قال السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، أمس السبت، إن بلاده لا ترغب بتوطين اللاجئين السوريين في لبنان، ولكن سوريا مدمّرة.
وجاء ذلك خلال حفل استقبال أقامه السفير الفرنسي مساء أمس في مقر السفارة في قصر الصنوبر، في بيروت، بمناسبة العيد الوطني الفرنسي.
وأضاف فوشيه: "فرنسا، شأنها شأن شركائها، لا ترغب بتوطين اللاجئين السوريين في لبنان، فهي كاللبنانيين، ترغب بعودتهم إلى بلادهم، فمن دون هذه العودة، ستتعرض هوية لبنان بالذات للتهديد، ولكن لن أخفي عنكم الحقيقة، إن سوريا مدمرة، فهناك أكثر من 6 ملايين لاجئ وحوالي 7 ملايين نازح داخل سوريا، أي ما يمثل نصف الشعب السوري، و80% من البنى التحتية تم تدميرها، أما الناتج المحلي الإجمالي فقد انخفض من 60 مليار دولار عام 2010 إلى 12 مليار عام 2016".
وتابع "لهذا السبب، تدعو فرنسا الأطراف الموجودة في سوريا إلى العمل للتوصل إلى حل سياسي ولهذا السبب أيضاً تدين فرنسا إصدار سوريا القانون رقم 10 المتعلق بالاستملاك، وهو قانون يعيق عودة اللاجئين، بانتظار أن يتم تأمين شروط العودة الشاملة".
وذكر أن بلاده أعلنت في بروكسل عن مساهمة مالية لصالح الشعب السوري والمجتمعات المضيفة، بقيمة مليار يورو على الفترة الممتدة بين عامي 2018 و 2020، وأشار إلى أن بلاده قامت بالكثير من أجل لبنان في الماضي القريب، ولكني أعتقد أشد الاعتقاد أنها بقيامها بذلك، أظهرت وفائها الدائم لصداقتها التاريخية اتجاه لبنان.
واستطرد قائلاً إن "بلاده تعرب عن أملها في أن تتيح الاستشارات الحالية بسرعة تشكيل حكومة قادرة على العمل بفعالية لكي تؤمن، بالارتباط مع شركاء لبنان، متابعة الالتزامات المتخذة في إطار المؤتمرات الدولية الأخيرة، ولكي تقوم بتنفيذ الإصلاحات التي ينتظرها اللبنانيون".
يذكر أن عدد النازحين السوريين في لبنان يبلغ نحو مليون و850 ألف نازح، عاد منهم في 18 أبريل الماضي 500 نازح من بلدة شبعا جنوب لبنان إلى قراهم السورية، وقامت المديرية العامـة للأمن العـام اللبناني في 28 يونيو الماضي بتأميـن العودة الطوعيـة لـ 294 نازحاً سورياً من مخيمات عرسال شرق لبنان إلى بلداتهم في سوريا.
وكذلك أمنت المديرية الأسبوع الماضي العودة الطوعية لـ 377 نازح سوري من مخيمات النازحين السوريين في عرسال إلى بلداتهم في سوريا، بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.