تجنبوا الأوامر إلى أقصى حد
نحن نميل غالبًا إلى إعطاء الأوامر للأطفال ونتفوه بأوامرنا غالبًا بصوت فيه لهجة أمر ليست لطيفة. لكن لا أحد يحب تلقى الأوامر، ومن بينهم الأطفال! نخضع عادةً للأوامر عندما لا يكون لدينا الخيار، ولكن هذا يعطى غالبًا الرغبة فى التمرد أكثر من التعاون. عندما نتحمل عناء محاولة استبدال الأوامر بأنواع أخرى من التوجيهات، نحثّ الأولاد على التعاون أكثر ونجعلهم يكتسبون كفاءة. هكذا، بدل أن نعطى الأوامر، يمكننا:
_ توجيه طلبات محددة: بدل هذه الجملة الغامضة «رتب غرفتك»، يمكنكم أن تقولوا «هل يمكنك أن تضع الكتب فى المكتبة؟»، ثم «هل يمكنك الآن أن تضع المكعبات فى علبتها؟». لنحفظ فى رأسنا أن أولادنا لم يكتسبوا بعد مفاهيم مجردة مثل «رتّب»، «كن هادئًا»، «اجلس جيدًا»… من الأفضل أن تطلبوا أفعالًا أكثر دقة وافصلوا بينها على مراحل:
- اخلقوا روابط وطقوسًا دقيقة: شتاء = حذاء طويل، أكل = تنظيف الأسنان، العودة إلى المنزل = غسيل اليدين، بعد القصة = النوم، بعد الحمام = الوجبة… عندما نخلق هذه الروابط، نؤسس آليات تسهل العمل اليومى (خصوصًا مع الأصغر سنًا الذين يحتاجون إلى روتين محدد) ونحفز تعاونهم بجعلهم يشاركون فى عملية التفكير. مثلًا: «كيف هو الطقس فى الخارج؟»- «إنها تمطر»- «وعندما تمطر، أى أحذية نرتدى؟»- الحذاء الطويل.
عندما نجعلهم يجدون الجواب بأنفسهم، لا يعود مثل أمر نفرضه بشكل عشوائي، ونشجع فى الوقت نفسه استقلاليتهم. الجداول الصغيرة والتعليمات التى تساعد على إضفاء الطابع الرسمى على العادات اليومية، فعالة جدًا ويمكن أن نستعملها بدل إعطاء الأوامر: مثلًا ورقة نسجل عليها الروتين الصباحى (الرضاعة، تغيير الحفاضة، ارتداء الثياب، تنظيف الأسنان، ارتداء الحذاء، المعطف) والروتين المسائى (العشاء، الحمام، البيجاما، الأسنان، القصة، البيبي، السرير، النوم). فكروا فى تنفيذها إذا كانت تحضيراتكم فى الصباح وفى المساء تحدث وسط الصراخ!
عندما نوجه إلى الأطفال، العبارات الأقصر هى الأفضل غالبًا! المواعظ الأخلاقية المطولة تجعلهم يتجاهلونها، لديهم دائمًا ألف شيء آخر أهم ليفعلوه.