لو جاءتك الفرصة ومع الأصدقاء على مقهى بلدى وواحد شاى سكر بوسطة، يدور الحوار وفقا لمعاناة كل واحد، الأسعار العامل المشترك وكل واحد منا بيحاول يلقى الضوء على معاناته بطريقته، مهندس استشارى، مقاول، مذيع، اثنان من الصحفيين، استاذ جامعى، مدير عام بإحدى الوزارات، بشأن الغلاء، رفع التجار للأسعار بدون مبرر اعتمادا على إشاعات تنطلق من الإعلام بشكل ما عندما يتعرض فى حوار أو ندوة أو توقعات على لسان ضيوف أو يروجون كتوقع مرتبط بحركة التنمية الشاملة والعميقة والمتنوعة وهو ما يتطلب إمكانيات مالية والبحث عن التمويل، الذى يصطدم بحزمة قرارات فى النهاية تمس المواطن وحياته، وبالتالى التوقع الأقرب للحقيقة هو خفض الدعم وهو مصطلح أو كلمة السر للتجار لرفع الأسعار.. وبنسبة لا تنسجم مع أرقام الزيادة الحكومية على السلعة، الإعلام دون قصد عادة ما تجىء منه الشرارة الأولى بزيادة الأسعار والتعمق فى حوارات حول الأمور الاقتصادية، أمر فى غاية الخطورة لو لم يكن أطرافه على دراية بمحددات الكلام، المجتمع المصرى مختلف عن غيره فى الدول المتقدمة، فى مصر تأثير واضح وحاد لكل ما يناقش بالإعلام، والناس تتحدث بلغة «شفت التليفزيون، قال إيه.إيه يا عم. قالك الدولار هيغلى»، ويحلف إن الحكومة قالت، وتتوسع الصرخة وتصل للتاجر، والذى يقرر رفع الأسعار استجابة للحكومة.الناس لحد الآن فاهمة إن كل من يتكلم فى الفضائيات أو تليفزيون البلد هو حكومة وكلامه حقائق، وكم مرة تحركت فيها الأسعار دون سند أو دون انعكاس لسلوك حكومى.
الشائعات فى مصر متنوعة، وأصبحت تطال الجميع، ومع الأسف معظمنا يبنى خطوط حياته على هذا النوع من المعلومات المغلوطة.وليس لها علاج لأن السلاح المهم لمحاربتها هو الوعى ونشر الثقافة وحرية تداول المعلومات وشفافية القرار والسلوك من جانب الحكومة.وهى أمور لن تتحقق بالنسبة التى توفر الحماية من هذا النوع لتفتيت المجتمع.
والملاحظ أن رب الأسرة يستسلم أمام ما يحمله إليه أولاده من شائعات أو أكاذيب منتشرة بالشارع، فى ظل غياب الحقائق والمعلومات.وما يصب فى صالح نجاح الشائعات.. أدوات التواصل الاجتماعى النسبة الأكبر منها يعتمد على الشائعات والأكاذيب والتلفيق، وتحت هذه العناوين يحدث ضرب الدولة وتشويهها والوزراء والتشكيك فى أى إنجازات أو تنمية، وأعتقد أن الرئيس السيسى يتلقى أكبر كميه من الشائعات لتأكد أصحابها من أن صمود الرجل يربك حسابات أعداء البلد وصموده يصب لصالح تعافى مصر وانطلاقها، وأعتقد أن حالة الهيجان ضد الرئيس السيسى تحديدا من جانب قنوات الإخوان الفضائية والإخوانجية من الشخصيات المنتمين للجماعة له ما يبرره.. بل تأكدت أن كل خطوة يخطوها السيسى نحو تكوين أو إضافة لعناصر تقوية البلد تصيبهم بالتوتر، بل بفقدان التوازن وتصب فى قتل وحرق هدفهم فى خطف مصر.
الشائعات التى يطلقها أعداء البلد ويتلقفها مصريون بحسن نية ويشيرونها على الفيس أو تويتر وغيرهما على أنها حقيقة أمر يلحق الضرر بالمجتمع خاصة ويضعف من عزيمة العاملين فى فروع التنمية.خاصة أن الأمر لا يتوقف هنا عن شائعة والترويج لها تم موتها، لأن هناك كتائب إلكترونية لديها من المهارة ما يجذب الملايين للمتابعة.
الحكومة عندنا ليست «تاجر شاطر» فى الدفاع عن نفسها ضد الأكاذيب، والوزراء أيضا عندنا كل واحد منهم مهموم بخطط وزارته أو النجاة مما حوله من مصائد التشويه بصرف النظر عن أصحابها.ولن يكون هناك حل للحملات المدبرة والمخطط لها سلفا من الإخوان وأصدقاء لهم أو المنتفعين منهم لإلحاق الضرر وتشويه عملية التنمية والتشكيك فى المواقف والتصرفات والأشخاص، كلها أمور قد تصل بنا إلى فقدان الثقة فى الحياة.
الإخوان لن يستسلموا، والدول الغربية لن تتراجع عن إعلان غضبها وقلقها من تنامى قوة مصر، والحكومة لن تتعلم كيف تحمى عملها ورجالها، وسنظل نعانى ونشجب ونتألم ونعمل وننجح وسيظل الإعلام يطلق لنا كل فترة شرارة لتحريك الأسعار، وسنغضب ونصرخ ونعود لاستكمال الأعمال.. وأعتقد أن د. مدبولى عليه تقع المسئولية فى استحداث وزارة لحقيبة الكتائب الإلكترونية، مهمتها التعامل مع ملف الشائعات والبحث عمَّا يحمى حكومته منها.