفايات، يومها قال الناس كلامًا كثيرًا عن دور الدولة والمجتمع فى حماية الأطفال، ولكن تم دفن الأطفال الثلاثة ومعهم تم دفن مطالبات الناس، اليوم ونحن نرى عصفورين هما ريان ومحمد يغادران الدنيا قسرًا، تتكرر المطالب، وسوف ينسى المتابعون بعد أيام قليلة لنصطدم برحيل أبرياء جدد.
لا أتطرق فى مقالى إلى تحقيقات النيابة أو إلى العقوبات المنتظرة للجانى أو الجناة، ولكننى بشكل مباشر أنادى بحماية قانونية رادعة وناجزة وسريعة وعلنية لكن من يمس قلامة أظفر لطفل أو طفلة، تلك الحماية لن تولد إلا بتشريعات واضحة ومحاكم لا تعرف التأجيل، لن تولد تلك الحماية إلا بقوة المجتمع القادر على خلق مؤسساته الإنسانية التى تبنى للمستقبل وترسخ كرامة للحاضر، الدولة هى مجرى النهر ومؤسسات المجتمع المدنى هى الروافد القادرة على تنشيط ذلك المجرى.
نواب البرلمان قادرون على التوقف لحظة والدراسة والتشريع، حتى لا يجلس القاضى على منصته فى حيرة حول الحكم الواجب إصداره، ليس نواب البرلمان وحدهم ولكن أيضًا المجالس القومية التى نرى صور أعضائها وعضواتها يبتسمون للكاميرات عليهم دور الكاشف المبصر، عليهم الكلام وعدم الصمت، لو كنت مكانهم لذهبت إلى ميت سلسيل معتصمًا حتى تستجيب الدولة للتوصيات الحكيمة، حتى يستقيظ فى الناس ضميرهم ويعرفون أن الاعتداء على الأطفال والفتيات القاصرات هو اعتداء على السماء.
فى حكاية ريان ومحمد بميت سلسيل أقاويل لا تهمني، لأننى لا أتابع هنا فيلمًا للتسلية والتشويق والإثارة، المتابعة لا بد أن تكون للجذور التى ينبت منها هذا العفن، فى ميت سلسيل أحزان لن تنتهى إلا بصيحة عامة تجتث ذلك الواقع الأليم، فالوعى بقدسية الأطفال وحصانتهم يجعل من الصعب على أى غشيم التفكير فى الاعتداء عليهم، لتسكت الآن برامج الإثارة التليفزيونية التى تسعى لزيادة عدد المشاهدين وتدفق الإعلانات، لنرى على أرض الواقع تحركًا ينصف الأطفال ويعيد إلى الأرض الأمان لكى تطمئن براعم الزهور، فتنمو مطمئنة بأن على هذه الأرض بعضًا من الهواء النقي.