كانت ثورات الربيع العربى فى ٢٠١١ المخطط الصهيو أمريكى لتدمير وتفتيت الدولة الوطنية فى الوطن العربي، باستخدام حروب الجيل الرابع والتنظيمات الإرهابية التى صنعتها ومولتها أجهزة استخبارات الولايات المتحدة ابتداء من القاعدة والإخوان وحتى داعش، ولا تزال بعض الدول العربية الشقيقة تعانى من جراء هذه المؤامرة فى العراق وسوريا وليبيا واليمن لتفتيتها وتقسيمها لصالح العدو الإسرائيلي.
وفى مصر سرق الإخوان ثورة الشعب فى ٢٥ يناير ٢٠١١ بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية ودعم أوباما رئيس الولايات المتحدة آنذاك، الذى دعم التنظيم الإرهابى للإخوان بـ٨ مليارات من الدولارات لهدم مصر، وتحولت ثورة الشعب من العيش والحرية إلى محاولة هدم الدولة ومؤسساتها السيادية: الجيش والشرطة والقضاء، وبعد استيلاء الإخوان على الثورة، استولوا على حكم مصر بالتزوير الفاضح للانتخابات الرئاسية، وشهد عام الرمادة الذى حكم فيه التنظيم الإرهابى للإخوان أسوأ فترة فى تاريخ مصر الحديث، فالمخطط كان يستهدف بيع مصر أيضًا، وكان الاتفاق على تأجير قناة السويس لقطر الدولة الداعمة للإرهاب والممولة له بالاتفاق مع الولايات المتحدة، وكان الاتفاق الثانى منح الفلسطينيين فى غزة بقيادة حماس ٧٢٠ كم٢ من شمال سيناء من أجل التوسع الاستيطانى للعدو الإسرائيلى فى غزة والضفة، وتصدى الجيش للمؤامرة بقيادة أمريكية، ومع تصاعد أعمال العنف والإرهاب للحكم الفاشى وقتل شباب الثورة فى قصر الاتحادية، والحكم الديكتاتورى للرئيس الإخوانى محمد مرسى قرر الشعب أن يقوم بثورته الفريدة فى ٣٠ يونيو، وتعهد وزير الدفاع آنذاك أن تساند القوات المسلحة والشرطة إرادة الشعب فى الثورة، واستطاع السيسى أن يحقق المعادلة الصعبة فى تكاتف الشعب مع الجيش والشرطة.
وقد ترجم الشعب تحقيق هذه المعادلة فى ٣٠ يونيو فى كل ميادين الثورة عندما هتف أكثر من ٣٠ مليون مواطن مصرى بعد سقوط النظام: «الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة»، ونجحت الثورة فى إسقاط الحكم الفاشى والدينى بفضل تكاتف القوة الصلبة للرباعى العظيم والبطل: الشعب ووزير الدفاع السيسى، الذى وضع حياته على أكفه لينقذ الوطن من براثن التنظيم الإرهابى للإخوان، ومعه الجيش والشرطة.. وبعد الثورة بدأت مصر مرحلة جديدة، استطاع وزير الدفاع أن يعيد تسليح المؤسستين الوطنيتين: الجيش والشرطة حتى تمتلك القوة والردع لمواجهة الإرهاب والتحديات والمؤامرات فى الداخل والخارج، واتخذت مصر من شعار القوات المسلحة «يد تبنى ويد تحمل السلاح» منهجًا وأسلوب عمل فى مواجهة أصعب معركتين واجهتهما مصر فى العصر الحديث: «البقاء والبناء»، وبدأت مصر معركتها الأولى فى البقاء والحفاظ على الدولة الوطنية، ونجحت فى ذلك بفضل الثمن الغالى الذى قدمه الشعب المصري، وهو شجاعة وتضحيات أبنائه من رجال الجيش والشرطة، وبدأت العديد من العمليات النوعية فى سيناء والوادى تحت مسمى حق الشهيد، ثم إن الرئيس السيسى بدأ مرحلة جديدة فى المواجهة من خلال العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨» التى أتت بثمارها فى اجتثاث جذور الإرهاب وتدمير بنيته التحتية والقبض وتصفية المئات من قيادات التنظيم والخلايا الإرهابية فى سيناء والوادى وتأمين كل حدود مصر برًا وبحرًا، وفى نفس الوقت الذى حققت فيه مصر انتصارها على الإرهاب، كانت المعركة الثانية، وهى معركة البناء تسير بالتوازى مع معركة البقاء، وشيدت مصر قناة السويس والمدن الجديدة، وبدأت التضحية الشاملة فى صعيد وبحرى مصر والمدن النائية، كما نجحت مصر فى الإصلاح الاقتصادى بفضل تحمل شعب مصر العظيم آلام وتبعات الإصلاح الاقتصادي، وتجاوزت مصر معاركها فى البقاء والبناء، وعادت مصر أمنًا وسلامًا، وهو ما انعكس على التنمية والاستثمارات والسياحة، وبعد الانتهاء من المشروعات العملاقة، بدأت مصر مرحلة جنى الثمار للشعب، وقرر الرئيس أن تكون على رأس أولوياته فى الفترة الرئاسية الثانية بناء الإنسان المصري، وتنفيذ استراتيجية شاملة لملف كل من التعليم والصحة فى إطار الحفاظ على الإنسان المصرى والنهوض به.
هذه الإنجازات التى تشهدها أرض مصر المحروسة، كانت بفضل الرباعى البطل والعظيم: الشعب والرئيس والجيش والشرطة، ولهم جميعًا كل التحية والتقدير على عطائهم وإخلاصهم وتضحياتهم خاصة رجال الجيش والشرطة، الذين سطروا أروع صفحات البطولة والتضحية من أجل الحفاظ على مصر وأمنها القومى وشعبها العظيم.. وكل التحية والتقدير لشهداء ومصابى مصر من أبناء الشعب المصرى والقوات المسلحة والشرطة.