بالأمس وبعد ساعات من الاستلقاء على سطح المنزل والنظر إلى السماء؛ وبعد تخمينات وتحليلات وأمنيات ودعاء أن ينصفني زماني.. سطلني الهواء، فقررت النزول إلى "شقتي" مستغلا ذلك فلربما أنام؛ على درج السلم سمعت صوت عراك؛ جريت مسرعا أقفز كحيوان "الكنغر"؛ باب الشقة كان مفتوحا وكان الصوت عاليا؛ تفحصت المكان فكان الكل نيام؛ إلا الفنان الراحل فريد شوقي وكأنه استيقظ في هذا الوقت المتأخر من الليل وأيقظ عماد عبدالحليم ليعنفه في "صالة شقتي" هممت أن أقطع حديثهما وأغلق التلفاز؛ لكن حوار الملك أحيا ذكرى ما بداخلي وهو يقول لعماد عبدالحليم: "الدنيا يا بني مش حدوتة علشان الشاطر حسن يتجوز ست الحسن.. ده كلام روايات.. جواز يعني شقة ومهر وعفش.. يعني فلوس"، لا أعرف كيف قفزت داخل التلفاز لأرد: يا عم سيد لكني أحبها وسأذاكر وأتخرج وأعمل". ليرد هو: موت يا حمار. هنا جاء صوت الأستاذ حسن الصيفي مخرج الفيلم "stop" سيد مين يا بني؟ الكلام ده مش في الاسكريبت؛ خرجت من التلفاز وجلست على مقعد المشاهد أنتظر النهاية التي وضعها كاتب القصة الأستاذ مصطفى كامل حسن لفيلم "الأخوة الغرباء" والتي جاءت منافية للواقع فرقة الكاتب جعلته لا يكسر بخاطر الشاطر حسن ويقبل بزواجه من ست الحسن.. أما الواقع فقد كان حزينا لم تصمد أمامه قصة حب واحدة عشناها؛ إلا التي جاءت متأخرة كفاكهة طرحت بعد فوات أوانها؛ حتى أنني حينما سألت مجذوبا يقف أمام ضريح الإمام عن السر وراء ذلك قال: "صندوق النصيب يا بني نزل من السما كل واحد فيه له حاجة على مقاسه.. حبيبته.. شغله.. رزقه.. لكن البشر بجهل وتعجل جريوا يهبشوا من غير فهم ولا تروي وبطمع فكل واحد خد حاجة غيره ومن ساعتها والأمور كلها مخبطة.. علشان كده ربنا هيوزع بنفسه يوم القيامة".
في الحدوتة القادمة سأكمل لكم مشهدي مع عم سيد.. استنوني.
في الحدوتة القادمة سأكمل لكم مشهدي مع عم سيد.. استنوني.