السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"فنار بورسعيد".. الإهمال يحاصر الكنوز التاريخية

فنار بورسعيد
فنار بورسعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«فنار بورسعيد القديم»، شاهد على جميع الأحداث التى عاشتها المدينة الباسلة على مر تاريخها، إذ أنشئ أول فنار خشبى مؤقت فى المحافظة عام ١٨٥٩ وكان يضىء لمسافة ١٠ أميال، وبعد بناء الرصيف الخاص بتمثال «ديلسيبس»، تم بناء فنار آخر دائم من الخرسانة بدلًا منه عام ١٨٦٩، أمام الحاجز الشرقى لمجرى قناة السويس الملاحى، ووضع به فانوس يضىء على مسافة ٢٠ ميلا، وما زال الفنار قائما حتى الآن كأحد الآثار التاريخية المهمة فى محافظة بورسعيد، وتم إغلاقه عام ١٩٩٧، بعد بناء فنار جديد على الشاطئ خلف استاد النادى المصرى، كثالث فنار فى تاريخ المدينة.
ومع مرور السنوات، حاصرت الأبراج السكنية وأيادى الإهمال الفنار الأثرى القديم، ولم يلتفت أحد لمحاولة استغلاله لتنشيط الحركة السياحية للمدينة، خاصة أن من أنشاءه هم الفرنسيون على طراز «فنار الحيتان» فى فرنسا، ما سيجعله قبلة لآلاف السياح من أوروبا سنويًا، رغم صدور قرار من وزارة الآثار عام ٢٠١٢ بضمه كأثر تاريخى.
وناشد عادل عبدالعليم، رئيس اللجنة النقابية للعاملين بميناء بورسعيد والميناء السياحى، المحافظ ووزيرى السياحة والآثار باستغلال الفنار، وكل الأماكن الأثرية المنسية بالمحافظة لتنشيط السياحة وعودة المحافظة إلى سابق عهدها فى استقبال الأفواج من مختلف بلدان العالم، خاصة أن وضع «البمبوطية» أصبح سيئا للغاية، ويمرون بظروف معيشية صعبة بسبب انخفاض أعداد الوفود السياحية القادمة إلى المحافظة عبر السفن السياحية مقارنة بالوضع قبل عشر سنوات ماضية.
ومن جانبه، قال طارق إبراهيم حسينى، مدير عام مديرية الآثار ببورسعيد، إن «فنار بورسعيد القديم» يعتبر من أهم المنشآت المصرية التى تأثرت بالتقدم التكنولوجى فى أوروبا وقت إنشائه، كأول فنار يتم بناؤه بالخرسانة المسلحة فى عهد الخديو إسماعيل، مبديًا استياءه من الأبراج السكنية التى شيدت بمحيطه دون مراعاة لقيمته التاريخية والأثرية، تجعله يستحق شهرة عالمية تليق به كرمز لمدينة بورسعيد الباسلة، على غرار برج «إيفل» بالعاصمة الفرنسية باريس.
وأكد مدير الآثار على أن وزارة الآثار طالبت نقل ملكية الفنار من «السلامة البحرية» لبدء العمل على ترميمه وتطويره تمهيدًا لإعادة تأهيله للحفاظ على هذا الأثر الفريد، ولإقامة أنشطة وفعاليات ثقافية تحيى ذاكرة بورسعيد والوطن، ووضع مخطط لتحويله والمنطقة المحيطة به لمركز للإبداع الثقافى والفنى يمزج القيمة التاريخية له بالإبداع الفنى للإنسان، مما سيحول المنطقة إلى مركز جذب سياحى مع باقى آثار المحافظة، مشددًا على أن كل المحاولات المبذولة للحفاظ على التراث باءت بالفشل للأسف الشديد حتى الآن، لكن المحاولات مستمرة ولن تتوقف، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة اهتمامًا كبيرًا بالآثار فى ظل اهتمام المحافظ اللواء عادل الغضبان، بتنشيط الحركة السياحية بالمحافظة، وقيامه بعدة جولات لتفقد المناطق الأثرية للتعرف على احتياجاتها من التطوير والترميم.