رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن روسيا لا تزال تجلس في مقعد قيادة مسار الأزمة في سوريا.
واستهلت الصحيفة تقريرًا لها في هذا الشأن - أذاعته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - بتسليط الضوء على نجاح القوات السورية في حصار مدينة درعا جنوب غربي البلاد، وهي واحدة من المراكز الأولى التي شهدت انطلاق احتجاجات 2011 ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وبالتالي، فإن هذا يعد انتصارا عسكريا جديدا لنظام الأسد، الذي حافظ خلال الأسابيع الأخيرة على استعادة الأراضي بشكل منظم التي سقطت من قبل في أيدي المعارضة.
وأشارت إلى أن حملة النظام السوري على درعا بدأت - الشهر الماضي - بموجة عنيفة من الغارات الجوية والبدء في هجوم بري أجبر أكثر من ربع مليون شخص على الفرار، الأمر الذي تسبب في أزمة إنسانية جديدة: فالأردن - الذي يستضيف بالفعل أكثر من 3ر1 مليون سوري - كان قد أغلق حدوده من قبل، لذا لم يكن لدى اللاجئين الجدد مكان يتجهون إليه، فيما رجحت الجماعات الحقوقية التي تراقب الأوضاع على الأرض أن تكون حصيلة القتلى قد وصلت إلى المئات.
ومع ذلك، بدأت حدة الأزمة في التراجع، مع إبرام اتفاق داخلي لوقف إطلاق النار - تقدمت به موسكو - من شأنه أن يسمح لعشرات الآلاف من اللاجئين في جنوب غرب سوريا بالعودة إلى منازلهم، في مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية، إلى جانب موافقة مقاتلي المعارضة على تسليم أسلحتهم بموجب شروط الاتفاق.
واعتبرت الصحيفة أنه في منظور موسكو، تسير الأمور وفقًا للخطة التي رسمتها؛ فمنذ أن تدخلت روسيا في الحرب السورية في عام 2015، تحولت دفة الأمور تماما، واستطاعت قوات النظام السوري - بفضل الدعم الكبير الذي تتلقاه من القوات الجوية الروسية - أن تطيح بمعاقل المعارضة وبسط السيطرة على أغلب المدن الكبيرة، فيما تلاشت حماسة أغلبية دول العالم للإطاحة بالأسد، مع القبول على مضض بالوضع القائم الذي فرضته روسيا في العواصم الغربية.
وأشارت الصحيفة إلى أن النقاد الأمريكيين - من بينهم الرئيس السابق باراك أوباما - اعتبروا مسبقًا أن سوريا سوف تصبح مستنقعًا لروسيا، ولكن التساؤل حول الأحداث التي ستشهدها سوريا خلال الفترة القادمة من أهم المواضيع المهمة التي قد تطرح خلال الاجتماع المرتقب بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي.