جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، تقِف الكلمات عاجزة عن التعبير لك بخالص الشُكر والعِرفان على موقفكم الداعم لمصر على طول الخط.. كل الشُكر والتقدير على مُساندتكم لمصر ووقوفكم بجانب شعبها الآبى الذى تحمل مسئولية قراره وأطاح بجماعة إرهابية خائنة من الحكم.
.. نعم شكرًا يا جلالة الملك على دعمكم للشعب المصرى ومؤازرته للدفاع عن أمنه واستقرارها وحِلمه ومستقبله، وقفتُم بجانبنا فى مواجهة الإرهاب وحدنا، ولم تتركونا نداوى جرحنا وحدنا، وقفتُم بجوارنا وَكُنتُم نِعِم الأخ فى وقت شِدتنا وأزمتنا، وقفتُم معنا فى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وقفة جادة لم ولن ننساها ولن ينساها التاريخ أبدًا.
.. كُنا سعداء بالكلمات القوية لجلالة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز حينما قال نصًا (لِيعلم كُل من تدخلوا فى شئون مصر الداخلية، بأنهم بِذلك يوقدون نار الفتنة، ويؤيدون الإرهاب الذى يدعون مُحاربته، وآمِلًا مُنهُم أن يعودوا إلى رُشدهم قبل فوات الأوان، فمصر الإسلام والعروبة والتاريخ المجيد، لن يُغيرُها قول أو موقِف هذا أو ذاك، لأنها قادرة بِعون الله وقُوته على العبور إلى بر الأمان، يومها سيُدرِك هؤلاء بأنهم أخطأوا وسيندمون يوم لا ينفع الندم)، ولا يمكن أن ننسى كلمات الأمير الراحل سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى السابق، كلمات مِن ذهب لا تَخْرُج إلا مِن مُحِب لمصر حُبًا جمًا، كلمات لا تُنسى ونزلت على الشعب المصرى بردًا وسلامًا حينما قال نصًا «إن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبًا وقفت وستقف دائمًا مع مصر، وأن الدول العربية لن ترضى مهما كان بأن يتلاعب المجتمع الدولي بمصيرها أو أن يعبث بأمنها واستقرارها، وأتمنى من المجتمع الدولي أن يعي مضامين رسالة خادم الحرمين الشريفين بأن المملكة جادة ولن تتهاون فى مساندة الشعب المصري لتحقيق أمنه واستقراره، أما من أعلن وقف مساعداته لمصر أو يلوح بوقِفها فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر، فمصيرنا واحد وهدفنا واحد، فكما تنعمون بالأمن والهدوء والاستقرار فلا تستكثرون علينا ذلك»... جلالة الملك سلمان: أقول ذلك بمناسبة استضافتكُم لـ (١٠٠٠) حاج مصرى من أُسر شهداء الجيش والشرطة المصريين لأداء فريضة الحج لهذا العام، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج.. شاهدت الاستقبال الخاص لـ «رضوى مجدى أرملة الشهيد البطل خالد مغربى دبابة، ومنار محمد أرملة الشهيد البطل أحمد المنسى، والحاج شويقة والد مارد سيناء الجندى الشهيد البطل أيمن شويقة، والعميد خالد حسين والد الشهيد البطل الرائد عمرو حسنين»، وحينما وصلوا إلى (مكة) تم استقبالهم بالورود، وحصل كل منهم على وردة، انتابتنى حالة من الشجن مصحوبة بفخر شديد، وقُلت لنفسى: إن المملكة العربية السعودية الشقيقة وِقِفِت مع مصر فى مِحِنتها وساندتها فى حربها ضد الإرهاب وأدانت العمليات الإرهابية التى ارتكبتها الجماعة الخائنة ونعى الأبطال من الجيش والشرطة الذين استشهدوا وأصابهم رُصاص الغدر، ودعمت مصر فى موقفها تجاه الدويلة التى تمول الإرهاب والمُسماة (قطر) وشكلت مع مصر والإمارات والبحرين رُباعيًا عربيًا يدعو لمكافحة الإرهاب، ولم يتبق سوى استضافة أسر الشهداء فى (مكة) للحج.. وتُثبت كل هذه المواقف المُشرفة بأن المملكة العربية السعودية ومصر يُشكلان رمانة الميزان فى الوطن العربى ومعهما الإمارات والبحرين، ويعتبران حائط الصد تجاه زعزعة أمننا واستقرارنا وسلامة دولِنا... جلالة الملك سلمان: تعلمنا أن نشعُر أننا سند لبعضنا البعض، وعلاقتُنا متينة ووطيدة لأن هواءنا عربى، دمِنا عربى، هُمومنا واحدة، وهدفنا واحدة وهو استقرار المنطقة العربية والحفاظ عليها وعدم السماح فى التدخُل فى شئونها الداخلية، ورفض حدوث أى انشقاقات من شأنها إحداث انقسامات عربية، والدفاع عن القضايا العربية، والتصدى للإرهاب وداعميه.. حينما نذهب للسعودية لا نشعُر بالغُربة، فنحن أشقاء مصالحنا واحدة، ومصيرنا واحد، والمخاطر التى تحيط بنا واحدة.. وبِكُل إخلاص تستكمِل يا جلالة «الملك سلمان» المشوار وتقف مع مصر وقفة تُحترم، فقد وقفت «السعودية» بجوار مصر وقفات لا يُمكن نسيانها، أهمها فى حرب أكتوبر واستخدام سلاح البترول للضغط وحققنا نصر أكتوبر ١٩٧٣، وما قدمته السعودية لنا ولاتزال نُقدِره تمامًا، والعلاقات الحالية شاهدة على التفاهُم والتناغم، والتنسيق لما فيه خير الشعبين المصرى والسعودى ويقوم الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى بدور كبير فى تقوية العلاقات خاصة وأنه يدرك تمامًا أن حجم العلاقات بيننا لا تتوقف عند حد معين إذا، وتزداد العلاقات بيننا، وهناك مجالات كثيرة للتعاون منها التعاون الاقتصادى والأمنى والاستراتيجى.. فكل الشُكر لجلالة الملك سلمان، شُكر تستحقه عن حق وبحق.