أكد المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية للجنوب التي تمثل مفاوضي الجيش السوري الحر المعارض، إبراهيم الجباوي، أن المفاوضات ما بين المعارضة والجانب الروسي بالقلعة الأثرية ببلدة بصرى الشام بشأن وقف العملية العسكرية بدرعا، ووضع المحافظة في المستقبل لا تزال مستمرة حتى اللحظة الراهنة.
وشدد الجباوي في تصريحات أدلى بها عبر الهاتف، على أن ما ذكرته وحدة الإعلام الحربي التابعة "لحزب الله" أمس الأحد، عن موافقة مسلحي المعارضة على تسوية مع الحكومة هو أمر غير مؤكد حتى اللحظة لعدم انتهاء جلسة المفاوضات بعد، وخروج وفد الجيش الحر من الجلسة"، مرجحاً أن "تكون هذه محاولة من جانب النظام لشق الصف بين فصائل المعارضة، خاصة أنه حتى اللحظة لم يصدر أي شىء رسمي من جانب المفاوضين وكل ما يتردد هو مجرد تكهنات".
يذكر أن وحدة الإعلام الحربي التابعة لميليشيا "حزب الله" قد ذكرت في بيان لها أن "المسلحين في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي يوافقون على المصالحة مع الحكومة وسوف يبدأون بتسليم أسلحتهم تمهيداً لدخول الجيش السوري إلى المنطقة".
وقال: "وبالمثل ليس حقيقياً كل ما يتردد عن قبول المعارضة للتفاوض مع الروس هو اعتراف بضعف موقفها أو بتوقع لهزيمتها العسكرية، التفاوض هدفه دفع القتال عن أهلنا بالجنوب، خاصة مع تلك الهجمة البربرية المتجردة كلية من القيم الإنسانية التي تشنها روسيا وإيران على الجنوب السوري لمساعدة حليفهما نظام الأسد هناك".
كما نفى الجباوي ما يتردد عن انهيار خطوط دفاع فصائل الثورة المسلحة بالجنوب، وأن يكون هذا إلى جانب قبول بلدات وقرى عدة للمصالحة التلقائية مع الروس والعودة لسيادة نظام الأسد سبباً رئيسياً في قبول المعارضة باستكمال جلسات التفاوض مع الجانب الروسي رغم ما أعلن بالأمس من فرض الروس لإملاءات عدة على المعارضة في مقدمتها تسليم السلاح الثقيل وترحيل الرافضين للاتفاق.
وشدد: "لا شك ببداية تدخل الطيران الروسي في هذه الهجمة البربرية على الجنوب أصيب المقاتلون بصدمة وتم العمل بسرعة على إخلاء القرى والبلدات من السكان ومن المقاتلين كي نتجنب سقوط ضحايا هناك ...ثم دخلت القوات المهاجمة في أعداد ضئيلة جدا لتلك البلدات، ولكن سرعان ما امتص المقاتلون الصدمة وأعادوا ترتيب صفوفهم بل وقاموا بشن هجمات معاكسة واستعادوا 7 قرى مما كانت قوات الأسد، بمساعدة ميليشيات إيرانية، قد استولت عليهم".
وتابع: "أما البلدات والقرى التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة وقبلت بالأمس العودة لسيادة الدولة عبر المصالحة التلقائية مع الروس وجند الأسد، فالجميع يعرف أن موقفها هذا ناتج عن القصف الشديد الذي أمطرت به الطائرات الروسية أراضيها، مما أجبرهم على طلب التصالح مع الروس لعل وعسى أن تتوقف الطائرات ومدفعية النظام وحلفاءه الإيرانيين الثقيلة عن قصفها...الأهالي هناك تعرضوا لقصف همجي بربري يجبر الحجر على أن يتصالح مع الحجر الآخر".
وشدد المتحدث على أن "قبول المعارضة للعودة واستئناف المفاوضات من جديد مع الجانب الروسي قد جاء بعد وساطة أردنية... وبعد أن قدمت لها تعهدات بأن تكون جلسة اليوم قائمة على عدم فرض أي طرف لشروطه على الطرف الآخر وان تطرح كل الأفكار للنقاش والتفاوض حولها".
وأوضح: "بجولة الأمس كانت هناك فعلياً إملاءات من قبل الروس ورفضها وفد الجيش الحر وانسحب..أما اليوم عاد وفد الجيش واستأنف المفاوضات على قاعدة أن كل شيء قابل للتفاوض.. وحتى الآن جلسة المفاوضات مستمرة".
وبالرغم من تأكيده على استمرار حيازة المعارضة لبعض أوراق الضغط بمجابهة النظام والروس، إلا أنه عاد وأعرب عن أمله في عدم استمرار المواجهات العسكرية لأكثر من ذلك حرصاً وحقننا للدماء السورية".
وأوضح: "نأمل ألا تستمر المواجهات أكثر من ذلك لأن كل من يقتل بهذه المواجهات هو من السوريين، الإيرانيون وحزب الله جاءوا كمرتزقة، هم إرهابيون جاءوا لقتل الشعب السوري..أي أن الضحايا بالنهاية من هذا الشعب وبالتالي نأمل في أن يتوقف القتال، ونأمل في أن تسفر المفاوضات عن نتائج جيدة يكون من شأنها أن تتوقف الهجمة البربرية المستعرة على الجنوب وأهله".