تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
انتهت الثانوية العامة بهدوء شديد بعيدا عن الإزعاج الذي كانت تفعله الثانوية العامة في كافة البيوت المصرية، كل عام ذلك على الرغم من محاولات التطوير والتعديل والتغيير، التي كانت حديث كل بيت، ومرت الثانوية العامة بدون مشكلات تذكر.
حققت وزارة التربية والتعليم في هذا العام تحديدا نموذج مختلف تماما في إدارة امتحانات الثانوية العامة، معتمدة في ذلك على مبدأ الشفافية ومشاركة الطلاب والأهالي في كل خطوة من خطوات الثانوية العامة.
فالأول مرة تفتح وزارة التربية والتعليم أبوابها للصحفيين والإعلاميين ومراسلي الفضائيات، من خلال مؤتمرات صحفية تعقد يوميا في موعد ثابت تخرج فيه قيادات الوزارة لتعلن نتائج اليوم سواء إنجازات أو صعوبات وما استطاعوا التغلب عليه وما يحتاج الى تغيير استراتيجي في إدارة أيام الامتحانات.
هذه المؤتمرات الصحفية اليومية حققت البعد الأخر الأهم للشفافية وهو المشاركة، في المؤتمرات الصحفية اليومية كان يعلن خلالها نتائج تصحيح العينات العشوائية فور الانتهاء منها أولاً بأول، ومؤشرات نتائج الامتحانات التي تم الانتهاء من تقدير درجاتها، وهو ما يضع أولياء الأمور والطلاب داخل المنظومة أول بأول واطلاعهم على هذه البيانات يضعهم في موقف الشريك في اتخاذ القرار جنبا إلى جنب مع قيادات الوزارة، الأمر الذي يقضي على أي مجال لنشر الأكاذيب والإشاعات.
نجحت الوزارة في إدارة منظومة امتحانات الثانوية العامة بطريقة علمية ومنضبطة تحت توجيهات ودعم من القيادة السياسية لدعم وتطوير منظومة التعليم بالكامل، منظومة الثانوية العامة الجديدة أثبتت نجاحا وكفاءة في أول تطبيق عملي لها، نجحت المنظومة الجديدة في القضاء على محاولات الإخلال بنظام الامتحان ومكافحة الغش الإلكتروني، وأثبتت المنظومة نجاحها في منع التسريب نهائيًا طوال فترة انعقاد الامتحان.
منع الغش والحفاظ على انضباط المنظومة هو تحقيق لمبدأ تكافؤ الفرص بين طلاب الثانوية العامة، فالجميع يحصل على فرص متساوية من الوقت والتحضير والحصول على ورقة الأسئلة والاجابة، فتكون هناك فرصة حقيقية وعادلة لإظهار الفروق والاختلافات الفردية بين جميع الطلاب ومستوى مهاراتهم.
استطاعت الوزارة تحقيق نموذج مختلف في الإدارة هذه المرة، ادارت الوزارة ما يقرب من ستمائة خمسة وسبعون ألفً طالبًا وطالبة موزعين على ضخم من اللجان على مستوى الجمهورية، من بينهم عدد لجان بالسجون والمستشفيات، تم خدمتهم طوال ايام الامتحانات من خلال مراقبين ومصححين ورؤساء لجان، في كامل محافظات الجمهورية وتم ادارتهم جميعا من خلال 29 غرفة عمليات.
تقريبا شاركت جميع اعضاء الحكومة من وزارات في ادارة منظومة الامتحانات الثانوية العامة تحت تنسيق الوزارة، بينهم وزارة الداخلية لتأمين مقار لجان الامتحانات والمتابعة ومراكز التصحيح والمراقبة، وأجهزة الأمن الوطني والرقابة الإدارية، ووزارة الدفاع في نقل وتأمين نقل أسئلة الامتحانات حتى وصولها للامتحانات، ووزارة الاتصالات في مواجهة صفحات الغش الإلكتروني ووزارة التموين في توفير الوقود الكافي لتأمين حركة نقل الأسئلة وكراسات الإجابة والمراقبين، ووزارة الصحة والسكان من خلال مراكز الإسعاف في اللجان، ووزارة الكهرباء لتأمينها انتظام التيار الكهربائي في جميع مقرات اللجان ومراكز المراقبة والتصحيح وتزويد اللجان بمولدات كهربائية احتياطية طوال أيام الامتحانات.
إن ما تم في الثانوية العامة يضاف لمؤشرات نجاح الوزارة ويؤكد عزمها على إستعادة الريادة التعليمية التي طالما ما كانت الدولة المصرية رائدة فيها على مدى عقود طويلة.