الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

القانون يحمي الهزائم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نتكلم بهدوء شوية ونركز ونتعلم من أحداث سابقة عالجناها خطأ، والنتيجة أنها متكررة وما زلنا نعانى منها.. فى كل أمور حياتنا. والنتيجة عمرنا ضيعنا أكثر من نصفه هباء.. فى حكاية نتائج المنتخب الوطنى فى نهائيات مونديال روسيا ٢٠١٨.. لعبنا ثلاث مباريات وخسرناها أمام أوروجواى وروسيا والسعودية.. لم يكن هناك إبداع فى الملعب. بل شاهدنا فريقًا يجيد تطفيش الكرة.. على المستوى الفردى. لم نلمح كرات نتحسر عليها بعد أن طاشت عن المرمى. بمعنى أدق غابت فى المباريات الفرصة التى تنتزع قلوبنا.. سوء حظ ضرب الفريق بصورة لم تحدث.. بالطبع باستثناء محمد صلاح، العائد من الإصابة، وقد قدم جهدًا محترمًا.. القضية هنا أن المنتخب لم يلعب.. والنتيجة مؤلمة. والغضب مشروع. ودعونا نعبر إلى النتائج والمطلوب للحل. وأتمنى ألا نشخصن المشكلة بل أطرحها للنقاش كمحاولة للتدخل الجراحى لعلاج. قبل عامين كان من الممكن أن تتدخل الدولة بقبضتها القوية، وتحل مجلس إدارة اتحاد الكرة حتى تمتص الغضب الشعبى. الآن وبعد إصدار قانون الرياضة لم يعد هذا مسموحًا، حيث انتقلت السلطة للجمعيات العمومية.. إذن العقاب الرسمى ليس واردًا والعقاب الشعبى لا ينفع.. ومحدود. ويمكن أن نبحث من الآن عن حلول لندرة المواهب الكروية بعد أن تحولت الأندية الكبرى، مثل الأهلى أو الزمالك كمثال إلى أندية تسرق مواهب الآخرين شرائيًا.. وأصبحت الفرق تعانى من وجود اللاعب المميز، واتجهت للشراء من أفريقيا.. غاب عبده البقال أشهر كشاف مواهب. وأصبحت قطاعات الناشئين بمثابة رعاية اجتماعية لأولاد النادى من المقربين والمساندين لمجالس الإدارات. وأعتقد ضرورة تدخل الدولة بشأن الكشف عن المواهب. والبحث عن صيغ حقيقية مع دول متقدمة يمكنها أن تنسخ تجاربها لدينا.. ما نراه كنتيجة لمستوى الفراعنة بالمونديال أن الكرة المصرية كمستقبل فى خطر بالطبع عندنا كتيبة محترفة هى الأفضل فى تاريخ مصر.. لكن انهيار الفرقة فى روسيا وما شاهدناه من اهتزاز لمستوى اللاعبين، وأيضًا للفريق بشكل عام يشكل أزمة ويكشف عن معاناة الكرة المصرية.. قبل الدخول فى تحديد المسئولين عما حدث فى روسيا.. هناك سلوك أراه غير أخلاقى من جانب عدد من المشجعين المرافقين للبعثة وصيحاتهم وهتافاتهم بألفاظ بذيئة ضد الفريق واللاعبين، وهو سلوك غير تربوى. ورد فعل لا يفيد ويندرج تحت باب قلة الأدب. ثم الرياضة مكسب وخسارة، ولكن المقلق هو الخسارة بدون لعب أو نتيجة ارتباك من موقف أو سقوط الفريق وانهياره لتعطيل لاعب أو غيابه.. كوبر بالطبع مسئول.. وهانى أبوريدة مسئول.. ولدينا منظومة رياضية منفلتة. فى الانتصارات يتقدم الجميع الصفوف لاستقبال التهنئة. وفى الانكسارات يختفى الجميع ويتبادلون المسئولية. ويتفانون بالبحث عن كبش فداء أو ما يشتت ويقسم الغضب.. وكالعادة وكما هو متفق عليه م. هانى أبوريدة فى مؤتمره الصحفى برر للجميع، وكأنه يقول الجمهور هو سبب الخسارة. د. أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، بدوره لا يملك ما يشفى به غليل الغاضبين.. القانون يحمى الهزائم ويحصن صانعيها والدولة تتفرج. والشارع غاضب وإن كنت ضد اتخاذ أى قرارات انفعالية. بمعنى أدق.. ماذا يفيد ابتعاد مجلس هانى أبوريدة عن مجلس إدارة الاتحاد، وتعيين غيرهم أو يقود الاتحاد المدير التنفيذى واثنان من الموظفين حتى يحين انعقاد جديد للجمعية العمومية لانتخاب مجلس جديد؟ أنا شخصيًا مقتنع بأن مجلس أبوريدة هو الأفضل. ومن الظلم أن يترك مكانه. وليس هناك بديل من الاحتياطى ليقود. إذن لنخرج من هذا المأزق لازم نتعلم ألا نقرر وقت الغضب. وعلينا أن نتخلص من تلك العادة، التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه.. لو لم نعلم كيف نتحكم فى غضبنا ونحل مشاكلنا لنرسل للخارج مجموعة تتعلم إزاى نفكر صح ونناقش صح ونضخ أفكارًا بحلول. بالطبع غضبنا من المنتخب يتراجع وسيختفى نهاية هذا الأسبوع.. وستعود الصحافة الرياضية لتهتم بالأسيوطى وبتراجع حلم الأهلاوية فى بناء الاستاد وبالبحث عما يزيد من حرارة البرامج الرياضى أو توزيع المطبوعات الورقية.. وهننسى وهتعدى ولننتظر خسارة أخرى فى مكان آخر طالما لا نتوقف بحثًا عن أسباب الخسارة بالملاعب.