مخرج مصري شهير، أثرى السينما المصرية بالكثير من الأفلام البارزة واستطاع أن يحفر اسمه وسط قامات من صناع السينما العربية وأخرج أفلام للأسرة من بينها "أم العروس، الحفيد، جعلونى مجرما"، والذى نجح في رفع السابقة الأولى من الصحيفة الجنائية في مصر و"إحنا التلامذة" الذي أعطى صورة صادقة ومؤثرة عن انحراف الشباب، إنه المخرج الكبير عاطف سالم الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، حيث ولد فى 23 يوليو 1921.
ولد سالم فى مدينة الأبيض بالسودان من أب وأم مصريين وبدأ حياته الفنية ممثلا في فيلم "ماجدة "، ثم عمل مساعد مخرج للعديد من المخرجين ثم مخرجا.
وكان أول فيلم يخرجه هو فيلم " الحرمان " ويعتمد على قصة سيكولوجية وكان كل العاملين في الفيلم أبطالًا، وأفلام "جعلونى مجرما" و"إحنا التلامذة" وفيلما "أم العروسة" و"الحفيد" اللذان نقلا لنا فكر وطموح وعادات وتقاليد الأسرة المصرية المتوسطة وعاداتها وتقاليدها ومعاناتها.
ويعد "حافية على جسر الذهب" من أهم الأفلام فى السينما وتدور أحداث الفيلم حول فتاة تقع في غرام مخرج شاب، ولكن يحاول "عزيز" طيلة الوقت التفريق بينهما لحبه الشديد لها، ويلجأ لمحاولة قتل الشاب، الأمر الذي يجعل حبيبته ترضخ في النهاية إليه، والفيلم بطولة عادل أدهم، ميرفت أمين، حسين فهمي، أحمد رشوان، نجوى فؤاد، ومن تأليف عبد الحي أديب، وإبراهيم الورداني.
وفيلم "الضائعة" الذى يعد من أبرز المحطات في حياة الفنانة نادية الجندي، وتعاونت من خلاله مع "سالم" الذي قدمها بشكل جديد من خلال أحداث الفيلم، بعيدا عن نمط المرأة التي يتودد إليها الرجال، فقد جسدت شخصية امرأة يطلقها زوجها بعد أن استولى على أموالها وأبنائها وزواجه من امرأة أخرى، فتسلك طريق الإدمان، وينتهي الفيلم بقتلها لطليقها وزوجته، الفيلم بطولة سعيد صالح، تحية كاريوكا، سعاد نصر، ومن تأليف حسن شاه، وبشير الديك.
كما يعد "النمر الأسود" علامة بارزة في مشوار المخرج عاطف سالم، والتصق لقب "النمر الأسود" بالفنان أحمد زكي بطل الفيلم، وشاركه البطولة وفاء سالم، أحمد مظهر، يوسف فوزي، نبيلة حسن، ومن تأليف أحمد أبو الفتح، وبشير الديك.
أما "معجزة السماء" فمن خلال أحداث الفيلم للفنان محمد فوزي، غنى الفنان الراحل واحدة من أشهر أغاني الأطفال والتي نتغنى بها حتى الآن وهي "ذهب الليل"، كما غنى أغنية بدون موسيقى وهي "كلمني طمني"، وحتى الآن يجد الفيلم قبولا واسعا وقت عرضه، وهو بطولة مديحة يسري، علوية جميل، سعيد أبو بكر، عبد السلام النابلسي، وداد حمدي، ومن تأليف محمد فوزي، وعلي الزرقاني.
ومن السمات البارزة فى مشواره فيلم "أين عقلي " ويدور حول رجل يحاول إيهام زوجته أنها مجنونة، وبعدها تكتشف زوجته أنه يعاني من اضطراب نفسي، بسبب الصراع الذي يدور في عقله حول عادات بالية تربى عليها، وبين حياة أوروبية عاشها لسنوات خارج مصر، كما أن زوجته قبل زواجهما اعترفت له أنها كانت على علاقة سابقة، الفيلم بطولة سعاد حسني، محمود ياسين، رشدي أباظة، مصطفى فهمي، عماد حمدي، نبيلة السيد، ومن تأليف إحسان عبدالقدوس، وسيناريو وحوار رأفت الميهي.
وفيلم "البؤساء" مأخوذ عن رواية "البؤساء" للأديب العالمي فيكتور هوجو، وقدم هذا الفيلم في أكثر من سينما عالمية، منها الأمريكية، والإسبانية، والإنجليزية، كما قُدِّم في السينما المصرية مرتين، إحداهما كانت من إخراج عاطف سالم، وقام ببطولة الفيلم فريد شوقي، ليلى علوي، عادل أدهم، يوسف وهبي، نبيل نور الدين.
و"صراع في النيل" يعتبر أحد أهم أفلام المخرج الراحل، حيث استطاع وهو مخرج شاب، أن يخرج بهذا الفيلم في أبهى صورة برفقة 3 من نجوم الصف الأول وقتها وهم رشدي أباظة، عمر الشريف، هند رستم، كما شاركهم البطولة محمد قنديل، أحمد حداد، تهاني راشد، وتأليف علي الزرقاني.
أما عن زواجه فقد كشفت النجمة "نبيلة عبيد" فى برنامج "نجمة العرب" مع الإعلامى بلال العربى، عن أسرار حياتها الشخصية التى لم تتطرق إليها من قبل، حيث قالت إن لقاءها بالمخرج عاطف سالم الذى كان أول أزواجها أتى عندما كانت تلميذة فالتقته بجانب المدرسة وأخبرته أنها تعشق التمثيل وتريد خوض التجربة، وبالفعل، جرّبها فى دور صغير فى أحد الأفلام ليسافر بعدها خارج مصر، غير أنه وعند عودته كانت نبيلة قد وقعت عقود 3 أفلام، وقتها طلب منها الزواج فوافقت رغم فارق السن الكبير جدًا بينهما، موضحة أن زواجها من عاطف كان مصلحة حتى تحقق أحلامها.
أما عن طلاقها من المخرج الراحل عاطف سالم، قالت نبيلة عبيد إنه قبل أن ينتهى عقدها الذى وقعته مع إحدى شركات الإنتاج، عرض عليها مسئولو الشركة بطولة فيلمين آخرين كان أحدهما فيلم "رابعة العدوية"، الأمر الذى لم يرحب به عاطف، وعندها لمّحت له أن فارق السن الكبير بينهما ستظهر آثاره السلبية أكثر وأكثر كلما تقدم به العمر، فما كان من "عاطف" إلا أن ألقى بكوب ماء فى وجهها.
وأوضحت نبيلة أنه لولا العناية الإلهية التى ساعدتها على تحريك رأسها بعيدًا عن الكوب لحدث ما لا يحمد عقباه، مضيفةً أنها وبعد هذا الموقف طلبت منه الطلاق فورًا، وبالفعل أخذها بسيارته وذهبا إلى بيت والدتها وأحضرا عقد الزواج وتوجَّها إلى المأذون وتم الطلاق.
وحصل المخرج القدير على جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1999.
وبعد معاناة طويلة مع المرض، وحياة فنية حافلة بالعطاء والتميز، توفى في 30 يوليو 2002 بمستشفى الهرم التخصصي حيث أصيب بغيبوبة نتيجة ارتفاع مفاجئ في معدل السكر في الدم وجلطة في المخ توفي بعدها بعدة ساعات.