تعلمنا أن نبحث دائمًا عن الدروس المستفادة من كل الأحداث التى نمر بها، سواء كانت أحداثا جيدة وإيجابية أو أحداثا سيئة وسلبية، وقطعا أصيب عدد كبير من المصريين بالإحباط والكآبة لخروج المنتخب المصري من كأس العالم، وهو أمر محزن بالفعل؛ نظرًا لما كان يمثله من حلم طالما راود المصريين لمدة ثمانٍ وعشرين عامًا بالإضافة إلى الأداء الهزلي خاصة في المباراة الأخيرة.
وفي نفس الوقت الذى غرقنا فيه في قلب الحدث الرياضي الأهم تجاهلنا فوز أبطالنا الذين رفعوا رءوسنا في منافسات دورة ألعاب البحر المتوسط، والتي أقيمت بمدينة طراجونة الإسبانية، وشاركت جمهورية مصر العربية فيها ببعثة مكونة من مائة وسبعين لاعبًا ولاعبة حقق بعضهم ميداليات ذهبية وفضية، وحققت جمهورية مصر العربية المركز الخامس بعدد خمسة وأربعين ميدالية بعد كل من إيطاليا وإسبانيا وتركيا وفرنسا.
الواضح أننا قد فشلنا في اللعب الجماعي، ونجحنا في الألعاب الفردية، وهذا هو مربط الفرس والذي يستتبعه السؤال المهم، لماذا ننجح كأفراد ولا ننجح كمجموعات، وهو الأمر الذي يظهر في عدة مجالات وليست في الرياضة فقط، فهذا الأمر يظهر في نواحٍ سياسية واجتماعية بل واقتصادية ويرجع بالأساس لغياب روح العمل الجماعي والفريق ودور شخصية القائد، وكذلك التفكير والثقافة الخاصة بنا والمقصود بروح العمل الجماعي أن يعمل أفراد الفريق الواحد معا على اختلاف قدراتهم وخبراتهم وأدائهم بشكل منسجم بحيث يبذل كل فرد أقصى جهده لإتمام العمل بأعلى كفاءة والتعاون مع باقي أفراد الفريق حتى يتكامل كبناء واحد حتى يحققوا الهدف الذى يجمعهم دون إظهار الفارق بينهم في الأداء أو الخبرة، فالحكم على عملهم في النهاية هو محصلة خبراتهم وكفاءتهم وأدائهم بشكل جماعي غير منفصل، وهي الروح التي لا تقوم أية جهة تعليمية أو إعلامية أو أسرية بالعمل على تنميتها وخاصة في بث الثقة المتبادلة والتأكيد على التعاون وثماره ومزايا العمل كفريق، وكذلك غياب شخصية القائد وندرتها، وهو الأمر الذى يسود في أغلب المؤسسات الناجحة في الغرب.
عندما حصل الراحل العالم الكبير أحمد زويل على جائزة نوبل تحدث في كلمته عن الفريق المعاون له ودوره وأهميته بل ونسب الكثير من الفضل لهذا الفريق.
ولا شك أن وجود روح الفريق لا ينفي أهمية الموهبة الفردية بل يعززها ويؤكد على أنها قادرة على الاندماج والتفاهم وإظهار القوة الكامنة في ذلك.
الحزن سوف يمر ولكن الذى يبقى هو الدرس المستفاد، فهل ندرك أهمية العمل الجماعي لكي ننجح في المرات القادمة وفي النواحي المختلفة من حياتنا وليس في الرياضة فقط.