الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

"البوابة نيوز" في دير "مار جرجس الخطاطبة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دير مارجرجس العامر بـ«الخطاطبة»
23 عامًا من تعمير الصحراء.. على يد الأنبا بموا
شاب يدعى «محمد» سبب تخصيص الأرض.. و47 راهبا فى الدير الآن
القمص كاراس الجوارجي: الدير مفتوحة للمصليين والزوار طيلة العام عدا أسبوع الآلام 
«دا اللى انكتب مفروض يا عنقود العنب».. كانت هذه الكلمات مطلع أغنية للمؤلفة هند القاضي، ولكنها كانت تعكس مبدأ وفلسفة باتت تتحقق بصحراء مصر فى وادى النطرون، حيث احتضنت منطقة الخطاطبة دير مار جرجس، وفرض عليها أن تكون «أورشليم» أرضية وسط الصحراء الجرداء، فما أن تطأ قدماك بوابات الدير إلا وتجد روح الله متدلية من أعلى لأسفل كعناقيد العنب المنتشرة به، تشعر بأن الله يظللك كلما سرى جسدك متبردا أسفل التكعيبة التى تكسو الممر الذى سيصل إلى مزار البطل، تستطعم حلاوة المكان كاستطعامك لإحدى حبات العنب تلك..
ولجمال الروح بتلك البقعة بأرض مصر، زارت «البوابة»، دير مار جرجس، والتقت بالراهب القمص كاراس الجوارجي، وكان لنا معه ذلك الحوار:

< دير مار جرجس الخطاطبة.. متى أنشئ وما قصته؟
أنشئ الدير على يد الأنبا بموا خلال خدمته بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، وله قصة جميلة فى إنشائه، حيث أرسل له الله شخصا ودبر له مبلغا اشترى به فى البداية مقرا بمصر الجديدة، وأصبح ذلك مقرا حاليا للدير فى القاهرة، حيث مكث فيه وبدأ فى استقبال زواره وطالبى الصلاة والبركة، وخلال تلك الفترة تعرف على شخص يدعى إلياس عوض، عن طريق مهندس يدعى رمسيس ويصا، كان يشغل منصب مدير بهيئة الطرق والكبارى آنذاك، فطلب منه أرضا فى الخطاطبة، وكانت أرضا صحراء جرداء.
ورغم موافقة «إلياس»، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على الأرض بسبب بعض المشكلات، فعاد حزينا مسلما أمره لله بصحبة المهندس رمسيس، إلا أنه خلال عودته سمع شخصا ينادى عليه باسمه، فحينما توقف، حاول الشاب تذكرته بنفسه قائلا له أنا محمد، ذلك الطفل الذى كنت تدرس له أمام مغاراتك بالقرب من دير الأنبا بيشوي، وذكره بمواقف كثيرة بينهما، وهو طفل من إعطائه هدايا ومأكولات، فتذكره الأب، وحينما سئل محمد عن سبب قدومه لتلك المنطقة، كان الرد بأنه كان يسعى للحصول على قطعة أرض هنا، ولكنه لم يوفق، ليرد محمد، أى قطعة أرض تريدها هنا «شاور عليها» حيث يوضح الراهب بأن الأراضى آنذاك كانت بوضع اليد، وبالفعل حصل الأنبا بموا على 50 فدانا وبدأ فى إنشاء الدير، واستصلاح الأرض وزراعتها، وكان الأمر صعب للغاية فى بداية الأمر وكان مقدار التعب لا يوصف.



كيف بدأت عملية إنشاء الدير؟ وما المقومات والمعوقات؟
بدأ عملية إنشاء الدير فى عام 1983، كان الأمر فى غاية الصعوبة بالفعل، فلم يكن الأنبا بموا يملك مالا، ولا هناك بنية تحتية تساعد، كانت صحراء نائية بالفعل، عكس التعمير الذى تلاقيه المنطقة الآن، فحتى العمال الذين كانوا يعملون بتأسيس الدير لم يكن هناك «باكو شاى وكيس سكر» من أجلهم، وكان الأنبا بموا مقيم فى تلك الفترة بالمقر، ويذهب ويأتى بشكل دورى على العمال للوقوف على عملية التأسيس، وما وصل إليه الدير الآن بركة من الله فقط لا غير.

< متى افتتح الدير؟ وما إمكانياته حينها؟
اكتمل الشكل العام للدير بمساحة 504 أفدنة سنة 1993، وهو الآن فى حدود 600 فدان، بفضل بركة الله كما تحدثنا من قبل، حيث كان الأنبا بموا يلتقى أشخاصا ويقدمون مساعدات هى من أدت لذلك، قبل أن يطالبه البابا شنودة فى ذلك العام من افتتاح الدير وبدء قبول طلبات الرهبنة هناك، البدء فى عملية التلمذة، بالفعل حضر البطريرك البابا شنودة للافتتاح فى عام 1993.



< وماذا عن الرهبنة؟!
بدأ الأنبا بموا رئيس الدير، فى قبول أول دفعة طلبات رهبنة فى عام 1995 أى بعد عامين من افتتاح الدير، وكانت الدفعة مكونة من حوالى 14 راهبا، وبعدها بعام تم قبول دفعة ثانية مكونة من 7 أفراد، وقد كنت أنا أحد رهبان تلك الدفعة، وظللنا 6 سنوات طلبة رهبنة، وتنيح خلالها الأنبا بموا وتركنا فى عرف الرهبة يتامى، عام 2002، وأصبح بالدير الآن 47 راهبا، بخلاف 4 أو 5 إخوة طلبة رهبنة.

نرى التعمير فى الدير وهناك مبنى جديد.. فما ذلك المبنى؟
كان الأنبا بموا يحلم ببناء كاتدرائية فى الدير، وبالفعل قدم للجهات الرسمية المختصة طلبا بذلك، وكانت هناك تعطيلات غير معلومة السبب، إلا أن جاءت الموافقات عام 2001 أى قبل رحيله بعام، وذلك ببناء الكاتدرائية بجميع ملحقاتها، الأمر الذى سهل الوضع على الأنبا مينا، رئيس الدير التالى له.



< وماذا عن آخر عام فى حياته؟
أصيب الأنبا بموا بمرض اللوكيميا، ولم يكن على دراية بذلك، وظل فى خدمته وصلاته للنهاية، وتحامل على نفسه جدا، حيث كان جبار بأس، فرغم آلامه ومرضه، إلا أنه كان يقف بالساعات مع زوار الدير للصلاة لهم، والحديث عن الدير والبركة التى فيه، الأمر الذى جعل حالته تتدهور بسرعة كبيرة، فالمرض تطور بشكل سريع، وتم نقله إلى مستشفى السلام، ولمدة شهرين، سافر إلى لندن، قبل أن يتنيح هناك يوم عيد العذراء مريم، عن عمر 58 عاما ونصف العام، وهو للعلم أيضا نفس عمر السيدة العذراء على الأرض.

< لماذا برية الخطاطبة مكانا لدير مار جرجس؟
يبدو أن الله دوما يفعل الأشياء لأسباب قوية، فالبرية تلك تعد جزءا من برية وادى النطرون، حيث تعد تلك البقعة جزاء من أجزاء البرية التى تواجد فيها أبناء أبومقار الكبير، ففى قطر دائرة حوالى 30 كيلومترا، نحن متواجدون هنا، كما أن أولاده كانوا يبيعون إنتاجهم بقرية مجاورة لنا تدعى «الطرانة» وهى بالمناسبة قرية مكثت فيها العائلة المقدسة خلال رحلتها بمصر، مما يعكس بأن تلك البرية كانت «منداسة برجلين قديسين» فلذلك ربنا أراد يعمر تلك المنطقة لتلك الأسباب.



< يطلق على المنطقة «أورشليم».. فما السبب؟
إن المقدس إلياس الذى خصص جزءا من الأرض لدير آخر، تنبأ بأن تكون تلك المنطقة كـ«أورشليم» الأمر الذى بات يتحقق الآن، حيث تحوى المنطقة العديد من الأديرة فى حيز جغرافى صغير جدا، هى: مار جرجس الخطاطبة، مار جرجس للراهبات، العذراء الحاويش، دير الأميرة، دير مار بقطر، الأنبا توماس، الأنبا باخوميوس، أبوسيفين، مار جرجس زويلة، وهناك 4 أديرة فقط من تفتح أبوابها لشعب الكنيسة بالزيارة ونحن واحدا منها. 

< من رئيس الدير الحالي؟ 
عقب رحيل الأنبا بموا، كلف البابا شنودة الأنبا بولا، أسقف طنطا، بتولى أمور الدير واستمر ذلك لمدة 4 سنوات، قبل أن يتولى الأنبا مينا مسئولية الدير عام 2006 وحتى الآن، وهو كان قبلها القمص أثناسيوس بدير الأنبا بيشوي، وما أن تولى شئون الدير حتى أكمل تعميره وأضاف الكثير حتى الآن.



< ماذا ينتج دير الخطاطبة حاليا؟
يشتهر الدير حاليا بالعديد من المحصولات الزراعية كالمانجو والكمثرى والبلح والزيتون والعنب، كما لدينا حظيرة مواشى كبيرة، بالإضافة لوجود معمل تخليل كبير، وورشة زجاج معشق، وورشة طباعة ليزر، وتكون أغلب تلك المنتجات لزوار الدير والكنائس وخدمات مدارس الأحد، بالإضافة لمشغل لصناعة ملابس الشمامسة والكهنة.

< هل يطلق على الدير مارجرجس «العامر» لأجل إنتاجه ذلك؟
لا.. يطلق على الدير كلمة «العامر» نظرا لأنه دير عامر بالرهبان، ومعترف به كنسيا بشكل رسمى تحت المظلة الأرثوذكسية، وهى كلمة تطلق على أغلب الأديرة التى تحمل تلك الصفات، من استقبال طلبات رهبنة، وتلمذة.



< ماذا عن استقبال الدير لزواره.. هل بابه مفتوحا طوال العام؟
بالفعل الدير أبوابه مفتوحة للمصلين والزوار طيلة العام عدا أسبوع واحد فقط، وهو أسبوع الآلام، ولكن من الممكن أن تتغير تلك الأمور حسب رؤية رئيس الدير، ولكن الوضع الحالى كما ذكرنا سابقا.

< هل الدير تأثر بالحوادث الأخيرة التى تستهدف الأقباط؟
بالقطع هناك تأثير لمثل تلك الحوادث على عدد الزوار، فبعض الناس يشعرون بقلق جراء مثل تلك الأحداث، كما أن الجهات الأمنية تشدد من إجراءاتها فيزداد الأمر صعوبة على الزوار، إلا أن هناك فئات تزداد تمسكا بشدة بجداول زيارتها للأديرة، فلك أن تتخيل أن ثانى أيام أحداث دير الأنبا صموئيل، استقبل الدير 6 أتوبيسات زوار جاءوا من المنيا عمدا، والدير لم يغلق أبوابه لحظة جراء ذلك.



< ماذا عن البطاركة الذين زاروا الدير؟
لم يزر الدير من البطاركة سوى البابا شنودة، إلا أن الأنبا مينا، رئيس الدير، منتظر انتهاء بعض عمليات التعمير ليوجه دعوة للبابا تواضروس لزيارة الديرة قريبا، وهو أمر مؤكد ولكننا ما زلنا فى مرحلة التعمير.

< وماذا عن المزارات الدينية والكنائس وصلوات القداس بالدير؟
بالدير مزاران، أولهما لمار جرجس بالكنيسة، وثانيهما للأنبا بموا مؤسس وأول رئيس للدير، هناك قداسان أساسيان بالدير، الأول للآباء الرهبان، والثانى للزوار، أما عن الكنائس، فكنائس الدير تكفى أغراضه جدا حاليا، فكنيسة مار جرجس والكاتدرائية ولكنها لم تبدأ بالخدمة بعد.