انطلقت ظهر اليوم، عمليات نقل مئات النازحين السوريين المتواجدين داخل الأراضي اللبنانية، في طريق العودة إلى سوريا، بناء على طلبهم، وبعد موافقة السلطات السورية على عودتهم بالتنسيق مع الأمن العام اللبناني.
وتجمع النازحون منذ الصباح الباكر، والبالغ عددهم قرابة ألف نازح والذين كانوا يقطنون منطقتي البقاع الغربي والأوسط وبلدة شبعا ومحيطها، وبحوزتهم متعلقاتهم وأغراضهم الشخصية، انتظارا للحافلات التي تقلهم بطريق العودة إلى سوريا من خلال معبر (المصنع) الحدودي.
وعقب وصول الحافلات قامت أجهزة الأمن اللبنانية بمراجعة أسماء النازحين العائدين في كل حافلة، وتوفير المرافقة الأمنية اللازمة لحماية النازحين بطريق العودة للأراضي السورية.
وكان 668 نازحا سوريا يقطنون مخيمات في مدينة عرسال اللبنانية، قد عادوا يوم الإثنين الماضي، إلى سوريا من خلال معبر الزمراني الحدودي، حيث تم تأمين عملية عودتهم بمعرفة الجيش وأجهزة الأمن اللبنانية وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين وبحضور مندوبين عن عدد من المنظمات الإنسانية اللبنانية.
ويتولى الأمن العام اللبناني منذ أكثر من شهر تقريبا عملية تأمين العودة الطوعية لدفعات من النازحين السوريين الذين يبدون رغبة مسبقة بالعودة إلى بلداتهم ومدنهم في سوريا، بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين، ويقوم بتسجيل الأسماء والأعداد، والتنسيق مع السلطات الأمنية السورية في شأن ترتيبات عودتهم على دفعات ومراحل متتالية.
وقال اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني في تصريحات سابقة له قبل عدة أيام إن أعداد اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم "في تزايد".. مشيرا إلى أن أحوال السوريين الذين عادوا بالفعل إلى سوريا، تشجع الباقين على العودة، خاصة وأن "الآلية التي نتبعها مع المسئولين السوريين تؤمن حماية هؤلاء حتى بعد عودتهم".
وتعد أزمة النزوح السوري داخل لبنان من أكثر الأزمات الضاغطة على الدولة اللبنانية، حيث يؤكد المسئولون اللبنانيون أن الاقتصاد والبنية التحتية والأوضاع الأمنية والاجتماعية في البلاد تأثرت تأثرا كبيرا جراء هذه الأزمة، وأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل تبعات تواجد نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري يمثلون أكثر من ربع عدد سكان البلاد، علاوة على أن هناك ما يشبه الإجماع لدى التيارات والقوى والأحزاب السياسية اللبنانية - على الرغم من التباينات والخلافات الشديدة بين بعضها البعض - بضرورة بدء عودة اللاجئين على نحو عاجل إلى "المناطق الآمنة داخل سوريا" وبما يحفظ لهم كرامتهم وأمنهم، خاصة وأن معظم الأراضي السورية أصبحت تحت سيطرة الدولة التي استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة ضد التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة.