أعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني أن أعداد اللاجئين
السوريين الذين غادروا طواعية الأراضي اللبنانية أمس السبت عائدين إلى ديارهم في
سوريا بلغ 722 نازحا سوريا ممن كانوا يقطنون منطقة البقاع الأوسط وبلدة شبعا
ومحيطها.
وذكر الأمن العام اللبناني ـ في بيان مساء اليوم ـ أنه قام بالتنسيق
مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين وبحضور مندوبيها، وتأمين العودة
الطوعية لهذه الدفعة من النازحين السوريين إلى الأراضي السورية من خلال معبر (المصنع)
الحدودي.
ويتولى الأمن العام اللبناني منذ أكثر من شهر تقريبا عملية تأمين
العودة الطوعية لدفعات من النازحين السوريين الذين يبدون رغبة بالعودة إلى بلداتهم
ومدنهم في سوريا، بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين، ويقوم بتسجيل الأسماء والأعداد،
والتنسيق مع السلطات الأمنية السورية في شأن ترتيبات عودتهم على دفعات ومراحل
متتالية.
وقال اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني، في تصريحات
سابقة، إن أعداد اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم في تزايد، مشيرا
إلى أن أحوال السوريين الذين عادوا بالفعل إلى سوريا تشجع الباقين على العودة،
خاصة وأن "الآلية التي نتبعها مع المسئولين السوريين تؤمن حماية هؤلاء حتى
بعد عودتهم".
وتعد أزمة النزوح السوري داخل لبنان من أكثر الأزمات الضاغطة على الدولة اللبنانية، حيث يؤكد المسئولون اللبنانيون أن الاقتصاد والبنية التحتية والأوضاع الأمنية والاجتماعية في البلاد تأثرت تأثرا كبيرا جراء هذه الأزمة، وأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل تبعات تواجد نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري يمثلون أكثر من ربع عدد سكان البلاد، علاوة على أن هناك ما يشبه الإجماع لدى التيارات والقوى والأحزاب السياسية اللبنانية - على الرغم من التباينات والخلافات الشديدة بين بعضها البعض - بضرورة بدء عودة اللاجئين على نحو عاجل إلى "المناطق الآمنة داخل سوريا" وبما يحفظ لهم كرامتهم وأمنهم، خاصة وأن معظم الأراضي السورية أصبحت تحت سيطرة الدولة التي استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة ضد التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة.