هجوم الثعابين فى المحافظات، وما نتج عنه من حالات وفيات وإصابات للمواطنين، فضلا عن حالات الفزع والرعب التى أصابت الأطفال- النساء ورجال وشيوخ فى أنحاء بلادنا، وبعدد كبير من المحافظات.. أصبح حديث الناس فى كل مكان.
وقد تكشفت الكثير من الأحداث على أرض الواقع، وأكدتها التقارير الإخبارية فى العديد من وسائل الإعلام القومية والخاصة، وحتى القنوات الفضائية المصرية والعالمية، وقد انتشرت ظاهرة هجوم الثعابين فى العديد من المحافظات منها «البحيرة- المنوفية- الوادى الجديد- الدقهلية والبحر الأحمر..».
حيث شهدت الكثير من القرى والمراكز فى تلك الوحدات المحلية الكثير من حالات التسمم أدت إلى إعلان رسمى عن وفاة ٤ حالات وإصابة العشرات من المئات من المواطنين بالتسمم، منهم أكثر من ٧٠٠ حالة لدغ ثعابين وعقارب بمحافظة الوادى الجديد وحدها؛ حيث تم إنقاذ هؤلاء المواطنين من الموت طبقا لتصريحات رسمية لمديرية الصحة هناك، وقد شملت حالات الإصابات فى عدد من القرى بالمحافظات، منها «شبرا بخوم- قوسنا- ميت شنا- ميت غمر- واجا».
فضلا عن ٥ مراكز تعرض المواطنون فيها لمخاطر الثعابين، وهى «الخارجة- باريس- بلاط- الدخلة والفرافرة»، يضاف إلى ذلك حالات الرعب بين أهالى مدينتى رأس غارب فى شمال محافظة البحر الأحمر وحتى مدينة القصير فى الجنوب.
ولعل هذه الظاهرة الخطيرة هذا الصيف ٢٠١٨، كانت لافتة للنظر والانتباه، وتستوجب وقفة موضوعية من الحكومة المركزية والمحليات أيضًا، ولأن هناك إهمالا وتراخى وعدم مواجهة حقيقية لظاهرة هجوم الثعابين، وهو ما يجعلنا أن نطرح مجموعة من الملاحظات المهمة حول هذا الموضوع الخطير:
• هل كانت هناك خطط لمواجهة أزمة هجوم الثعابين أو التنبؤ بها؟
• هل كان هناك تنسيق بين الحكومة المركزية والمحليات المظلومة المقهورة التى تعانى نقص الإمكانيات لمواجهة هذه الأزمة؟
• هل كان هناك تنسيق حقيقى بين الحكومة المركزية ووزاراتها المختلفة المعنية بالأمر، وهى وزارات «الزراعة- الصحة- البيئة- والتنمية المحلية».
• هل كان هناك وجود أى مخطط للمستقبل؟
• غياب الإفصاح والشفافية عن حجم الحوادث والقتلى الحقيقى أو حتى عدد الإصابات فى شكل فى بيان كامل؟
غياب أى أعمال ميدانية، وللأسف تركت الأمور لبعض التصريحات والاجتهادات الفردية غير المدروسة، والتى لا تتناسب مع الحوادث الخطيرة منها «تصريحات السيدة نادية عبده محافظ البحيرة، والتى قالت فيها بالحرف: «الموضوع أخد حجم أكبر من حجمه».. تخيلوا.. قرى تواجه هجوم الثعابين وناس تموت وإصابات وفزع واستنفار لسيارات الإسعاف والحماية المدنية، ويكون هذا التصريح المستفز للمواطنين وأهاليهم.
أما التصريح الأكثر غرابة وفكاهى، ولعل شر البلية ما يضحك؛ حيث جاء تصريح سكرتير عام المنوفية «أنه سوف يستعين ببعض أصحاب الطرق الرفاعية لمواجهة واصطياد التعابين..» يا حلاوة.
ولعل الأغرب هو توزيع ٥ آلاف بيضة محقونة بالسموم لاصطياد الثعابين، لم تسفر عن اصطياد حتى ثعبان واحد، بل ترك الأمر لمواجهة المواطنين للموت والفزع.
ولعل من الطريف أيضا أن يخرج علينا المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، معلقا على موضوع الثعابين، ومتحدثا للفضائيات بقوله: «أنا بنصح الناس تلبس حذاء بوت بلاستيك مع أهمية الاهتمام بالنظافة العامة..!!»، والغريب أن وزارة الزراعة لم تهتم بالرد على انتشار الظاهرة أو بأى تحركات، ولم تقم أو تعلن عن أى برامج علمية أو مواجهات أو القيام بحملات ميدانية لمواجهة هذا الأمر الخطير.
ولعل الطناش الكبير قد جاء من وزارة البيئة التى لم نر لها أى دور واقعى فى هذه الأزمة.
وقد تساءل الناس: أين دور مراكز السموم التى لا توجد لها أى فاعلية فى المحافظات المنكوبة لمواجهة تلك الأزمات والمخاطر؟
والغريب فى الأمر، أنه توجد فى مصر شركات لتصدير وبيع الثعابين تصل إلى حوالى أكثر من ٥٠٠ شركة فى منطقة أبو رواش الشهيرة بتربية وتجارة الثعابين، وقد صدرت لها قرارات من قبل بعدم تصدير الثعابين المصرية، خصوصًا ثعبان «الكوبرا» إلا بعدد محدود جدًا.
عمومًا، إن ظاهرة الثعابين وما نتجت عنها من آثار سيئة، سواء بوفاة ٤ مواطنين وإصابة عشرات المئات، قد جاءت للأسف بعد ظاهرة انتشار الكلاب الضالة والمسعورة فى المحافظات، وكذلك انتشار الفئران وانتشار الغربان، وللأسف بعض من مظاهر انتشار الثعالب، وما أطلق عليه «السلعوة»، وهو ما ظهر فى محافظة السويس مؤخرًا بعد ظهوره فى محافظات الصعيد.
إن الأمر جد خطير، ويدعو إلى التحرك لإنقاذ حياة المواطنين بشكل علمى ومدروس قبل فوات الأوان.