أعلن وزير خارجية إسبانيا جوزيف بوريل، اليوم الإثنين، بدء حكومته إجراءات المصادقة على قرض ميسر للأردن لتمويل مشروع قناة نقل مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت.
جاء ذلك عقب توقيع الوزير الإسباني ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، بعد لقائهما اليوم في العاصمة الإسبانية مدريد، مذكرة تفاهم لتأطير عملية التشاور السياسي ومؤسساتها بين البلدين، بحسب بيان للخارجية الأردنية.
وأجرى الصفدي وبوريل محادثات ركزت على تعزيز التعاون بين البلدين، إضافةً إلى المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واستعرض الوزيران الخطوات التي يتخذها البلدان لتعزيز التعاون الاستثماري والاقتصادي، حيث وضع الصفدي نظيره الإسباني في صورة الإجراءات التي تتخذها المملكة لتطوير بيئتها الاستثمارية.
وأكد الوزيران الحرص على تطوير العلاقات الدفاعية وزيادة التنسيق في جهود حل الأزمات الإقليمية، وفي مقدمها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد الصفدي أن حل الصراع وفق حل الدولتين،الذي يضمن حق الفلسطينيين في الحرية والدولة على خطوط الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية، يمثل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الشامل في المنطقة. وقال إن الصراع سببه الاحتلال وأن حله هو نهاية الاحتلال.
كما أكد الوزيران أهمية استمرار الجهود لهزيمة الإرهاب وظلاميته. وأشار الصفدي إلى أن هزيمة الإرهاب تتطلب بالإضافة إلى دحرها عسكرياً، حل الصراعات الإقليمية وإنهاء بيئات اليأس التي يعتاش عليها.
وفِي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسباني، أكد وزير الخارجية الأردني أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي لن تنعم المنطقة بالسلام الشامل من دون حلها بما يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفِي مقدمتها حقه في الحرية والدولة المستقلة على ترابه الوطني وفق قرارات الشرعية الدولية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. وقال إن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، محذرا من تبعات استمرار غياب آفاق انتهاء الاحتلال.
كما شدد الصفدي على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء الوضع اللإنساني الذي يعاني منه القطاع. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك بفاعلية لإيجاد أفق سياسي ينهي معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة عبر إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وثمن وزير الخارجية الأردني موقف إسبانيا الداعم لحل الدولتين والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وأكد أهمية الدور الأوروبي ومواقفه المبدئية في جهود حل الصراع وتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين.
وقال الصفدي في رد على سؤال إن "الأردن يدعو دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية في موقف يمثل الإجماع العربي، ويثمن مواقف أوروبا التي، وإن لم تعترف جميعها بالدولة الفلسطينية بعد، تؤيد قيام الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين، ورفضت قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
ولفت إلى أهمية إعلان الممثل الأعلى للسياسية الخارجية الأوروبية فيديريكا موجريني أَن أي من دول الاتحاد لن تنقل سفارتها إلى القدس.
كما أكد الصفدي أن لا حلاً عسكرياً للازمة في سوريا، ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في إطار تحرك تكون مصالح الشعب السوري وإنهاء معاناته ووقف الدمار والخراب في سوريا أولويته وهدفه. وقال إنه لا بد من إنهاء هذه المعاناة وما أنتجته من قتل ودمار عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويقبله السوريون.
وأضاف أن "الأردن مستمر في العمل مع المجتمع الدولي للتوصل لهذا الحل"، لافتا إلى أهمية التعاون والتنسيق الأردني، الروسي في هذا السياق، وفِي التوصل لاتفاقيات التسوية بين النظام السوري والمعارضة في الجنوب السوري.
وشدد وزير الخارجية الأردني على أن الأردن،الذي لم ولن يتخلى عن دوره الإنساني إزاء الأشقاء السوريين، يشجع العودة الطوعية لمليون وثلاثمائة ألف مواطن سوري في الأردن، ويعمل مع شركائه في المجتمع الدولي لإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا، وبالتالي تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين.
وأكد الصفدي أن الإرهاب وعصاباته آفة خارج إنسانيتنا المشتركة، لا تنتمي إلى حضارة أو دين، ولا علاقة لها بالدين الإسلامي الحنيف وقيم السلام واحترام الآخر.
وثمن وزير خارجية إسبانيا المواقف الأردنية ودور المملكة بقيادة الملك عبدالله الثاني في تعزيز الأمن والاستقرار.
وأشاد بالموقف الأردني إزاء اللاجئين، الذي يعتبر مثالا يحتذى. وأكد دعم بلاده للأردن، وشدد على أن إسبانيا ماضية في العمل على تعزيز الشراكة مع المملكة.
كما أكد الوزير الإسباني التقاء بلاده مع الموقف الأردني حول حتمية التوصل لحل الدولتين سبيلاً لحل الصراع، ومشاركتها القلق الأردني من تبعات الانسداد السياسي في الجهود السلمية.