الشرف كلمة كانت تتصدر المقالات والصحف حتى القصص، ولكن لم يكن هناك اكثر من جريمة فقدان الشرف أو عمل أى شيء يمس شرف الانسان، ولكن جرى خطأ فى مصر وهو قصر الشرف على العفة الجنسية فقط، والشرف دائرة كبيرة أوسع من العفة الجنسية وتشمل كل ما يخالف نمط الحياة التى حضت عليها الاخلاق الكريمة او الاديان السماوية او التقاليد العريقة، ولابد ان نرجع الى المفهوم الواسع للشرف فإذا اعطيت احدهم ميعادا وخالفته دون ان اعتذر فهذا يمس شرفى، وإذا اطلت النظر فى ورقة فى يد غيرى فهذا يمس الشرف، فمابالك بالكذب ومابالك بخيانة الوطن او خيانة الاهل او خيانة الزوجة او الزوج، وقد فاجأنا الاعلامى الكبير د.عبدالرحيم على بمجموعة تسجيلات تليفونية لمن كنا نعتقد انهم شباب الثوار الانقياء الشرفاء , والذى كشفه هزنا وارعبنا ووضعنا امام وقائع اشبه بالخيال بل امتد التأثير الى كل الدول العربية بل الى العالم اجمع.
ولأن د.عبد الرحيم على يملك ناصية تفسير وتبسيط الحقائق والكلام البسيط وكأنه يتكلم الى كل انسان كأنه فى جلسة خاصة تجمعه وهذا الشخص فقط فتأثسره كان مزلزلا, كيف لهؤلاء الشباب أن يقتحموا أمن الدولة ويسرقوا الملفات الخاصة بزملائهم وليس بهم فقط ويتلقوا تمويلا، كيف لهؤلاء الشباب ان ينظروا فى المرآة ويقولون نحن شرفاء، وكيف يتعاملون مع بعضهم البعض لاننى أعرف أن بين اللصوص نوع من الشرف يحافظون عليه.
ويحضرنى هنا قصة احد الفلاسفة الفرنسيين الذى كان يدرس الفلسفة فى احد المقاهى فى باريس قبل افتتاح الجامعات اسوة باستاذ العامود فى الشرق، فأثناء شرحه حضر احد التلاميذ وهمس فى اذنه "هناك رجلا دخل بيتك!!", فقال الفيلسوف "علمت"، فقال الطالب فى نفسه "لعله لم يفهمنى"، وهمس فى اذنه للمرة الثانية "أنت لم تفهمنى يا أستاذى، دخل هذا الرجل الى شقتك"، فأجاب الفيلسوف "نعم عرفت"، فلم يقتنع الطالب وهمس فى اذنه للمرة الثالثة "شرفك يااستاذ"، فسكت الفيلسوف عن المحاضرة وقال "إذا كنت تعتقد ان شرفى بين أرجل امرأة فانت لم تتعلم شيئًا عن الشرف"، وبدأ يشرح لباقى طلاب العلم هذا الموضوع فسال احد الطلبة "اتسامح تماما فيما حدث؟"، قال الفيلسوف "مافعلته زوجتى بمس شرفها ولا يمس شرفى ولكن كيف للشريف ان يحيا مع غير الشريف.
وانا أقول ان شرف مصر لا يمسه بضع شباب فقدوا شرفهم، بل يزيد الشرفاء صلابة ويجعلهم يتمسكون بالشرف ويموتون دونه.