الجمعة 08 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

لاجئون سوريون يعودون لبلادهم من لبنان

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاد عدة مئات من اللاجئين السوريين لبلادهم من لبنان أمس الخميس فيما انتظر مئات آخرون لمعرفة ما إذا كانت السلطات السورية قد وافقت على طلباتهم للعودة.
وبدأ نحو 300 لاجئ سوري بالعودة من بلدة عرسال الحدودية في الصباح الباكر وأغراضهم مكدسة على شاحنات وجرارات. 
ولا يشكل هؤلاء سوى قسم ضئيل من مليون لاجئ في لبنان مسجلين لدى الأمم المتحدة ويمثلون نحو ربع سكانه.
وقال علي عبدالله "34 عاما" الذي فر إلى لبنان قبل أربعة أعوام وأنجب أحد ولديه في لبنان "نعود لوطننا.. لبيتنا.. في سيارتنا مع أغراضنا وعائلاتنا".
ولدى وصوله للجانب السوري من الحدود بعد بضع ساعات قال "أريد زيارة سوريا كلها. اشتقت لها".
وتأمل السلطات اللبنانية في أن المزيد من موجات العودة التي ترتبها دمشق بشكل مباشر ستقلل من عدد اللاجئين في البلاد. لكن بالنسبة لسياسة لبنان فإن محدودية نطاق عمليات العودة من عرسال يوم الخميس تشير إلى تعقيدات كبرى في الأفق.
وقال عهد كلكوش وهو عضو في هيئة تمثل اللاجئين السوريين في البلدة التي تستضيف عشرات الآلاف من السوريين إن أكثرية اللاجئين في عرسال لن يعودوا إلا في ظل إشراف من الأمم المتحدة خشية الاضطهاد في سوريا.
وتقدم نحو ثلاثة آلاف لاجئ في عرسال بأسمائهم للسلطات اللبنانية من أجل العودة إلى سوريا في إطار العمليات التي تنسقها الحكومتان.
وقال باسل الحجيري رئيس بلدية عرسال إن السلطات السورية وافقت حتى الآن على 300 اسم من التي لدى الأمن العام اللبناني.
وأضاف لرويترز "لم يرفضوا أحدا من المسجلين أنفسهم ولكن هناك حوالي 60 إلى 70 شخصا كانوا يريدون العودة اليوم ولم يحصلوا على الموافقات ووصلوا إلى الحدود ولكن السلطات السورية ردوهم... يعني لم يحصلوا على الموافقات اللازمة".
وحاول حسام إسحق العودة إلى سوريا دون أسرته رغم أن اسمه لم يحصل على موافقة بعد. وقال إن أفراد الأمن اللبنانيين أعادوه فيما قاد شاحنته المحملة بأمتعة أسرته عائدا إلى عرسال.
وقيل له إن الموافقة قد تصل في الأيام القليلة المقبلة وقال "ولكن لا شيء أكيد".
ويقول الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي يعتبر اللاجئين تهديدا كبيرا لبلاده، إن عليهم العودة إلى مناطق في سوريا وصفت بالآمنة حتى قبل التوصل إلى حل سياسي للحرب.
وتوجه اللاجئون الذين عادوا يوم الخميس إلى مناطق في سوريا قرب الحدود مني فيها مقاتلو المعارضة بالهزيمة على أيدي قوات الحكومة السورية بدعم حيوي من جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين إنها لم تشارك في تنظيم عمليات العودة يوم الخميس ولم يتمكن فريقها في سوريا حتى الآن من الوصول إلى القرى التي كان الناس يعودون إليها.
وترى الأمم المتحدة أن ظروف العودة الملائمة لسوريا لم تتوفر بعد وهو رأي تدعمه دول مانحة. 
ولم تحقق جهود دعمتها الأمم المتحدة لإبرام اتفاق سلام تقدما يذكر فيما يواصل الأسد حملاته العسكرية لهزيمة خصومه.
وقال كلكوش مسئول اللاجئين في عرسال "لا يوجد ثقة بالنظام". 
وأكد كلكوش، الذي كان عضوا في مجلس محلي معارض قبل أن يفر من سوريا، إن المخاوف تشمل السجن والتجنيد.
وقال إسحق "أن أعود بدون أي ضمانة، الثقة مفقودة والأمن والاستقرار أيضا مفقودان، هذا مشروع لن يحمل أي مقومات للنجاح" معبرا عن تشاؤمه بشأن احتمالات العودة فيما شكر لبنان على الضيافة.
ويقول لبنان إنه يؤوي 1.5 مليون لاجئ سوري في أنحاء البلاد. ويقيم أغلبهم في مخيمات مؤقتة في فقر مدقع ويواجه هؤلاء أحيانا خطر الاعتقال بسبب القيود المفروضة على الإقامة القانونية والعمل.
وقال اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني إن بيروت تعمل مع الدولة السورية على عودة آلاف اللاجئين الذين يريدون العودة إلى ديارهم.
وأضاف لرويترز أن عمليات العودة التي تمت يوم الخميس "مرحلة أولى من أصل الآلاف".
وقال عن طلب من يحاولون العودة من الأمن العام تأمين إعفاء لهم من الخدمة العسكرية "لم نحصل على تعهد ألا يخدموا في الجيش السوري. نحن لا علاقة لنا بهذا الموضوع. هم أصلا طلبوا وسألونا أنه إذا رجعنا هل يسمحون لنا أن نأخذ مهلة ستة أشهر لكي نلتحق بالجيش بعد هذه المهلة؟ نحن سألنا السوريين، قالوا إنهم ليس لديهم مشكلة لستة أشهر، هذا بناء لطلبهم"، والخدمة العسكرية إلزامية في سوريا.
وقال العديد من اللاجئين العائدين يوم الخميس إنهم سمعوا من أقارب لهم في سوريا أن منازلهم صالحة للعيش فيها فيما بلغ آخرون أنها دمرت أو تضررت.
لكن مرشد درويش "55 عاما" قالت إنها قررت البقاء في خيمتها في عرسال بدلا من العودة إلى سوريا مع ابن عمها. 
وقالت "البيت يحتاج إلى عمل ولا توجد نوافذ ولا أبواب، لا يمكننا العيش هناك". 
وأضافت "لا أستطيع حمل الصخور، بمجرد أن يتم إصلاح غرفتي سأعود".
وقالت هالة فداء وهي تحمل طفلين إنها سعيدة بعودتها إلى يبرود رغم أن منزلها دمر وأضافت أنهم سيقيمون مع من يستضيفهم لحين إصلاح الأمور.