الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

انفراد . ميليشيات "الإرهابية" تتلاعب في تفسير آيات القرآن

الآية الكريمة بسورة
الآية الكريمة بسورة غافر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت ميليشيات الفكر الإخواني بالتلاعب في "تفسير" القرآن الكريم بدرجة لا يمكن لأي شخص - مهما وصل به العلم أو الشطط - أن يسمح لنفسه بالوصول إليها والتلاعب بتفسير آيات الله، حيث قامت الجماعة باستخدام تفسيرات خاطئة لآيات من القرآن الكريم لاستقطاب معظم الفارين من جحيم الجماعة الإرهابية المحظورة بعدما افتضح أمرها.
وظهرت لنا ميليشيات الجماعة الإرهابية - هذه الأيام - بتفسير جديد من الممكن أن يبعث الأمل في نفوس أنصارها، حيث بدأت صفحات عديدة للإخوان في نشر الآية التي أوردها الله عز وجل في كتابه العزيز حين قال: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ موسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ"، حيث قالوا إن فرعون قد طلب من شعبه والمقربين منه تفويضا لقتل موسى، وحين حصل على هذا التفويض وذهب ليقتل موسى عليه السلام أهلكه الله ومات غرقا في عرض البحر، ونجّى الله موسى ومن معه، وهو الأمر ذاته بالنسبة للفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، حيث طلب تفويضا من الشعب لقتل الجماعة الإرهابية، وها هو يقتل فيهم بأمر من الشعب، وإن الله سيهلكه كما أهلك فرعون من قبل، كما تزعم ميليشيات الجماعة الإرهابية المجترئة على الله وكتابه.
هكذا زعمت صفحاتهم، وبدؤوا في بثّ تفسير مغلوط للآية، لأن المنطق يقول إن فرعون لم يكن في حاجة إلى تفويض من وزرائه لقتل موسى، فمن الواضح - من اللغة الظاهرة في الآية - أن فرعون قد اتخذ القرار ولم يكن ليردعه أي شخص عن تنفيذه، ولكن كانت لغته عبارة عن كشف لما ينوي فعله.
وقد كشفنا تلك الأكاذيب عن طريق البحث في العديد من التفاسير لأكبر المفسرين، لنؤكد أن هذا التفسير خاطئ ومشبوه ومغرض. 
* حيث أكد الحافظ ابن كثير في تفسيره، أن فرعون - لعنه اللّه - كان قد عزم على قتل موسى عليه الصلاة والسلام، أيّ قال لقومه دعوني حتى أقتل لكم هذا، ومعنى "وليدع ربه"، أي لا أبالي منه، وهذا في غاية الجحد والعناد.
* وعن تفسير القرطبي، أكد أن كلمة "أقتل" هي جزم، لأنه جواب الأمر، وكلمة "وليدع" جزم لأنه أمر، أما كلمة "ذروني" فهي ليست بمجزوم، وإن كانت أمرا، ولكن لفظها لفظ المجزوم وهو مبنّي، وقيل: "هذا يدل على أنه قيل لفرعون: إنا نخاف أن يدعو عليك فيجاب، فقال: وليدع ربه، أي لا يوهنكم ما يذكر من ربّه، فإنه لا حقيقة له وأنا ربكم الأعلى.
* وعن تفسير الجلالين، أكد أن قوله الله عز وجل: "وقال فرعون ذروني أقتل موسى"، جاء لأنهم كانوا يكفّونه عن قتله فعزم أمره.
هكذا وقفنا أمام أكبر مفسّري القرآن، والذين أكدوا - منذ قرون طويلة مضت - أن فرعون لم يكن في حاجة إلى تفويض من قبل الشعب أو حتى من قبل وزرائه لقتل موسى، ولكنه عزم على الأمر وأخبرهم لمجرد العلم بالشئ، وليس ما تقول ميليشيات جماعات الإخوان الإرهابية التي تحرّف كلام الله عن مواضعه لقاء مصالح وأغراض شخصية مشبوهة.