عانى كثيرًا فى حياته، وتحدى صعوبات الواقع، يضع أسرته أمام بصره دائمًا، ويسعى جاهدًا لسد احتياجاتهم، تنقل بين وظيفة وأخرى حتى استقر كسائق «توك توك» فى قرية أطفيح بالجيزة، كل ما يعانيه هو شراء مستلزمات أبنائه الدراسية، وتوفير كافة ما يريدونه.
وظل «عم أمير» يبحث عدة أشهر عن مكان لشراء قاموس لغوى بالتقسيط، ليساعد أبنائه على المذاكرة بدلا من الدروس الخصوصية؛ حتى اشترى ذلك القاموس، وبدأ فى السداد، ولكن فى الشهر الخامس من الدفع، وقعت إصابته التى كادت أن تنهى حياته، عقب اصطدامه بسيارة ألقته من «التوك توك» على الرصيف.
وأجرى عدة عمليات جراحية، ولكن إرادة الله أفقدته 5 فقرات فى العمود الفقري، جعلته جليسا على مقعد متحرك طول حياته.
لم يتمكن من الدفع عقب وقوع تلك الحادثة، وحُكم عليه بالحبس 17 يومًا؛ لعدم تمكنه من سداد قيمة القسط، قضى مدة الحجز وخرج بعدها عقب سداده من قبل المؤسسات الخيرية، باكيًا لا يدرى ماذا هو بفاعل، ويحلم بمشروع صغير يساعده فى سد احتياجات أسرته، تلك القصة هى نموذج بسيط من نماذج عدة فى قاموس المديونين، وبطلها أمير عبدالحميد، البالغ من العمر 56 عامًا.
«ويقول «عم أمير»: «عندى 56 سنة و6 أبناء، بينهم بنتان، وبحلم يكونوا مهندسين ودكاترة»، ويضيف أنه يخشى دائما من فكرة القسط، ولكن الحاجة جعلته يلجأ إليها من أجل تعليم أبنائه، وتحديدا للدروس الخصوصية، ويشير إلى أنه اشترى قاموسا لغويا يقدر قيمته بأكثر من ألفى جنيه، ولكن عقب إصابته بكسر فى 5 فقرات بالعمود الفقري، وجلوسه على مقعد متحرك، جعلته عاجزا عن استكمال دفع القسط، ويختتم قائلا: «نفسى فى أى مشروع يساعدنى فى حياتى زى محل بقالة».