تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
رحب الرئيس اللبناني ميشال عون بالمبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، معتبرا أن هذا الموقف يتجاوب مع الدعوات اللبنانية لتأمين عودة آمنة للنازحين، الأمر الذي يحد من تداعيات النزوح السوري على الوضع في لبنان.
جاء ذلك خلال استقبال "عون" للموفد الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرينتييف، الذي يزور لبنان على رأس وفد دبلوماسي عسكري لمناقشة مقترحات حل أزمة النزوح السوري، وذلك بحضور رئيس الوزراء سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الدفاع يعقوب الصراف، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، ومدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وأثنى الرئيس اللبناني على الدعم الذي يقدمه نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى لبنان، مشيدا بدور روسيا في محاربة الإرهاب ومنع تمدده، لافتا إلى أن لبنان استطاع أن يقضي على المجموعات الإرهابية التي كانت قد احتلت جزءا من الأراضي اللبنانية على الحدود الشرقية مع سوريا، كما تواصل القوى الأمنية القضاء على الخلايا النائمة التي تمكنت من اكتشافها.
وأكد عون استعداد بلاده تقديم المساعدة اللازمة لتنفيذ المقترحات الروسية بإعادة النازحين، سواء عبر اللجان التي سيتم تشكيلها لهذه الغاية، أو عبر الآلية التي ستعتمد، داعيا المجتمع الدولي إلى المساعدة في تحقيق هذه العودة، لا سيما وأن الأزمة السورية أصبحت على أبواب الحل السياسي، الأمر الذي سيوفر الأجواء المؤاتية لتحقيق العودة.
من جانبه، قال رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف، في تصريحات للصحفيين، إن اللقاء مع الجانب اللبناني تناول مسائل أساسية متعلقة بالوضع في المنطقة وخاصة في سوريا وتأثيرها على دول أخرى ومنها لبنان.
وأكد المبعوث الروسي أن المباحثات كانت "بناءة ومثمرة ووضعنا الرئيس والسلطات اللبنانية في اجواء المبادرة التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين في ما يتعلق بعودة النازحين".
وأضاف أن لبنان والأردن يستقبلان كل منهما نحو مليون نازح، وتركيا نحو 5ر3 مليون نازح، ولكن العدد الإجمالي لكل النازحين السوريين في مختلف أنحاء العالم يبلغ نحو 5ر6 مليون نازح وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الوضع في سوريا يميل إلى الهدوء، والحرب على الإرهاب وعلى تنظيم "داعش" وصلت إلى نهايتها، مؤكدا أن هناك حاجة لبعض الوقت للتعامل مع ما تبقى من الإرهابيين وتحرير بقية الأراضي السورية منهم "ونأمل أن يتم ذلك، ليس فقط على الأراضي السورية بل على أراضي الدول التي يتواجدون فيها".
ولفت إلى أهمية الإبقاء على التعاون الوثيق في التعامل مع التهديد الخطير للإرهاب، واتخاذ كل التدابير اللازمة لوضع حد له، مشيرا إلى أن ملف النازحين يتعين معه تهيئة الأجواء الملائمة لهم للعودة.
وقال إن الحكومة السورية أكدت استعدادها استقبال كل من يرغب من السوريين في العودة الى أرضه وتوفير كل الشروط اللازمة لهم للعودة إلى وضعهم الطبيعي، مضيفا: "نعلم انه ليس باستطاعة الحكومة السورية تأمين الأموال اللازمة بسبب الوضع الراهن، ونعتمد على المجتمع الدولي للمساعدة في هذا المجال، فهذا الأمر له طابع إنساني وليس سياسيا، ومن دون المساعدة الدولية سيكون من الصعب جدا خلق الأجواء الملائمة للسوريين الراغبين في العودة، كونهم لا يعلمون كيفية العيش بعد وصولهم الى سوريا".
وذكر أنه أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري بوجود "إشارات إيجابية جدا من السلطات السورية" خاصة وأن هناك نازحين يعودون بشكل يومي بدفعات صغيرة.
وأضاف: "يعلم العائدون أنه ليس هناك أي تهديد من قبل الحكومة والقوى الشرعية السورية التي تسيطر على المناطق التي تشهد عودة النازحين، إنها بادرة جيدة للنازحين الذين لا يزالون على الأراضي اللبنانية والأردنية والتركية، تدفعهم إلى التفكير بأنه حان الوقت للعودة إلى أرضهم لأنهم هم فقط قادرون على إعادة بناء وطنهم وإعماره".
وأكد أن "كل الأراضي السورية التي تسيطر عليها الحكومة" ستشهد عودة للنازحين، مشيرا إلى أن النتائج تظهر من خلال مباشرة عدد من النازحين بالعودة.