أفادت حصيلة جديدة لوزارة الداخلية الأفغانية، بارتفاع حصيلة الهجوم الانتحاري، الذي وقع في مطار كابول الدولي، واستهدف نائب الرئيس العائد من المنفى، الجنرال عبدالرشيد دوستم، إلى 23 قتيلا و107 جرحى.
ونقلت "فرانس برس" عن الناطق باسم الوزارة نجيب دانيش، قوله الإثنين، إن "هذه الحصيلة الجديدة يمكن أن ترتفع".
ووقع تفجير انتحاري ضخم الأحد الموافق 22 يوليو عند مدخل مطار العاصمة الأفغانية كابول، عقب وصول الجنرال عبدالرشيد دوستم نائب الرئيس الأفغاني إلى البلاد، بعد قضائه عاما في المنفى، على إثر اتهامه بقتل منافس له.
ونقلت "رويترز" عن المتحدث باسم شرطة كابول حشمت ستانيكزاي:"إن التفجير وقع بالقرب من بوابة المطار، حيث كان يحتشد مؤيدو دوستم بانتظار خروجه".
وأفادت الداخلية الأفغانية على صفحتها في "تويتر"، بسقوط 16 قتيلا وما لا يقل عن 60 جريحا في التفجير، في حصيلة أولية .
ونقلت قناة "طلوع" الأفغانية، عن دوستم قوله، إنه سمع دوي الانفجار مباشرة عقب مغادرته المطار.
وذكرت القناة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن العملية نفذها انتحاري، وأن "أكثر القتلى كانوا من رجال الأمن".
وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، عبر "التليجرام"، مسئوليته عن التفجير، الذي استهدف نائب الرئيس الأفغاني عبدالرشيد دوستم، في مطار كابول الدولي.
ولقي دوستم، الذي يرتبط اسمه بانتهاكات لحقوق الإنسان في أفغانستان، استقبالا حافلا أثناء نزوله من طائرة مستأجرة، آتيا من تركيا، حيث كان يعيش هناك منذ مايو 2017.
وتجمع عشرات من كبار المسئولين في الحكومة الأفغانية والزعماء السياسيين وأنصاره في المطار لاستقبال دوستم، المتحدر من اثنية أوزبكية.
وجاءت عودة دوستم وسط احتجاجات عنيفة في الكثير من الولايات في مناطق شمال أفغانستان، التي تعتبر قاعدته التقليدية.
وفي الأسابيع الأخيرة خرج آلاف من أنصار دوستم إلى الشوارع في شمال أفغانستان وحطموا مكاتب انتخابية وحكومية وأغلقوا أجزاء من الطرق السريعة، مطالبين بالإفراج عن زعيم ميليشيا موالية للحكومة، وبعودة نائب الرئيس من المنفى، وتوعد المحتجون بمواصلة التظاهر حتى يطلب منهم دوستم التوقف.
ونقلت "رويترز" عن زعيم المحتجين في ولاية فارياب في شمال أفغانستان احسان الله كوانش :"نحن لا نثق بالحكومة. وسنواصل احتجاجاتنا حتى يأمرنا الجنرال دوستم بالتوقف".
وكرر كوانش الدعوات للإفراج عن نظام الدين قيصاري زعيم ميليشيا من آلاف العناصر وهو مقرب من دوستم، واعتقل في بداية يوليو الماضي، إثر اتهامه بتوجيه تهديدات بالقتل تجاه السلطات المحلية.
وقال محتج آخر يدعى مسعود خان :"نحن في الشارع منذ 20 يوما والحكومة تحاول إسكات صوتنا، لكننا سنواصل حتى يأتي دوستم ويطلب منا التوقف عن الاحتجاج".
وذكر مراقبون أن الرئيس الأفغاني أشرف غني أعطى الضوء الأخضر لعودة دوستم، لإحلال الاستقرار في شمال أفغانستان، وضمان الحصول على دعم أبناء الإثنية الأوزبكية له قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، والتي يتوقع أن يشارك فيها.
ودوستم عرف لعقود بأنه زعيم حرب لا يتورع عن اقتراف أبشع الممارسات، ومن ذلك اتهامه بقتل ألفين من معتقلي "طالبان"، بعد حبسهم في حاويات في 2001 ، ما أسفر عن مصرعهم اختناقا.
وغادر دوستم أفغانستان في مايو 2017 بعد اتهامه بارتكاب جريمة تعذيب ضد منافس سياسي له، إلا أنه نفى التهم، وقال إنه غادر البلاد لإجراء فحوص طبية ولأسباب عائلية.
وفي 2009، وصف الرئيس الأفغاني الحالي أشرف غني الزعيم الأوزبكي دوستم بأنه "قاتل معروف"، إلا أنه اختاره نائبا له بانتخابات الرئاسة في 2014 لضمان تمثيل كافة القوميات في البلاد.
وأدين سبعة من حراس دوستم الشخصيين بالاعتداء الجسدي والسجن غير القانوني لمنافسه السياسي أحمد ايشجي، وهو حاكم إقليمي سابق في شمال أفغانستان .
وصرح الناطق باسم الرئاسة الأفغانية هارون شاخانسوري الأحد الموافق 22 يوليو، بأن دوستم سيستأنف واجباته عند عودته، ورفض شاخانسوري الرد على أسئلة في شأن ما إذا كان دوستم سيواجه تهما في شأن هذا الحادث، وقال :"القضاء هو جهاز مستقل، والحكومة لا تتدخل في قراراته".
ويشكل الأوزبك في أفغانستان المرتبة الثالثة في عرقيات المجتمع بنسبة 10% ويتركزون في الولايات الشمالية التي كان يسيطر عليها الجنرال عبدالرشيد دوستم، الذي تزعم ميليشيات تحالفت مع نظام نجيب الله السابق في أفغانستان وانشقت عليه بعد ذلك ما عجل بسقوط كابول في 1992 في أيدي "المجاهدين"، الذي حاربوا السوفييت، وسرعان ما اندلعت الحرب بينهم في إطار الصراع على السلطة.
وتزعم عرقية الأوزبك أنها عانت طويلا من حكم الأغلبية البشتونية.