قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي (بطريرك الموارنة في لبنان) "إن تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية، مرجعه تمسك كل فريق سياسي بمصالحه وحصته ومكاسبه وحساباته على حساب الصالح العام للدولة اللبنانية وشعبها" .. مؤكدا عدم قبوله بمثل هذه الممارسات السياسية التي أدت إلى تراجع لبنان اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا وثقافيا.
وأضاف البطريرك الراعي - في كلمة اليوم /الأحد/ خلال قداس احتفالي - أن الحياة الوطنية ومسيرة الدولة لا تستقيم إذا لم يتصف أصحاب السلطة بفضيلتي التجرد والتواضع .. معتبرا أن تشكيل الحكومة يقتضي من الجميع أن يتحلوا بهاتين الفضيلتين واتخاذ قرارات شجاعة "تنتصر للوطن على حساب الذات.
وأعرب الراعي عن استنكاره لما أسماه "الإفراط في استعمال السلطة السياسية كوسيلة لمكاسب ومغانم، وإهمال الاقتصاد الذي هو عصب البلاد في كل قطاعاته، وإفقار الشعب وإيقاع الدولة في عجز مالي خطير، وفتح باب الهجرة على مصراعيه بوجه الشباب المثقف".
وأشار إلى أن الشعب اللبناني فقد الثقة بالسلطة السياسية اليوم أكثر من الأمس، وأن أقل من 50 % بالمئة من المواطنين شاركوا في الانتخابات النيابية، وأكثر منهم لم يمارسوا هذا الحق لعدم الثقة، واليوم إذ يرون هذا التراجع في الحياة السياسية بعد الانتخابات ازدادوا عدم ثقة.
وتابع " نعلن عدم القبول بهذه الحالة، وبهذا النوع من الممارسة السياسية، وعدم القبول بتراجع لبنان الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والثقافي، وعدم القبول باستباحة المبادئ والمعايير الدستورية والقوانين، وبممارسة الظلم من خلال عدم تطبيق العدالة وبخاصة قرارات مجلس شورى الدولة من الوزارات المعنية، كما نشهد في عدد من القضايا".
يذكر أن لبنان يشهد صراعات بين القوى والتيارات والأحزاب الفاعلة على الساحة السياسية، منذ نحو شهرين في أعقاب الانتخابات النيابية الأخيرة، وذلك بسبب التنازع على أحجام الحصص الوزارية وتوزيع الحقائب ونوعيتها بالحكومة التي يقوم على تشكيلها حاليا رئيس الوزراء سعد الحريري.
وتعد أزمة التمثيل المسيحي بالحكومة بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وكذلك أزمة التمثيل الدرزي بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، أصعب العقبات التي تواجه سعد الحريري، حيث يتمسك كل طرف بمطالبة، سواء من حيث عدد الحقائب ونوعيتها، فضلا عن الحروب الإعلامية التي تشنها جميع الأطراف ضد بعضها البعض.