يعيش سكان منطقة الأمل بمدينة "الغردقة" تحت شلالات مياه الصرف الصحى، وهو الأمر الذي أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة، بالإضافة إلى أكوام القمامة التى تملأ الشوارع، وذك في ظل تجاهل المسئولين لمشاكل الأهالي.
رصدت عدسة "البوابة نيوز" عدة مشاهد تكشف حجم المعاناة التي يعيشها الأهالي، والذين أكدوا أن وجود المسئولين كالعدم، ولا يهتمون على الإطلاق بالمناطق العشوائية، وليس لديهم خريطة تطويرية لهذه الأماكن التي لايتوفر بها أقل قدر من الآدمية.
يقول عم حسن الشاذلى "تاجر خضار" من سكان المنطقة والبالغ من العمر 53 عاما، إنه يتاجر فى الخضراوات والفاكهة منذ زمن فى محل صغير أمام منزله الذى لا تنقطع منه مياه الصرف منذ عدة شهور، مشيرًا إلى أنه ناشد المسئولين عدة مرات دون جدوى، لافتًا إلى أنه حال استجابة المسئولين وشفط مياه الصرف تعود المياه مرة أخرى بسبب ضيق شبكة الصرف بالمنطقة.
وأوضح أن سبب مشكلة مياه الصرف في المنطقة، يرجع إلى أن هذه المنطقة منذ بدء العمل بها ورسم شبكات الصرف بها، كان عدد السكان لا يتجاوذ المئات والآن وصل عدد السكان إلى عشرات الآلاف مما تسبب فى اختناق فى الشبكة وعدم استيعاب زيادة تعداد سكان المنطقة، إضافة إلى ضيق قطر المواسير، مشيرًا إلى أن المسئول لا يقوم بحل المشكلة من الجذور، رحمة لأبنائنا الذين وصلت نسبة الإصابة بالفشل الكلوي بينهم إلى 60% بسبب اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب.
واضاف عم حسن أنه يقوم بعرض الخضراوات والفاكهة امام المحل ويقوم بغسلها كل ساعة تقريبا إلا أنه لا يستبعد إصابة الخضراوات بمياه الصرف الصحى، خاصة أن السيارات تقوم بإزاحة مياه الصرف على الخضروات مما يجعلها عرضة للإصابة بالميكروبات والفيروسات التى قد تضر بصحة السكان.
وأضاف الشيخ إبراهيم إمام مسجد، أن المسجد خلا تماما من المصلين بسبب خوف رواد المسجد من تدنيس بيت الله بمياه الصرف الصحى، مشيرا إلى أن مياه الصرف تصل إلى داخل المسجد يوميا، إضافة إلى إصابة أطفال المنطقة بالأمراض، معتبرًا اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب من الكبائر لأن الله ائتمن هؤلاء المسئولين على أرواح الأهالى وهم خانوا تلك الأمانة وخيانة الأمانة من الكبائر.
وتدخل فى الحديث الحاج أحمد بحر صاحب محل الموبيليات الموجود بذات المنطقة قائلا "حسبى الله ونعم الوكيل" مشيرا إلى أنه يخسر كل يوم مئات الجنيهات بسبب مياه الصرف حيث إن المياه تتسرب إلى الأخشاب وتتلفها مما يسبب خسائر يومية مئات الجنيهات، وعلى الرغم من مناشدة العديد من المسئولين، إلا أن أحدًا لم يستجب.
وقال عصام عبدالحكم المتحدث الإعلامى لحزب "المصرى الديمقراطى" بالبحر الأحمر إن المنطقة تعانى من الإهمال الشديد وقد تقدمنا إلى المسئولين عدة مرات بعدد من الشكاوى والاستغاثات ولكن السادة المسئولين لا ينظرون إلى المناطق العشوائية، مشيرا إلى أن المنطقة تعانى أيضا من قلة مياه الشرب، إضافة إلى الإهمال الشديد والاستهتار بحياة البشر، موضحًا أن كابلات الكهرباء بدون غطاء، وهو ما يعرض الأهالي للصعق الكهربائى.
أثناء معايشتنا للمعاناة، فوجئنا بسيارة تاكسي تسقط إحدى عجلاتها في غرفة الصرف الصحى، وأسرع شباب المنطقة لانتشال من بداخل السيارة، ما دفعنا إلى الاتصال برئيس الحى جنوب، الذي لبى النداء والتقى بالأهالى وقام باستدعاء رئيس شبكة مياه الصرف الصحى بالغردقة وقد وعد الأهالى بإيجاد حل جذرى فى أسرع وقت ممكن.
